شنَّت "قوات سورية الديمقراطية" مساء الأحد، هجومها الأخير على الرقة بعد أن غادرت قافلة من مقاتلي تنظيم "داعش" المدينة. وقال متحدث باسم هذه القوات إن 275 من مقاتلي التنظيم السوريين غادروا الرقة بموجب اتفاق للانسحاب وتركوا وراءهم ما بين 200 و300 مقاتل معظمهم أجانب. لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ"الشرق الأوسط" أنه "لم يسجّل خروج الأجانب وهم لا يزالون في جيب واحد بالمدينة".
ونفى المسؤول في مجلس الرقة المدني, عمر علوش, معرفته بالوجهة التي ذهب إليها المقاتلون الخارجون من الرقة، في الوقت الذي لفت فيه مدير المرصد إلى أنه إذا انسحب المقاتلون إلى شرق دير الزور، يجب التوضيح إلى أين توجهت القافلة، وكيف تمكنت من السير مئات الكيلومترات إلى حين وصولها إلى شرق دير الزور؟
من جهته، أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، أمس الأحد، أنه لن يسمح لمقاتلي التنظيم بالخروج من الرقة السورية إلا بعد استسلامهم. وأوضح العقيد رايان ديلون في حديثه إلى قناة "سكاي نيوز" أنه "لا يزال هناك مدنيون في الرقة إلى جانب عناصر "داعش".
وأكد ديلون أن بعض مسلحي داعش المحليين تمكنوا من مغادرة المدينة بعد اتفاق مع المجلس المدني للرقة، قائلا إن من غادر هم فقط "السوريون والمعروفون من قبل شيوخ العشائر في الرقة". وقال إن هناك 275 عنصرا محليا من داعش سمح لهم بالمغادرة، مشيرا إلى أن ذلك لم يحدث فقط في الرقة، وإنما حدث أيضا في الموصل بالعراق عندما استسلم بعض أعضاء التنظيم.
أما بالنسبة للمقاتلين الأجانب، فقال ديلون إنه "لن يتم السماح لهم بالمغادرة، وإنما الخيار الوحيد أمامهم هو الاستسلام". وردا على سؤال بشأن مصير المقاتلين الذين يفرون من الرقة باتجاه معقل التنظيم في دير الزور، قال ديلون "لقد دفعوا إلى أماكن يسيطر عليها داعش، وسنواصل دفعهم إلى هناك لمحاربتهم وهزيمة التنظيم في دير الزور". وشدد المتحدث العسكري على أن التحالف سيعمل على هزيمة مقاتلي داعش في كل مكان يذهبون إليه.
وكانت "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي من جانب، وقيادات "داعش" من جانب آخر، قد توصلوا إلى اتفاق في الأيام الأخيرة الماضية، بشأن إجلاء المسلحين من ذوي الجنسية السورية من المدينة إلى مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم، وبصحبتهم نحو 400 مدني
من جهته، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية المدعومة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم “داعش” من جانب آخر، على محاور في الضفاف الغربية لنهر الفرات، في المنطقة الواقعة بين شرق مدينة دير الزور ومدينة الميادين في الريف الشرقي لدير الزور، حيث بدأت القوات الحكومية هجوماً عنيفاً بعد نحو 24 ساعة من سيطرتها على مدينة الميادين التي كانت تعد “عاصمة ولاية الخير”، عقب معارك طاحنة، تمكنت خلالها قوات النظام من هزيمة عناصر تنظيم “داعش” الذين يقودهم “القراديش”، والتي ترافقت مع قصف عنيف ومكثف طال المدينة
وأكد عدد من المصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات الروسية منعت، دخول معظم وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، من دخول مدينة الميادين، وسمحت لقنوات روسية وأخرى مقربة منها بالدخول إلى المدينة والتصوير فيها، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على طرد تنظيم “داعش” من المدينة، حيث قادت القوات الروسية العملية التي نفذتها قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بغطاء من القصف العنيف والمكثف
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر السبت، أن القوات الحكومية و القوات الروسية وبدعم من المسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، تمكنت من مواصلة عملية تقدمها، وفرض سيطرتها على كامل مدينة الميادين، الواقعة عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، بالريف الشرقي لدير الزور، فيما تجري عمليات تمشيط المدينة، وتثبيت سيطرتها عليها، وجاءت هذه السيطرة بعد قصف عنيف ومكثف أجبر عناصر التنظيم على الانسحاب من المدينة التي جرى محاصرتها من كامل محيطها البري، مع بقاء جهة النهر مفتوحة، حيث فتح لهم ممر للانسحاب خلال الـ 24 ساعة الفائتة، كما كانت جرت خلال الأيام الفائتة معارك طاحنة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بقيادة القوات الروسية من جانب، وعناصر تنظيم “داعش” من جنسيات سورية وغير سورية بقيادة “القراديش” من جانب آخر، نجم عنها سقوط خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجانبين، كذلك وأكدت المصادر للمرصد وصول نحو 1000 قيادي ومقاتل من التنظيم إلى مناطق سيطرته في ريف دير الزور، خلال الـ 72 ساعة الفائتة، من جنسيات غير سورية، ومعظمهم من جنسيات آسيوية، وينضوي معظم المقاتلين تحت راية لواء يدعى بـ “لواء القعقاع” العامل في العراق، وانتشر المقاتلون القادمون على جبهات مختلفة في دير الزور والبادية السورية، وذلك بعد نحو أسبوعين من وصول مئات المقاتلين من تنظيم “داعش” من العراق من جنسيات غير سورية، وتنفيذهم لهجوم مع العناصر المتواجدين سابقاً على الأراضي السورية والذي استهدف بادية دير الزور الغربية وريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي.
كما حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، أن المقاتلين الـ 1000 القادمين من العراق، يتجمعون ضمن تكتل في تنظيم “داهش” يسمى “القراديش” مؤلف من المقاتلين من جنسيات أوزبك وطاجيكية وأذرية وتركستانية، حيث استلم هذا التكتل قيادة العمليات العسكرية في مدينة الميادين وريف دير الزور الشرقي، ويعرف عن التكتل، عدم ثقته بالعناصر السورية والعربية العاملة في تنظيم "داعش".
وفي محافظة إدلب، هزَّت انفجارات مناطق في ريفها الجنوبي، ناجمة عن ضربات نفذتها طائرات حربية مستهدفة مناطق في قرية الخوين، ما أسفر عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات إلى الآن. كذلك سمع دوي انفجار تبعه إطلاق نار في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التفجير ناجم عن قيام شخص مجهول الهوية، بإلقاء قنبلة على منزل مقاتل سابق في جند الأقصى، بعد أن استدل من بعض أهالي الحي عن منزله، ليسارع مسلحون من الحي الذي جرى إلقاء القنبلة فيه، إلى اعتلاء أسطح المنازل وإطلاق النار على من رمى القنبلة، خلال محاولته تفجير نفسه بحزام ناسف لم ينفجر، ليأتي بعدها فصيل مقاتل وينقله إلى أحد المشافي ولا معلومات عن مصيره حتى الآن أما في محافظة حماة ، فقد فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على الريف الجنوبي، مستهدفة مناطق في بلدة حربنفسه، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام، بعدد من القذائف المدفعية، على مناطق في البلدة ذاتها، دون ورود معلومات عن إصابات، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرية أبو دالي بالريف الشمالي الشرقي لحماة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
وفي محافظة درعا، شهدت محاور في حي المنشية في المدينة تبادل إطلاق نار بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، كما قصفت القوات الحكومية مناطق في درعا، ما تسبب بوقوع أضرار في ممتلكات مواطنين، بالتزامن مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على المناطق ذاتها، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدة علما الواقعة في الريف الشرقي لدرعا، دون أنباء عن إصابات.
وتواصلت عمليات دخول التعزيزات العسكرية للقوات التركية من آليات وجنود وأسلحة، إلى داخل الأراضي الواقعة في الشمال السوري، حيث وردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان منع عدة مصادر متقاطعة، أن عدد من الآليات التركية دخلت إلى الأراضي السورية في ريف إدلب، عبر منطقة كفرلوسين الحدودية، والتي شهدت سابقاً حالات قناص من قبل حرس الحدود التركي لمواطنين كانوا مارين بالقرب من الحدود أو حاولوا العبور إلى الجانب التركي، وتوجهت الآليات العسكرية نحو مناطق تمركز وتواجد القوات التركية التي دخلت خلال الأيام الفائتة.
وكان نشر المرصد السوري لحفوق الإنسان أن رتلاً عسكرياً جديداً تابع للقوات التركية دخل إلى الأراضي السورية مساء يوم الجمعة الماضي . وفي التفاصيل التي رصدها نشطاء المرصد السوري فإن أكثر من 23 آلية عسكرية تركية مختلفة عبرت الحدود التركية نحو الأراضي السورية عبر منطقة كفرلوسين بريف إدلب، وتضاربت المعلومات حول وجهتها فيما إذا كانت ستتجه نحو ريف حلب الغربي أو الشمالي. وعلم أن القوات التركية التي دخلت برفقة مدرعات وآليات وأسلحة ثقيلة بعد سلسلة عمليات دخول لقوى استطلاعية تركية خلال الأيام الأربعة الفائتة، تمركزت في منطقة جبل صلوة المتاخمة لمناطق سيطرة الوحدات الكردية في عفرين، وعلى نقاط تماس قريبة منها، على الحدود الإدارية بين إدلب وريف حلب الغربي، وسط ترقب بدخول مزيد من الأرتال والآليات للتوزع والانتشار على كافة نقاط التماس مع وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين وريفها.
أما في محافظة حلب، فتشهد مناطق سيطر الفصائل العاملة في عملية “درع الفرات” بريف حلب الشمالي الشرقي، اشتباكات مستمرة بين فصائل في المنطقة. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات تدور بين فرقتين مقاتلين مدعومتين تركياً وحركة وجبهة إسلامية ومقاتلة من جهة أخرى، في منطقة قباسين ومحيطها، وسط قصف من قبل الفرقتين المدعومتين تركياً على قرية كفرغان ما تسبب بسقوط جرحى ومعلومات عن استشهاد مواطنة، في حين شهدت مناطق في بلدة قباسين سقوط قذائف مجهولة المصدر، كما قضى وأصيب نحو 15 شخصاً بينهم مقاتلين خلال الاقتتال الذي جرى في ريف حلب الشمالي الشرقي خلال ساعات النهار، حيث كان نشر المرصد السوري أنه يسود توتر في مناطق سيطرة الفصائل العاملة في عملية “درع الفرات، في الريف الشمالي الشرقي لحلب، على الجبهات المتاخمة لمناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري وقوات سورية الديمقراطية، ووردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن منطقة الحمران القريبة من بلدة الغندورة تشهد استنفاراً بين فرقة مقاتلة وجبهة مقاتلة، ترافقت مع مناوشات واشتباكات جرت بينهما، إثر هجوم الفرقة المقاتلة المدعومة تركياً على مناطق سيطرة الجبهة ونقاط تمركزها، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن
أرسل تعليقك