حين لمح القائد في سلاح الجو الهندي، أبهيندان فارتامان، طائرة حربية باكستانية على الرادار تحلق على ارتفاع 7000 قدم، لم يبدِ أي تردد في ملاحقة تلك الطائرة وهي من طراز "أف 16" حيث شنت غارة صاروخية عبر الحدود في منطقة "كشمير" المتنازع عليها، وقال لقيادته:" أنا ذاهب وراءها."
وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أن القتال انتهى بإسقاط طائرة فارتامان وكانت من طراز "ميغ 21" واعتقال الجيش الباكستاني له، وما حصل جلب القوتين النوويتين في المنطقة إلى حافة الصراع، وأرسل صدمة إلى جميع أنحاء المنطقة، وكانت هذه أول مرة تشتبك فيها الدولتان في قتال جوي منذ الحرب بينهما في عام 1971، ولذلك حبس العالم أنفاسه.
وكشفت الصحيفة بالتفصيل عن وقائع الصراع العنيف في سماء "كشمير" لأول مرة، فقالت إن "المناوشة بدأت في الساعة 9.45 صباحا، من يوم الأربعاء، تحت سماء ملبدة بالغيوم فوق سفوح جبال (الهيمالايا)، عندما اكتشف رادار أرضي هندي تحركا غير عادي، وأظهرت شاشات الرادار 24 مقاتلا باكستانيا وطائرات دعم تحلق بشكل استفزازي بالقرب من خط المراقبة الذي يقسم الهند وباكستان، وعلى مدى الـ86 ثانية التي تلت ذلك، تحرك فارتامان ليلحق بخصومه في السماء، وبدأت المناوشات بينما كانت القذائف تنفجر في الهواء، مما أدى إلى زعزعة هدوء مرتفعات كشمير".
أقرأ أيضًا: باكستان تؤكد إلتزامها بمواصلة دعم السلام في أفغانستان
وتابعت الصحيفة تقول: "مجموعة المقاتلين الباكستانية، التي اكتشفت لأول مرة على بعد ستة أميال من الحدود، ضمّت ثماني مقاتلات متقدمة من طراز "أف 16"، وأربع طائرات "داسو" الفرنسية، وأربع مقاتلات من طراز "الرعد" الصينية "جي أف 17"، وواحدة على الأقل من طراز "ساب 2000"، ومنصة للإنذار المبكر ومراقبة فضاء المعركة الجوي.
وكان رد الهند سريعا، حيث سارعت دوريات جوية تابعة لقواتها تضم مقاتلتين روسيتين من طراز "سوخو سو 30"متعددة المهام، وطائرتين من طراز "ميراج 2000 إتش"، وأربع طائرات من طراز "ميغ 21 بيسون"، تم بناؤها وترخيصها في الحقبة السوفيتية.
وقالت مصادر عسكرية هندية إن "جبهة العمل الإسلامي انضمت إلى المعركة بعد أن عبرت ثلاث طائرات تابعة للقوات الجوية الباكستانية من طراز "أف 16" الحدود، وأطلقت صواريخ موجهة بالليزر على مستودع للذخيرة في "نوشيرا"، على بعد خمسة أميال داخل الأراضي الهندية، لكنها أخطأت هدفها.
وقال المصدر إن هدف فارتامان كان وضع نفسه بزاوية 60 درجة في ما يتعلق بطائرة "أف 16" وهي زاوية الهجوم، التي ستمكنه من تنفيذ ضربة صاروخية ذات أقصى تأثير. وفي هذه الأثناء، صعد بالطائرة "إف 16" صعودا حادا حوالي 26 ألف قدم، قبل النزول إلى أسفل، ولكن في بعض اللحظات كان كارتامان عاجزاً عن إطلاق "صاروخ جو جو" واحد، أو ربما صاروخين، مما أجبره على الإقلاع والهبوط بالمظلة.
لقد كان سوء حظ فارتامان هو الهبوط على الجانب الخاطئ من خط السيطرة، في شطر كشمير الخاضع لإدارة باكستان، وسأل القروين الذين كانوا حوله ما إذا كان في الهند.
وردّ الشباب من حوله "عاشت باكستان"، مما دفع فارتامان إلى سحب مسدس الخدمة الخاص به وإطلاق النار في الهواء لإخافتهم، بعدها بدأ القرويون رشقه بالحجارة، وركض فارتامان، مطلقا المزيد من الطلقات في الهواء، ولكن لاحقته الحشود حتى تعثر في مجرى ضحل، وأطلق أحدهم الرصاص على الطيار الهندي في ساقه ثم قاموا بتسليمه إلى السلطات الباكستانية.
وعلى مدى اليومين التاليين كان الطيار الهندي سببا في الحرب المعلوماتية التي تهدد بالانتقال إلى شيء أسوأ بكثير. فقد خاضت باكستان والهند الحرب أربع مرات منذ استقلالها في عام 1947 ، وكثيرا ما كانتا تتبادلان نيران المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الصغيرة عبر حدودهما غير المحسومة.
وكان هذا القتال الجوي الأول بين الدولتين المسلحتين نوويا منذ 48 سنة، بعد حربهما الرئيسية الثالثة في عام 1971، وبدأ أحدث تصاعد في التوتر أدى إلى اشتباكات في السماء بسبب هجوم انتحاري من قبل "جهاديين" في باكستان أسفر عن مقتل 40 جنديا هنديا الشهر الماضي. وردت الهند بضربات صاروخية على قاعدة للمتشددين في الجانب الباكستاني.
ويتصاعد الغضب بين رئيس وزراء الهند، الهندوسي ناريندرا مودي، والمسلم عمران خان، لاعب "الكريكيت" السابق الذي يحكم باكستان الآن، وكلاهما يعد بمزيد من الانتقام. ويبدو أن الهجوم الباكستاني على مستودع الأسلحة يوم الأربعاء قد وضع الصراع على حافة الانفجار، ولكن في الحقيقة يبدو أن الزعيمين على دراية بخبايا الأمور، ويحاولان تهدئة الوضع. فبعد ليلتين من أسر السلطات الباكستانة لفارتامان، قدم الرئيس خان "لفتة سلام"، بإعادة الطيار إلى الهند. وبحلول صباح السبت، وقع 300 ألف باكستاني عريضة تطالب بمكافأة خان بجائزة "نوبل" للسلام.
وتحاول الولايات المتحدة معرفة ما إذا كانت باكستان استخدمت طائرات إف-16 أميركية الصنع لإسقاط طائرة هندية، وهو ما قد يعد انتهاكا لاتفاقات مع واشنطن، إلا أن باكستان تحاول بشدة إنكار ذلك.
قد يهمك أيضًا :رئيس أركان الجيش الباكستاني يعتبر استقرار مصر أمرًا لا غنى عنه في المنطقة
مسؤولون في الجيش الباكستاني ينفون وجود تنظيم "داعش" في البلاد
أرسل تعليقك