القاهرة ـ عصام محمد
أحال النائب العام المصري، المستشار نبيل أحمد صادق، الأحد، 48 متهمًا، إلى القضاء العسكري، لاتهامهم بتولي قيادة تنظيم "داعش" وتأسيس خليتين له في القاهرة وقنا، والانضمام لهما والمشاركة فيهما، وارتكابهم وقائع تفجير كنائس البطرسية في العباسية والمرقسية في الإسكندرية ومارجرجس في الغربية.
وتضم قائمة الاتهام قتل والشروع في قتل مرتادي تلك الكنائس وقوات تأمينها، والهجوم على كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه من قوات الشرطة، والشروع في قتل الباقين والاستيلاء على أسلحتهم، وتصنيعهم وحيازتهم سترات وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر، والالتحاق بتنظيم "داعش" خارج البلاد، وتلقيهم تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة للتنظيم في دولتي ليبيا وسورية.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، من خلال اعترافات المتهمين والمعاينات لمواقع الأحداث والأماكن المحيطة بها والتقارير الفنية وتقارير مطابقة البصمات والوراثية، أن الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى، هو مرتكب واقعة تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية، بتكليف من القيادي في التنظيم مهاب مصطفى السيد قاسم، حيث حضر الانتحاري من شمال سيناء بعد نقله عضو التنظيم محمود حسن مبارك بسيارته، وأقام في مسكن المتهم رامي محمد عبدالحميد عبدالغني في منطقة الزيتون في القاهرة.
وأكدت التحريات أيضًا، أنه في تاريخ 8 ديسمبر الماضي، حضر إليه المتهمان عمرو سعد عباس ووليد أبوالمجد عبدالله، بعد أن تسلما 3 سترات ناسفة من المتهمين عزت محمد حسن وحسام نبيل بدوي، وأقاما معه بذات المسكن، ثم رصدوا الكنيسة البطرسية ومحيطها يومي 9 و10 ديسمبر الماضي، وفي صباح الأحد 11 ديسمبر، ارتدى الانتحاري سترة ناسفة واصطحبه المتهمان عمرو سعد عباس ووليد أبوالمجد عبدالله بسيارة الأخير إلى مقر الكنيسة وفجر نفسه، ما أسفر عن مقتل 29 وإصابة 45 آخرين.
ولفت البيان الصادر من النيابة العامة، إلى أن نيابة أمن الدولة العليا أجرت معاينة تصويرية لمسكن المتهم رامي محمد عبدالحميد، الذي تم توقيفه فيه سترتين مفرقعتين مثل المستخدمة في تفجير الكنيسة البطرسية، كما عثرت على ملابس وأثار بيولوجية ثبت من فحص البصمة الوراثية لها تطابقها مع البصمة الوراثية لأشلاء محمود شفيق مصطفى، المعثور عليها في موقع الانفجار بالكنيسة البطرسية.
وأشار البيان إلى أن التحقيقات الخاصة بحادث الاعتداء على كمين النقب في طريق الخارجة أسيوط في الوادي 16 يناير الماضي، كان بتكليف من القياديين عزت محمد حسن وعمرو سعد عباس، بعد أن رصداه ووقفا على طرق الوصول إليه والخروج منه والمناطق المحيطة به وأوجه تامينه والقائمين عليه من القوات، فتوجه 13 عنصرًا من الجماعة المتطرفة صوب الكمين بواسطة 4 سيارات دفع رباعي مقسمين لـ4 مجموعات، ثلاثة للاقتحام والرابعة للدعم ونقل المصابين، محرزين بنادق آليه ومدافع رشاشة ثقيلة محملة على السيارات، وكذا عبوات مفقرعة وقاذفات آر بي جي، حيث باغتوا أفراد قوة الكمين بوابل من الأعيرة النارية من أسلحتهم الآلية مستهدفين أبراج مراقبة، وزرعوا عبوات مفرقعة بمبانيه وأسفر الهجوم عن مقتل ضابط و7 مجندين وإصابة 3 آخرين، والاستيلاء على بعض الأسلحة والمهمات.
وبينت التحقيقات إصدار المتهمين عزت محمد حسن وعمرو سعد عباس تكليفات باستهداف كنيسة مارجرجس في طنطا، وتحريضهما الانتحاري ممدوح أمين محمد بغدادي، أحد المشاركين في واقعة مهاجمة كمين النقب على تفجير الكنيسة بواسطة سترة ناسفة، وفي صباح 9 أبريل الماضي ارتدى الانتحاري السترة الناسفة واستقل سيارة المتهم حسام نبيل حامد، الذي نقله لمكان بالقرب من الكنيسة حيث توجه الانتحاري مترجلًا، وما أن وصل إلى مكان إقامة الصلوات فجر نفسه، ما أسفر عن مقتل 28 وإصابة 76 آخرين.
وتابعت التحريات: "في ذات التاريخ وبناءً على تكليف من المتهمين عزت محمد حسن وعمرو سعد عباس، للانتحاري محمود حسن مبارك عبدالله، أحد المشاركين في واقعتي تفجير الكنيسة البطرسية ومهاجمة كمين النقب، بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث ارتدى الانتحاري سترة ناسفة وتوجه صحبة المتهم حسام نبيل بدوي بسيارة الأخير، حيث ترجل على مقربة من الكنيسة وتوجه للدخول لمبناها، وحاول الدخول لها من غير المكان المخصص لذلك، تفاديًا للمرور من بوابة كشف المفرقعات، فاستوقفه فرد أمن الكنيسة وأمره بالمرور من خلال البوابة، حيث تم استيقافه بمعرفة قوات تأمين الكنيسة حال مروره منها، ففجر نفسه ما نتج عنه مقتل 18 شخصًا وإصابة 45 آخرين.
وشملت التحقيقات على اعترافات تفصيلية لـ21 متهمًا من إجمالي المتهمين المقبوض عليهم، وعددهم 31، وأمر النائب العام بإلقاء القبض على المتهمين الهاربين، وعددهم 17 من أعضاء التنظيم، وتكليف الجهات الأمنية بسرعة تنفيذه.
أرسل تعليقك