نيويورك ـ يوسف مكي
أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم الشاحنة في شارع "منهاتن" في نيويورك الأميركية، واصفًا الإرهابي الأوزبكي سيف الله سايبوف من خلال صحيفته كأحد جنوده. وكان سيف الله، البالغ من العمر 29 عامًا، من مواليد أوزبكستان، قد قاد شاحنة صغيرة مستأجرة على طول طريق طوله ميلًا في مسار الدراجات في مانهاتن حيث كان الطريق ممتلئًا بالمحتفلين بعيد "الهالوين" ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص وإصابة 12 آخرين.
وجاء العنوان الرئيسي للصحيفة التابعة للتنظيم: "سايبوف" هاجم أحد جنود الدولة الإسلامية في أميركا الثلاثاء عدداً من الصليبيين في أحد شوارع مدينة نيويورك ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 صليبيًا"، وفقًا لمجموعة "سايت" للاستخبارات، المتخصصة في تعقّب أنشطة التنظيمات التي تدعو الى سيادة البيض والتنظيمات الجهادية.
وقالت مديرة المجموعة ريتا كاتز إن الادعاء المتأخر لم يوحِ بأن تنظيم "داعش" نسق الهجوم يوم الثلاثاء، وإنه مجرد أن الإرهابي كان مستلهمًا فعله من أيديولوجية الجماعة المتطرفة. وقد عُثر مع سايبوف - المحتجز بتهم إرهابية – على ثلاث سكاكين، والآلاف صور دعائية لـ"داعش"، وعشرات أشرطة الفيديو التي تظهر مقاتلي التنظيم وهم يعدمون السجناء.
وقال جون ميلر، من إدارة شرطة نيويورك: "يبدو أنه اتبع بالضبط تقريبا التعليمات التي وضعها داعش في قنواته الاجتماعية". وكان سايبوف قد خطط لهجوم منذ عام واستقر قبل شهرين على القيام باستخدام شاحنة، واختار احتفالات الهالوين في محاولةٍ لقتل أكبر عدد ممكن من الناس.
وبعد القيام بعملية دهس المشاة وراكبي الدراجات، تحطمت سيارة سايبوف في حافلة مدرسية قبل أن ينزل على الطريق السريع حاملًا بنادق وهمية. وقد أطلق عليه الرصاص في معدته من قبل أحد أفراد شرطة نيويورك قبل اعتقاله ونقله إلى المستشفى، حيث يجري الآن استجوابه.
ولا يدعي تنظيم "داعش" في كثير من الأحيان الهجمات حين يتم فيها القبض على الجاني، بخلاف أن يكون قد قتل. كما أن القنوات المؤيدة لتنظيم داعش تتشارك الدعاية التي تُشيد بالمهاجم، مع ملصقات تعرض صورًا لتمثال الحرية. وفي حين أشاد البعض بأعمال سايبوف – واصفًا إياه بـ'الأخ'، سخر البعض الآخر من انخفاض عدد القتلى وقالوا كان عليه أن "يختار شارعًا أكبر".
وأصيب 12 شخصا أخرون في أسوأ هجوم وقع في نيويورك منذ اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وانتهى الحادث عندما أطلقت الشرطة النار على سايبوف في البطن. وقد أعلن المدعون العامان اتهامات اتحادية حتى الآن؛ تشمل تقديم الدعم المادي والموارد إلى منظمة إرهابية أجنبية معينة، والعنف وتدمير المركبات الآلية.
وقد تكون عقوبة الاتهام الثاني الإعدام، ولكن قضية الإعدام ستكون نادرة للغاية في نيويورك، حيث قد ألغيت عقوبة الإعدام في الولاية. وقالت لائحة الاتهام إن سايبوف سائق "أوبر"، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في مارس/ آذار 2010، قد اعترف بالتصرف باسم "داعش" وأنه "فخور بما فعله"، حتى أنه طالب بتعليق علم التنظيم الجهادي في غرفة المستشفى. وبعد ثلاثة أيام من الهجوم، ظهرت صورة أكثر تفصيلا عن المشتبه فيه. وبعد انتقاله إلى الولايات المتحدة، أحبطت طموحاته، وازدادت لحيته كثافة، وتفيد التقارير بتطور مزاجه العنيف في الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه كان محاسبًا جامعيًا من عائلة ثرية والذي فاز بالبطاقة الخضراء "غرين كارد" وانتقل إلى "أوهايو" مع أحلام بالازدهار، قبل أن يضطر في النهاية إلى العثور على عمل كسائق شاحنة. وقالت الصحيفة انه تزوج من مهاجرة أوزبكية، وقد ارتكب انتهاكات متعددة لحركة المرور، وفقد وظائف، وقد كان إمام المسجد يخشى من أنه أساء تفسير الإسلام بشكل متزايد. وكان الرئيس دونالد ترامب قال انه يفكر في إرسال سايبوف إلى خليج "غوانتانامو" لكنه تراجع عن هذه الفكرة في تغريدة قوية دعا فيها إلى إعدامه.
أرسل تعليقك