طرابلس ـ فاطمة السعداوي
تجاهل فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، خرق الميليشيات المسلّحة في العاصمة الليبية طرابلس, لهدنة وقف إطلاق النار، وعقد سلسلة اجتماعات.وحذّر الجيش الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، من المساس بأمن العاصمة، ولوّح مجددًا بتحريرها.
و استضافت بعثة الأمم المتحدة، الخميس، اجتماعًا بين المجتمع الدبلوماسي في ليبيا واللواء حسين عبد الله، رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وخلال هذا اللقاء أعرب الدبلوماسيون عن استعدادهم لتسهيل عمل اللجنة عبر تقديم الدعم اللوجيستي.واعتبر اللواء حسين أن تعزيز وقف إطلاق النار "يُعدّ الخطوة الأولى نحو طرابلس آمنة لجميع الليبيين، وخالية من الأسلحة والمليشيات"، بحسب بيان وزعته البعثة الأممية.
وتجدد قتال الشوارع ,بين ميليشيات طرابلس، وسط حالة من الهلع والفزع انتابت السكان العالقين، فيما سقطت صواريخ وقذائف عشوائية على منازل سكنية ومقرات حكومية، وذلك في تصعيد جديد للحرب التي تشهدها ضواحي طرابلس الجنوبية، على الرغم من التهديد الدولي والأممي بمعاقبة المتورطين فيها.
ولجأ سكان محليون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لبث شكواهم من تصاعد حدة القتال وقربه من مناطقكم السكنية، كما استنكرت إدارة شؤون الجرحى استهداف سيارة إسعاف تابعة لها والسطو عليها، مؤكدة دورها الإنساني، وأنها ليست طرفًا في هذا النزاع المسلّح.
وقال مسؤول في "الهلال الأحمر" إنه تم نقل 21 عائلة عالقة بمشروع الهضبة جنوب العاصمة، مشيرًا أن عدد نداءات الاستغاثة تجاوز الـ200 نداء منذ تجدد الاشتباكات العنيفة في ضواحي طرابلس، وذلك في استمرار لخرق هدنة وقف إطلاق النار لليوم الثاني على التوالي.
ودارت معارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في جميع مناطق الجنوب وجنوب شرقي العاصمة بين قوات اللواء السابع، وقوات أمنية تابعة لحكومة السراج، بينما كان يسمع صدى صوت القذائف المدفعية في معظم أحياء المدينة.
و قال اللواء أسامة الجويلي، آمر القوة المشتركة لفض النزاع، إن الوضع ما زال على ما هو عليه في جنوب طرابلس مع تكرار خرق وقف إطلاق النار.
واكتفت وزارة الداخلية بحكومة السراج بالإشادة بدور هيئة السلامة الوطنية والهلال الأحمر الليبي، وجهاز الإسعاف والطوارئ في ظل الاشتباكات.
ودعت في بيان لها إلى الوقف الفوري لكل أشكال الاقتتال الحاصل حاليا في ضواحي جنوب طرابلس، وعدم تعريض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر والدمار، وحذّرت المواطنين من الاقتراب من أماكن الاشتباكات، أو التعامل مع الأجسام غير المتفجرة من الذخائر.
وقالت شركة البريقة الحكومية لتسويق النفط إن قذائف جديدة أصابت مبنى الشؤون المالية، ومبنى الإدارة العامة للمبيعات التابعين لها في مستودعات طريق المطار. و أعربت الشركة عن قلقها إزاء تأزم الوضع من جديد في جنوب طرابلس، رأت أنه "يمثل مؤشرًا كارثيًا جديدًا يضاف لرصيد النزاعات والأضرار بشأن مستودع طرابلس النفطي". وأكّد بيان للشركة ,سقوط صاروخ في ساحة مبنى الشؤون المالية بالشركة، خلّف أضرارًا مادية وحرائق في مناطق عدة خلف أسوار المستودع.
و اتهم اللواء السابع مليشيات مسلحة، لم يحددها، بمعاودة الهجوم على مواقعه في طرابلس، وقال في بيان عسكري له إن المليشيات "جددت اعتداءها على مواقع تمركزاتنا في مختلف المحاور، حيث تم استهداف موقع لنا بمنطقة عين زارة بقذيفة هاون، أتبعها إطلاق وابل من الرصاص من أسلحة متوسطة، أجبرتنا على التعامل مع مصدر النيران فورًا".
وأعلنت الفرقة الثامنة "النواصي" أن كل الوحدات الأمنية والعسكرية، التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع في حكومة السراج في طرابلس، ملتزمة بقراراته بشأن تشكيل لجنة ترتيبات أمنية جديدة، وتشكيل قوة مشتركة لفض النزاع، والقرارات الأخرى المصاحبة لها، وتأمين المرافق والمؤسسات السيادية برعاية بعثة الأمم المتحدة.
وجددت بعثة الأمم المتحدة , دعوتها إلى الأطراف المتحاربة داخل منطقة صلاح الدين في طرابلس إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأكدت في بيان مقتضب أنها "تحمل قياداتها الأطراف المسلحة, كامل المسؤولية عن أي أذى يقع على المدنيين العزل على يدهم، أو على يد مجموعات تناصرهم".
ونفى العميد أحمد المسماري، المُتحدث الرسمي باسم الجيش، مشاركة قواته في المعاركة الدائرة في طرابلس، وقال في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي"نحن نراقب ونتابع ما يجري، ولن نرضى بهذه الانتهاكات. لدينا مكتب خاص لرصدها ونعلم ما يدور في الخفاء، وفي والاجتماعات السرية. ونحذر كل من يمس بأمن المواطن والعاصمة... العاصمة ليست مكسبًا سياسيًا، وسندافع عنها حتى الموت"، قبل أن يطالب بخروج المليشيات المسلحة من طرابلس.
و التقى السراج مع أعضاء مجلس النواب وعمداء البلديات في مدينة طرابلس لبحث مستجدات الوضع الأمني، وما تم اتخاذه من إجراءات لتأمين العاصمة، ومعالجة مشاكل النازحين من المناطق، التي شهدت اضطرابات أمنية، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، إضافة إلى ما تواجهه بعض المرافق التي تعاني من صعوبات.
أرسل تعليقك