أعلنت غرفة عمليات الجيش الليبي، فجر الاثنين، عن انطلاق عملية "جبين المجد" لتحرير منطقة “الصابري وسوق الحوت” في مدينة بنغازي. وذكر مكتب الإعلام للقيادة العامة للجيش الليبي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" ليل الأحد، أن عملية "جبين المجد" أنطلقت اليوم وأنه تمت السيطرة على مصيف "المعلمين" في المحور الغربي لمدينة بنغازي وبوابة قنفودة.
وأشارت غرفة عمليات سلاح الجو الليبي، الى تنفيذ طلعات قتالية مكثفة على محور وسط البلاد "سوق الحوت" في مدينة بنغازي، مشيرة إلى أن الضربات الجوية كانت دقيقة.
ووقع هجوم مجهول مسلح على مجمع "مليتة" الصناعي للنفط والغاز على بعد 22 كيلومتر شرق مدينة زوارة غرب ليبيا، وتم أسر أربعة عناصر تابعين لسرية الحماية، كما تمت سرقة إحدى سياراتها. وذكر مصدر مطلع أن اشتباكا وقع في الساعات الأولي مِن صباح اليوم الاثنين بالقرب من مجمع مليتة الصناعي بين سرية الحماية وتسمى "سرية العمو" وميليشيات مسلحة تابعة لمدينة زوارة ما أدى إلي سقوط جريح يتلقى علاجه داخل مصحة الشركة جراء المواجهات المسلحة.
وأكَّدت مصادر عسكرية من قوات "البنيان المرصوص" الموالية لحكومة الوفاق الليبية، الأحد، أن تنظيم "داعش" أصبح يدافع عن "مربعه الأخير" في مدينة سرت، وان القوات الحكومية تواصل تقدمها رغم المقاومة الشرسة من عناصر التنظيم الارهابي.
وقالت المصادر ذاتها إن "سلاح الجو الليبي ساهم في القصف المكثف لمجمع قاعات واغادوغو الذي يعد الحصن الأخير الأساسي لداعش في سرت". وأضافت أن "ليبيا تسجل الآن عمليًا أول انتصار نهائي على التنظيم المتشدد على أراضيها، وعليه فإن الحكومة الليبية والمجتمع الدولي مطالبان بالإيفاء بتعهداتهما تجاه الجرحى، والوضع الإنساني المتردي في المناطق المحررة من سيطرة داعش".
وحسب المركز الإعلامي لقوات "البنيان المرصوص"، فإن القوات الحكومية سيطرت خلال المعارك التي بدأت منذ الجمعة الماضية، على حي الـ 700 بالكامل والواقع وسط مدينة سرت. وتشتد المعارك بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية وعناصر تنظيم "داعش" في شوارع المدينة حيث ما يزال التنظيم يسيطرعلى بعض الأحياء المحصنة.
وكشفت صحيفة "ذا صن"، اليوم ، أن 3 بريطانيين يتبعون لتنظيم "داعش" في ليبيا، قتلوا الشهر الماضي على يد قوات خاصة بريطانية في معركة قرب سرت. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن جنود "SBS"، أو ما يسمى بخدمة القوارب الخاصة في القوات الخاصة السرية البريطانية اشتبكوا مع عناصر "داعش" في سرت لمدة نصف ساعة، واستخدموا الأسلحة النارية بشكل مكثف.
وتابعت الصحيفة أن ما بين 20 الى 30 عنصرًا من التنظيم قتلوا عندما هاجموا الجنود البريطانيين في 18 يونيو/حزيران الماضي.
وكشفت الأوراق التي عثر عليها مع جثث القتلى وجود 3 أشخاص يحملون الجنسية البريطانية، وتبين أنهم سافروا إلى ليبيا عبر القاهرة.
وفي طرابلس أعلن رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا مارتن كوبلر، أن تشكيلة موحدة للجيش الليبي تضم عناصر من الجنوب والغرب والشرق وتحترم القيادة العليا للمجلس الرئاسي، هي التي يمكنها أن تطالب برفع حظر السلاح عن ليبيا.
وأضاف المبعوث الأممي خلال زيارة إلى طرابلس برفقة وفد إيطالي، أن مرحلة جديدة من تطبيق الاتفاق السياسي الليبي ستتم بعد الفطر المبارك، داعيا إلى وقف إطلاق النار وأعمال القتال في بنغازي، واللجوء إلى الحوار من أجل إحلال السلام.
ووعد كوبلر بتقديم المساعدة الطبية لقوات عملية "البنيان المرصوص" التي تخوض معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في مدينة سرت.
وفي تونس، طالب وزير الخارجية خميس الجهيناوي "المجتمع الدولي بالعمل على إقناع الأطراف الليبية بتغليب لغة الحوار ودعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج للقيام بمهامها في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد".
وشدَّد على "أهمية مساعدة المجتمع الدولي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا من أجل تركيز مؤسسات الدولة والاضطلاع بمهامها على مختلف الأصعدة خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والقيام بدور مهم على مستوى توفير المساعدات الإنسانية وبرامج التدريب والتأهيل لمختلف التشكيلات والمؤسسات الأمنية والعسكرية والإدارية".
وقال وزير الخارجية التونسي على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأحد، إن "تونس تتعرض لمخاطر أمنية بسبب عدم استقرار الوضع في ليبيا"، مشيرا إلى أن "بلاده اتخذت جملة من الإجراءات الوقائية والعملية لدعم وتعزيز القدرات الأمنية خاصة على مستوى الحدود".
ولم يخفِ الوزير التونسي مخاوف بلاده بالرغم من النجاحات المهمة التي حققتها القوات الأمنية والعسكرية التونسية ضد الجماعات الإرهابية، فهو يعتقد أن الحرب ضد هذه الجماعات ما زالت مفتوحة ومتواصلة.
واعتبر أن "تحقيق التسوية السياسية في ليبيا ودعم حكومة الوفاق الوطني لبسط نفوذها على كامل التراب الليبي، يمثل عاملاً حاسماً في تطويق خطر الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار لليبيا والمنطقة بأسرها".
أرسل تعليقك