طرابلس ـ مصر اليوم
قام رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج أمس الأربعاء، بزيارة الى مدينة الزنتان، حيث اجتمع مع أعيان المدينة ومسؤوليها المحليين ونوابها. واكتسبت الزيارة طابعاً خدماتياً، دفع مراقبين الى اعتبار ان المصالح والضغوط السياسية قد تقنع المنطقة بالخروج من عباءة الجيش الذي يتمتع بنفوذ تقليدي في المنطقة. وتردد أن زيارة السراج لم تخل من منغصات، إذ شهدت المدينة حركة احتجاجية وساد الشارع حال من الغضب وسُجّلت بعض المظاهر المسلحة تعبيراً عن رفض الزيارة.
إلا أن مصادر مأذونة أبلغت صحيفة "الحياة" أن لا صحة لأخبار متداولة عن عرقلة أو اعتراض موكب السراج عند وصول الطائرة التي أقلته إلى الزنتان، حيث كان في استقباله أعيان المدينة وممثلون عن المجلسين البلدي والعسكري. واستبق "تجمع أبناء الزنتان" زيارة السراج إلى المنطقة ببيان أعلن التمسك بشرعية مجلس النواب والحكومة الموقتة والقوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأكد البيان رفض التجمع زيارة السراج إلى الزنتان باعتباره لا يملك شرعية كونه لم يحصل على ثقة مجلس النواب. ورافق السراج في زيارته وزيرا التعليم والصحة ووكيل وزارة المواصلات والحكم المحلي والصحي ووزير الدولة لشؤون الشهداء والجرحى، وعقد والوفد المرافق له اجتماعاً مع أعضاء المجلس البلدي في الزنتان وأعيان المدينة وممثلين لها في مجلس النواب.
في هذا الوقت، عُقد في مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي في طرابلس اجتماع حضره عضو المجلس الرئاسي عبد السلام كاجمان ووزيرا الخارجية محمد سيالة والعمل والتأهيل المهدي الورضمي ووفدان يمثلان قبيلتي التبو وأولاد سليمان، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ الاتفاق والتواصل مع الحكومة الإيطالية، من خلال وزارة الخارجية لتنفيذ مراحل المصالحة الشاملة، دفعاً في اتجاه استقرار أمن الجنوب الليبي، والعمل على وضع آليات لجبه الضرر بين الطرفين.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ينوي زيارة موسكو في القريب العاجل. وذكرت الوزارة في بيان أن نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف بحث خلال اتصال هاتفي مع سلامة الوضع الراهن في ليبيا. واتفق سلامة ونائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا على مواصلة الاتصالات الوثيقة حول القضية الليبية.
من جهة أخرى، أصدر ولي العهد الليبي في المنفى الأمير محمد السنوسي بياناً لمناسبة الذكرى الـ77 لتأسيس الجيش الليبي، الذي تشكل في 9 آب/أغسطس 1940 تحت اسم "جيش التحرير" من شخصيات وطنية ممثلة لكل الطيف الليبي بمختلف مكوناته ومناطقه وتعدد ثقافاته وأعراقه. وأشار ولي العهد المنفي إلى أن "الآباء المؤسسين للدولة وفي مقدمهم الملك الراحل ادريس السنوسي أرادوا أن يكون جيش الدولة الوليدة لكل الليبيين مِن عرب وأمازيغ وطوارق وتبو وغيرهم، وجامعاً لكل هذه المكونات، ولذلك رفضوا إضافة صفة العربية على اسم القوات المسلحة الليبية".
وزاد: "كذلك أرادوا أن يكون هذا الجيش ركناً سيادياً وليس أداةً بيد السلطة الحاكمة، وألاّ يتدخل بتاتاً في الحياة السياسية وفق ما هو منصوص عليه في الدستور". وشدد الأمير محمد السنوسي على ضرورة إعادة تشكيل الجيش على هذه الأسس. وإذ أشار الى ما تشهده ليبيا مِن فرقة وقتال وتطرف وانقسام سياسي واعتداء على مصدر قوت الناس ونهب الأموال العامة وتعطيل مشروع بناء الدولة، نتاج صراعات داخلية مدمرة، وتدخلات خارجية متباينة الأجندات ومتقاطعة المصالح، شدد السنوسي على ضرورة أن "يتنازل بعضنا لبعض ونحتكم جميعاً إِلى لغة العقل والمنطق والحوار وتحقيق المصلحة العامة، وأن نحترم تنوعنا وتعدد ثقافاتنا ونعتبر ذلك مصدر غنى وإثراء وليس مبعث تنازع وتناحر أو تكفير لبعضنا بعضاً".
أرسل تعليقك