نشرت صحيفة بريطانية، تقريراً عن الحياة التي يعيشها نساء وأطفال تنظيم "داعش" في مخيم "الهول" المخصص لهم في شرق سورية، حيث يعلو صراخ النساء المتشحين بالنقاب وهن ينادين بعضهن البعض، فيما الأطفال الصغار والرضع يجلسون بلا حراك على الأرض الموحلة.
وقالت صحيفة الـ"غاريان" في تقريرها: إن "هؤلاء الأطفال يمشون حفاة بلا أحذية وبحفاضات قذرة، وسط القمامة التي تملأ المنطقة، ورائحة أجسادهم النتنة تغطي المكان. فكل ما يوجد في هذا المخيم هو "إرث داعش خلال ايامه الأخيرة". فالنساء اللواتي انضممن إلى"داعش" لسن من الأشخاص المتعاطف معهم.
وبينما يقترب القتال في مدينة "باغوز" من نهاية "دولة الخلافة" كما أسماها تنظيم "داعش" ، أصبح هؤلاء المغادرون تحدياً كبيراً وبشكل متزايد. في الأيام الأخيرة، قالت العديد من النساء إنهن غادرن فقط لأن قائد الجماعة ، أبو بكر البغدادي ، أمرهم بالقيام بذلك لتسهيل الأمر على الرجال من أجل القتال. وحتى هذا الأسبوع، كان ذلك المخيم هو موطن شميمة بيغوم التي سُحبت منها الجنسية البريطانية، ولكن لاحقاً تم نقلها إلى معسكر آخر بالقرب من "ديريك" مع بقية الرعايا الأجانب الآخرين.
اقرأ أيضًا:" سقوط آخر معقل لـ"داعش" في سورية يخلق واقعاً جديداً سيغير التحالفات السابقة
ومع استمرار تدفق عشرات الآلاف من النساء والأطفال من المنطقة الصغيرة التي لا تزال تحت سيطرة "داعش"، تقول السلطات المحلية إنهم وصلوا إلى نقطة الانهيار وأن عائلات "داعش" التي وصل عددها إلى حوالي 43 الف وافد جديد في مخيم "الهول" وحده – يعيشون أزمة إنسانية.
ووفقا لما أوردته لجنة الأمم المتحدة والإنقاذ الدولية إن 80 شخصاً على الأقل، ثلثاهم دون عمر السنة ، ماتوا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما بدأ المخيم يشهد تدفق أعداد كبيرة من أولئك الذين يفرون من العنف.
ينام حوالي ألفي شخص في الهواء الطلق في منطقة الفحص الطبي هذا الأسبوع، على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة حيث تكافح إدارة المخيم لمعالجة القادمين الجدد.
وقال بول دونوهو، المتحدث باسم المركز: إن "هذا المجتمع الجديد ضعيف للغاية، لقد كانوا بدون رعاية طبية وغذاء وماء، وهو الأمر الذي تسبب في موت الكثيرين عند الوصول. هناك أيضًا عدد كبير من النساء الحوامل".
الفوضى واضحة. في منطقة العبور في مخيم الهول ، يتجول الأطفال حول آبائهم ، بعضهم من آسيا الوسطى وأفريقيا. يتم انتشال الأطفال الأيزيديين ونقلهم إلى مكتب المعسكر. ووفقا لما ذكره التقرير قال أحد هؤلاء الأطفال للصحيفة إنه من سنجار في العراق، وانه لا يعرف من الذي أحضره إلى "الهول" أو أين هي عائلته.
وقال ضابط أمن في المخيم، إن "توفير الرعاية الصحية والنظافة للجميع يكاد يكون مستحيلاً". مضيفا أن "مواردنا محدودة للغاية. ووفقا لبعض وكالات الإغاثة الدولية إنها لم تصل إلي هناك لأن الطريق إلى المخيم غير آمن".
أما دوناتيلا روفيرا ، كبير مستشاري "منظمة العفو الدولية"، فيقول: إن "حجم الأشخاص الذين يخرجون من باغوز، ونقص التخطيط، يثيران تساؤلات حول نوعية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، مضيفا "إن المراقبة الجوية أو البعيدة ستكشف عن الحركة المدنية". وتابع:"لقد كان هناك بالفعل وأن هناك تقصيراً خطيراً في وجود المدنيين في عمليات ضد داعش في الرقة والموصل".
التوترات بين سكان "الهول" ترتفع نتيجة الظروف المروعة. وأخبرت العديد من النساء صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، أن الزوجات المرتبطات في المعسكر قد أعدن صياغة قوانين "داعش" الصارمة، بخصوص السرقة أو مخالفة هؤلاء النساء اللواتي يخلعن النقاب.
وقال نديم حوري ، مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في "هيومن رايتس ووتش": "إن عدم الاستعداد لما بعد داعش، أمر مروع". واضاف حوري: "في جميع المناطق التي تمت استعادتها من داعش تقريباً، لا توجد موارد كافية لإعادة بناء أو حماية الناس على الأرض. وهو أمر مقلق للغاية لأولئك الأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدرسة. حيث أنهم ضعفاء جداً وبدون تعليم ودعم ، مما سيجعل التطرف يظل مشكلة حقيقية تهدد الجميع هناك".
قد يهمك أيضًا:
500 عنصر من "داعش" في "باغوز" يرفضون الاستسلام رغم قرب حسم المعركة
تجدُّد المواجهات العنيفة بين "داعش" و"قسد" في بلدة الشعفة بريف دير الزور
أرسل تعليقك