الدوحة ـ عادل سلامه
أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن "الدوحة جاهزة للحوار والتوصل لتسوية لكل القضايا"، معتبرًا أن "أي حل للأزمة الحالية، يجب أن يضمن عدم العودة الى هذا الأسلوب"، (أي أسلوب المقاطعة). وقال في كلمة وجهها مساء الجمعة: "آن الآوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات"، مثمناً "جهود الوساطة الكويتية"، وآملاً "أن تكلل بالنجاح".
وأقر تميم بحجم تأثير المقاطعة على بلاده، قائلاً "لا أقلل من حجم الألم والمعاناة التي سببها"، ما وصفه بـ"الحصار". لكنه قال "نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب (..) فنحن نكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط وهناك اعتراف دولي بهذا". كما أقر "بوجود خلافات مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن سياسات قطر الخارجية". واعتبر أنه "تبين أن حملة التحريض تم التخطيط لها مسبقاً (..) هناك محاولات لفرض الوصاية علينا". إلا أنه قال "الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ الأزمة".
وقال أمير قطر إن "الوزارات ومؤسسات الدولة تعاملت مع الأزمة بنجاح ووفرت كل السلع المطلوبة". وأشار الى أن "تنويع مصادر الدخل بات أمرا ملزما ومسؤولية للحكومة ورجال الأعمال". وذكر أنه "سنعمل على تنمية كافة مصادر قوتنا الناعمة دولياً". وقال تميم بن حمد مخاطبا المواطنين والمقيمين في بلاده: "نحن مدعوون لفتح اقتصادنا للمبادرات والاستثمار بحيث ننتج غذاءنا ودواءنا وننوع مصادر دخلنا، كما أننا مدعوون إلى تطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والإعلامية"، مشددا على أن "الانفتاح الاقتصادي على الاستثمار وتنويع مصادر الدخل في هذه المرحلة لم يعد مسألة رفاهية بل أصبح أمرا ملزما ومحتما ولا مجال للتهاون فيه وهذه مسؤولية الحكومة ورجال الأعمال".
وأشار إلى أن "قطر تكافح الإرهاب وتعتبر الاعتداء على المدنيين الأبرياء جريمة بشعة ضد الإنسانية، كما ترى أن القضايا العربية العادلة تتضرر من الإرهاب فهو يمس بالعرب والإسلام والمسلمين". وختم أمير قطر كلمته بالتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أكد أنه لا مجال للمفاوضات مع قطر، لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج، مجدداً مطالبة الدوحة بالالتزام بتعهداتها السابقة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الجبير مع نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو في روما. وقال الجبير: ليس هناك مجال للمفاوضات مع قطر لأن الأمر لا يتعلق بمفاوضات، بل بمسألة مفادها: هل هناك دعم للإرهاب أم لا. مشيراً إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر طرحت مبادئ ترغب في تطبيقها ويتفق حولها الجميع، وهي الكف عن دعم أو تمويل الإرهاب، وعدم توفير مأوى للإرهابيين، ووقف خطاب الكراهية.
وأكدت مصر أن الحكومة القطرية تنتهج سياسة داعمة للإرهاب تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، ومن المشين ألا يحمّل المجلس المؤلف من 15 بلداً قطر المسؤولية. جاء ذلك في بيان مصر الذي ألقاه السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أمام اجتماع مجلس الأمن في جلسة اعتماد قرار للولايات المتحدة الأميركية بتجديد منظومة لجنة عقوبات "داعش والقاعدة".
وقال مندوب مصر إنه لا يمكن استمرار هذا الوضع المشين، وليس من المتصور استمرار الصمت وغياب الإرادة السياسية لدى الدول أعضاء المجلس لجعل قراراته فعالة ووقف أي انتهاك أو خرق لها. وأكد أنه من الضروري لكي تؤتي تلك الجهود ثمارها في مجال مكافحة الإرهاب أن نتبع نهجاً شاملاً قائماً على مكافحة الإرهاب أينما وُجد وضرورة التصدي لكافة الأسباب المؤدية للإرهاب دون استثناء، إضافة إلى ضرورة التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وضرورة وجود محاسبة من جانب المجلس للدول التي لا تمتثل لتلك القرارات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن تركيا ستبذل أقصى ما في وسعها لحل المشاكل بين الأشقاء في منطقة الخليج بينما يستعد لزيارة السعودية والكويت وقطر يومي غد وبعد غد. وفي كلمة في إسطنبول قال أردوغان، إن المشاكل السياسية مؤقتة ودعا السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى إلى الاستثمار في تركيا.
أرسل تعليقك