القاهرة ـ احمد السيد
رحل المفكر الكبير على السمان، رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، عن عمر ناهز 88 عاما في العاصمة الفرنسية باريس. ومن المتوقع أن يعود جثمان المفكر الكبير علي السمان إلى أرض مصر يوم السبت المقبل، وتقام سرادق العزاء بمسجد السيدة نفيسة. وكان الدكتور علي السمان، يجيد ثلاثة لغات، هي العربية والفرنسية والإنجليزية، ليتمكن من الإطلاع على كم هائل من الكتب والمؤلفات، التي شكلت فلسفته ورؤيته في الحياة، ويصبح مؤهلًا لتولي منصب مستشار إعلامي لرئاسة الجمهورية في عهد السادات، ثم رئيس الاتحاد الدولي لحوار الأديان، بالإضافة إلى عمله كصحافي في عدد من الصحف الفرنسية.
وولد علي السمان في منطقة المنيل في محافظة الجيزة، في ديسمبر عام 1929، وبعد عامين فقط من ولادته أصبح يتيم الأب، وانتقل مع والدته للعيش في مدينة طنطا، يكبر الطفل فيصير شابًا في السادس عشر من عمره، يناضل ضد الاحتلال الإنجليزي، ويتعرض للاعتقال في قسم أول مدينة طنطا. وعندما حل العام 1995، كان على المحامي الدولي وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية "السمان"، أن يتحمل مسؤولية أكبر على عاتقه، وهي استكمال مسيرة منظمة "أديك" (حوار الأديان)، وخلال توليه المنظمة كان لديه من الشجاعة ما يكفي ليعترف بالتحديات، كما ظل متمسكًا بأن تسبق كلمة الثقافات الأديان، إيمانًا بأن حوار الثقافات يعطي فرصة أكبر لنجاح حوار الأديان.
واقترب "السمان" من المناطق الشائكة، تحدث عن العلمانية، فاعتبر أن المشكلة في الأصل هي في صياغة الكلمة نفسها بصورة خاطئة، فهي تتداخل مع "الإلحاد"، ومن وجهة نظره فإن الفكر العلمي نفسه ليست فيه أي إشكالية، لكن الخطورة تكمن في ترك الكلمات تختلط فيما بينها دون تحديد معانيها. والكثير من المناصب تقلدها "السمان" حيث كان عضو لجنة المائة في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، ومستشار شيخ الأزهر والرئيس السادات، كما حصل على وسام شرف "ضابط النظام الوطني الفرنسي"، وألف الكثير من الكتب التي ترجمت بأكثر من لغة. وكان السمان شاهدًا على كثير من أحداث العنف التي مرت بمصر والمنطقة، والتي لم يتركها إلا بفحصها وبحثها وبيان أسبابها وطرق معالجتها.
أرسل تعليقك