دعا وزير الخارجية التايواني، جوزيف، أستراليا إلى إرسال ملحق عسكري إلى تايبيه، وسط توترات جيوسياسية مستمرة مع الصين، بحسب "بلومبرغ".وكانت العلاقات بين بكين وكانبرا ممتازة في السابق، لكنها تدهورت منذ 4 سنوات على خلفية قضايا سياسية وأخلاقية، خصوصاً موضوع تعزيز النفوذ الصيني في الخارج. وقال وو في مقابلة مع صحيفة "ذا أستراليان"، الأسترالية، الأحد، إن تايوان تريد من كانبرا وضع ضابط عسكري في سفارتها بحكم الأمر الواقع من أجل التنسيق مع وكالات أمن محلية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول التايواني، قوله إن دولاً من بينها الولايات المتحدة، واليابان وسنغافورة لها وجود مماثل في تايبيه.
وأشار وو، إلى أن مسؤولين أستراليين في تايوان بدأوا التحدث مع وكالات أمن محلية، وهو "تطور مهم"، يوضح أن كانبرا تريد "فهم وجهات نظرنا بشأن كيفية تجنب حدوث الأسوأ".
وأضاف أن الحكومة التايوانية تريد تعيين ملحق عسكري في سفارة تايبيه بحكم الأمر الواقع في كانبرا، بحسب الصحيفة.
توتر متصاعد
والصين هي أكبر شريك تجاري لأستراليا، إلا أن العلاقة بين البلدين تدهورت خلال السنوات الماضية، حتى بلغ الخلاف ذروته في عام 2020، عندما طالبت كانبرا بإجراء تحقيق لتحديد منشأ فيروس كورونا، وأقصت تزامناً مع ذلك مجموعة "هواوي" الصينية العملاقة للاتصالات من مشروع مد شبكة إنترنت الجيل الخامس 5G.
وفي المقابل، ردّت الصين بفرض سلسلة من التدابير الاقتصادية استهدفت عشرات المنتجات الأسترالية، لا سيما الشعير واللحوم والنبيذ، وعلّقت الاتصالات الدبلوماسية عالية المستوى.
وتكثف الحكومة الأسترالية تعاونها الأمني مع العديد من الدول في إطار تفادي توسع النفوذ الصيني في المحيط الهادئ، خصوصاً بعدما وقعت بكين العام الماضي اتفاقية أمنية مع جزر سليمان، ما فاقم مخاوف الولايات المتحدة وأستراليا اللذين ينظران إلى المنطقة منذ عقود باعتبارها "مجال نفوذهما".
وظهرت هذه التعاونات بشكل واضح من خلال "تحالف أوكوس" التاريخي الذي انطلق في سبتمبر 2021، الذي يعتبر بمثابة اتفاقية أمنية ثلاثية، تساعد كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا بموجبها، أستراليا في تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ.
إصلاح العلاقات
مع ذلك، أعربت أستراليا في مارس الماضي، عن ثقتها في أن خطط حصولها على أسطول غواصات تعمل بالطاقة النووية، ضمن اتفاقية "أوكوس"، لن تعرقل "التقدم المُحرز" في استعادة علاقاتها مع الصين، وأكدت أنها "لم تتعهد" لواشنطن بتقديم دعم عسكري حال نشوب نزاع مع بكين بشأن تايوان، بحسب "بلومبرغ".
وتحاول حكومة يسار الوسط الأسترالية إصلاح العلاقات مع بكين، التي شهدت توترات بشكل كبير في ظل حكومة المحافظين السابقة، وفقاً لـ"فرانس برس".
لكن هذه الحكومة وقّعت اتفاقاً أمنياً تاريخياً في أكتوبر مع اليابان، المنافس الإقليمي لبكين، يهدف إلى مواجهة الصعود العسكري للصين.
وشكّل اللقاء بين رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز والرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي بإندونيسيا، خلال نوفمبر 2021، فرصة لكسر الجليد بين البلدين.
وقد أقرّ السفير الصيني لدى أستراليا، شياو تشيان، بأن التجارة "اضطربت" في السنوات الأخيرة، لكنه أعرب عن أمله في أن "تعود إلى طبيعتها".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك