مكة المكرمة ـ سعيد الغامدي
تنطلق في مكة المكرمة أعمال القمتين الطارئتين العربية والخليجية، اللتين دعت لهما السعودية لمناقشة الاعتداءات من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، على ناقلات بترول تابعة لها منتصف مايو/ أيَّار الجاري، بينما تعقد الجمعة، أعمال قمة التعاون الإسلامي بمشاركة 57 دولة من 4 قارات تحت عنوان «قمة مكة يدًا بيد نحو المستقبل».
وتبحث القمة العربية الطارئة التي تنطلق، الخميس، في مكة، التهديدات الإيرانية والتوترات الأمنية في الخليج بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، وبعد الحشد العسكرى الأميركي في المنطقة، كما تبحث الهجمات التي تعرضت لها المملكة من قبل الميليشيات الحوثية، وتركز على عملية السلام والقضايا والأزمات العربية.
وقالت وكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية إن السعودية لم تقدم دعوة لإيران للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي، وأضافت أنها تلقت دعوة فقط من أمانة المنظمة، ونقلت الوكالة عن مصادر خاصة قولها إن إيران ستشارك على مستوى المدير العام لوزارة الخارجية، بسبب عدم دعوتها من قبل السعودية، وأضافت المصادر أن إيران حصلت على دعوة للمشاركة من قبل أمانة منظمة التعاون الإسلامي، لكنها لم تحصل على دعوة من البلد المضيف، لحضور المؤتمر، وتأتي القمة الإسلامية الـ14 بعد 3 سنوات من عقد مجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي اجتماعًا عاجلًا لمناقشة الصواريخ الحوثية التي تستهدف مكة المكرمة، وتهديدات إيران وميليشياتها في المنطقة.
وكشف الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن القمة الإسلامية تعقد في وقت مهم تمر به الأمة الإسلامية، ويحظى اجتماعها بشرف المكان والزمان، لافتًا إلى أن عقد القمة في دورتها الرابعة عشرة بمكة المكرمة، قلب العالم الإسلامي، يدل على المكانة الكبيرة للسعودية في قلب كل مسلم وعربي، وقال العثيمين في تصريحات: «نحن متفائلون بالخروج بنتائج تسهم في حل مشاكل العالم الإسلامي، وتؤكد في الوقت نفسه على قوة هذا التجمع في لمّ الشمل الإسلامي ووحدة الصف والمصير المشترك».
وأضاف أن المواضيع التي ستكون على طاولة القمة كثيرة وتصب في صالح الأمة التي تواجه مع كل أسف تدخلات في شؤونها، وتواجه مخاطر الإرهاب والتطرف، الذي أصبح مهددًا للمجتمعات جميعًا، وأيضًا سيكون ملف الإسلاموفوبيا حاضرًا، إذ بات مقلقًا وأسهم في زيادة أعمال العنف تجاه المسلمين في كثير من الدول، وهناك حضور لقضية فلسطين التي تم تأسيس منظمة التعاون الإسلامي من أجلها وستبقى هي القضية الأولى حتى إنهاء الاحتلال الغاشم، وقال إن ظاهرة الإسلاموفوبيا أثرت كثيرًا على وضع المسلمين في الدول غير الإسلامية وعلى نمط حياتهم، بل أصبح الكثير منهم يتعرض للإساءة، مع أنه يعيش في بلده الذي يحمل جنسيته، وليس لتقصير فيه أو مخالفة لقوانين بلده، وإنما لأنه مسلم، وهذه مأساة كبيرة في نظرنا تسبب فيها الخطاب العنصرى البغيض الذي استمر لسنوات عدة، وتسبب في ما بعد بالهجمات الإرهابية الأخيرة في نيوزيلندا التي طالت مسجدين في مدينة كرايس تشيرش، وراح ضحيتها 51 مسلمًا آمنًا.
وأكد العثيمين أن المنظمة رفضت التدخلات في شؤون الدول الأعضاء بمختلف التوجهات، معتبرا أن قضايا الإرهاب هي أخطر القضايا التي تواجهها المجتمعات المسلمة، وأوضح: «كانت للمنظمة تجربة متميزة في البحث عن حلول لتنقية أفكار الشبان المسلمين من الأفكار التي اعتنقها بعضهم لأسباب كثيرة». وقال إن المنظمة تثمن الدور السعودى على المستوى العالمي، والسعودية عندما أعلنت رؤيتها الطموحة التي يشرف عليها ولى العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، ثمنت المنظمة ذلك، واعتبرت أنه تعزيز لدور المملكة في العالم، وتتوافق هذه الرؤية مع أهداف وميثاق المنظمة الداعى إلى التعايش والوسطية وتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام الصافي المعتدل.
تعتبر القمة العربية هي الثانية في تاريخ القمم الطارئة التي استضافتها المملكة بعد قمة الرياض التي عقدت عام 1976.
يذكر أن مصر استضافت أكبر عدد من القمم العربية الطارئة بواقع 4 قمم، فيما جاءت المغرب في المرتبة الثانية باستضافة 3 قمم من هذا النوع، والسعودية الثالثة باستضافتها قمتين عربيتين طارئتين.
قد يهمك أيضًا:
مكة المكرمة تستضيف القمة العربية الطارئة الرابعة عشرة برعاية خادم الحرمين
الرئيس الفلسطيني يُشارك في القمة العربية الطارئة في مكة
أرسل تعليقك