القاهرة ـ علي السيد
عقد وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسعودي عادل الجبير جلسة مشاورات في القاهرة عقب إفطار أمس، في قصر التحرير (مقر الخارجية القديم)، تناولت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وجهود البلدين في مكافحة الإرهاب، كما استعرض الوزيران التفاهمات المشتركة حيال الملفات الساخنة في المنطقة، في اليمن وسورية وليبيا، في سبيل تنفيذ استراتيجية البلدين الرامية إلي إزالة بؤر التوتر في المنطقة العربية وحماية أمنها القومي من التدخلات الخارجية.
وأوضح مصدر مصري لـ "الحياة" أن المناقشات تناولت الخلاف الخليجي المصري مع دولة قطر، والذي نشب جراء مواقف الدوحة من التنظيمات الإرهابية، سواء على مستوى الاحتضان أو التحريض والترويج الإعلامي لأفكارها التي تضر بالعالمين العربي والإسلامي، والتي كشفت عنها الدوحة أخيراً، ولفت المصدر إلى عدم قناعة القاهرة والرياض حتى الآن بمزاعم اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وأوضح المصدر أن جلسة المشاورات بحثت في الإعداد لقمة مصرية سعودية جرى الاتفاق على عقدها بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبد الفتاح السياسي خلال لقائهما في البحر الميت على هامش القمة العربية في الأردن في آذار/مارس الماضي. وأكد المصدر أن المشاورات بين شكري والجبير أسفرت عن الاتفاق الكامل على توثيق الجهود لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة، مشيرا إلى أن الجلسة تناولت المحاولات الجارية والتي تبذلها عواصم عربية لتحقيق المصالحة مع قطر وطي صفحة الخلافات. واعتبر المصدر أن القاهرة والرياض بوزنهما وثقلهما ودورهما في المنطقة لن تقبلا مصالحة عابرة مع أي كان من دون وضع النقاط علي الحروف والتحقق من تنفيذ الالتزامات للحيلولة دون تكرار الأزمات. وأشار المصدر إلى أن الجبير أكد لشكري تصميم حكومة المملكة على دعم مصر في مواجهة الإرهاب في سيناء وعلى حدودها الغربية في ليبيا.
وكان الجبير وصل الى مطار القاهرة الدولي عصر امس، آتيًا من الرياض على طائرة خاصة، لإجراء مشاورات سياسية مع شكري ولقاء عدد من المسؤولين، لبحث الموضوعات والملفات المشتركة بين البلدين. وتعد زيارة الجبير للقاهرة الأولى منذ آخر زيارة له ضمن الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للقاهرة في نيسان/أبريل من العام الماضي.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه استعرض مع نظره المصري سامح شكري القضايا في المنطقة والعلاقات الثنائية وكان هناك تطابق كامل في كافة الملفات ونتطلع لتعزيز هذه العلاقات". وأوضح وزير الخارجية السعودي خلال مؤتمر صحافي مشترك مساء الأحد، أن القمة الأميركية الإسلامية تاريخية ونتج عنها إطلاق مركز عالمي لمواجهة التطرف، وخلق مبادرات لمواجهة تمويل الإرهاب والتطرف ونحن حريصين على مواجهة الإرهاب ومن يدعمه بكافة أشكاله والولايات المتحدة أكدت التزامها بذلك وحضور الرئيس ترامب للقمة هو مؤشر قوي وإيجابي على رغبة الولايات المتحدة الأميركية للتعاون مع الدول العربية والإسلامية في مواجهة تلك الظاهرة، والتعاون الثنائي قائم وأنقذ أرواح الكثير في البلدين ونعمل على تعزيز هذا التعاون الثنائي ونعمل سويا على مواجهة التطرف.
فيما قال وزير الخارجية سامح شكري "تناولنا الأوضاع الإقليمية والقضاء على الإرهاب والعمل على تعزيز العلاقات الخاصة التي تربط بين مصر والمملكة العربية السعودية وأهميتها لتعزيز الاستقرار والأمن القومي العربي لحمايته من أي تدخل، والدول العربية لديها كافة العناصر التي تعزز أمنها وتستطيع أن تحمي مصالحها". وأضاف شكري أن وزير الخارجية السعودية لديه القدرة والخبرة التي نستفيد منها باستمرار ونرحب به في بلده الثاني مصر ونتطلع للجولة المقبلة من المشاورات السياسية وستكون في الرياض.
وتابع شكري "بحثنا الاتفاقات المشتركة والآليات المرتبطة بتنفيذ عدد من الاتفاقات التي التوصل إليها الفترة الماضية وهناك اهتمام مشترك لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وبلورة المجالات الجديدة في كافة أوجه العلاقات ونحرص عليه ونتابعه لنطمئن دائما على حسن سير تنفيذه ومراجعة كافة المراحل الخاصة بهذه الاتفاقات وتذليل اي عقبات للتنفيذ".
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية قوي ومستمر على المستوى الأمني وعلى المستوى العسكري ولدينا الكثير من التبادل والتنسيق وهذا يصب في مصالحنا المشتركة ولدينا توافق على العمل الثنائي، بشأن مكافحة الإرهاب ووقف أي نوع من المساندة لها وتوفير الملاذ الآمن لها والعمل من خلال تغيير الحوار والخطاب الديني، بحيث يتواكب مع سماحة الدين الإسلامي ودحض هذه الأفكار وحمايتها ونحن نعتمد على مزيد من التنسيق بيننا والحديث بصوت واحد، والتنسيق مع المنظمات الدولية لخلق تحالف فعلي ومؤثر لهذه الظاهرة.
أرسل تعليقك