القاهرة: سهام أبوزينة
سادت حالة من التفاؤل داخل هيئة السكك الحديدية، بعد تصريحات الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، حول اقتراب البدء في تنفيذ مشروع القطارات السريعة، الذي يربط بين البحر الأحمر، بدءا من منطقة العين السخنة، والبحر المتوسط في مدينة العلمين الجديدة، مرورا بالعاصمة الإدارية والسادس من أكتوبر.
وأكّد عرفات في تصريحاته أنه سيتم إجراء مناقصة عالمية بين ١٠ تحالفات دولية، تم تأهيلها، لتنفيذ هذا المشروع، وقد أشار وزير النقل إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الشركات على تنفيذ المشروع، الذي أثبت جدواه الاقتصادية، موضحا أن التحالف الذي سيفوز بالتنفيذ سيتولى توفير التمويل اللازم بقروض ميسرة، سواء بالنسبة للفائدة على هذا القرض، أو سداد الأقساط.
وجاءت تصريحات الوزير عن القطارات السريعة، متزامنة مع إعلانه عن أكبر صفقة في تاريخ السكك الحديدية، لتحديث المرفق، وتطوير خدمات المسافرين، حيث أكد أنه قبل نهاية الشهر الجاري، سيتم حسم الاختيار بين عرضين، أحدهما روسي ــ مجري، والآخر صيني، لتوريد وتصنيع ١٣٠٠ عربة ما بين مكيفة وعادية، باستثمارات تتراوح بين ١٩ و٢٠ مليار جنيه.
وتتضمن الصفقة لأول مرة شرطًا استحدثه "عرفات" وهو أن يتم الاعتماد على مكونات وقدرات محلية بنسبة ٤٠٪، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الوطنية التي تمتلك قدرات كبيرة في مجال الصناعات الثقيلة، وفي مقدمتها شركة "سيماف"، ومصانع الإنتاج الحربي. وأضاف أن الصفقة الجديدة بها ٨٠٠ عربة عادية ذاتية التهوية، حيث سيتم استخدام تكنولوجيا حديثة تسهم في تحسين الخدمات لمحدودي الدخل الذين يستخدمون هذه العربات.
وبحسب بيان وزارة النقل فإنه سيتم التوقف تماما عن إنتاج العربات التي يتكون هيكلها الخارجي من الصاج، واستبدال طبقة "استانلس ستيل" بها، حفاظا على المظهر الخارجي للقطارات، الذي سيكون السمة العامة لجميع عربات السكك الحديدية في المستقبل، كما أن ضخ العربات الجديدة يتواكب مع بدء توقيع عقود توريد ٢٠٠ جرار، بالتعاون مع عدد من الشركات الأميركية والأوروبية، بالإضافة إلى تحديث البنية الأساسية التي تشمل شبكة القضبان، والإشارات الإلكترونية، التي ستحقق أعلى معدلات الأمن والسلامة لسير القطارات.
وفي السياق ذاته طالب الدكتور حسين مهدي، أستاذ الطرق بهندسة عين شمس، بهيكلة الإدارة عن طريق تدريب جميع العاملين بهيئة السكة الحديد، لتتوافق أوضاعهم مع التطور التكنولوجي والمنهج الجديد في الإدارة، وكذلك تأمين حركة القطارات من خلال تغيير نظام الإشارات من "اليدوي" إلى "الالكتروني" الحديث ، بالإضافة إلى تأمين حركة السكة الحديد من خلال غلق محكم لكل المزلقانات بعد تطويرها، والتي يبلغ عددها 1250 مزلقاناً رسمياً و4 آلاف غير رسمية.
وأكد مهدي أن السكك الحديدية أصبحت في تحسن مستمر، وربما لم يشعر الراكب بالتطوير الكامل حتى الآن، لكنه سيشعر بتطوير كبير خلال العام المقبل داخل القطارات ومستوى الخدمة حيث تتم حاليا كهربة خطوط السكك الحديدية على مستوى الجمهورية وإعادة هيكلة البنية التحتية للقضبان وإعادة بناء الأرصفة. وأوضح أن عملية التطوير الحالية تأتي في إطار تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمرة بضرورة تحسين الخدمة المقدمة لركاب السكك الحديدية.
أرسل تعليقك