توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دول في الاتحاد الأوروبي الى جانب الصين وروسيا وتركيا لديها مصلحة في فشلها

العقوبات الأميركية على إيران يمكن أن تتحوَّل من دليل قوة إدارة ترامب إلى ضعفها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - العقوبات الأميركية على إيران يمكن أن تتحوَّل من دليل قوة إدارة ترامب إلى ضعفها

الحياة في ايران
واشنطن ـ يوسف مكي

دخلت العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على إيران أمس الاثنين، ضمن أكبر اختبار لطموح الرئيس دونالد ترامب، في تحديه للقوى المنافسة ولحلفاء الولايات المتحدة التقليديين، إذ تهدف إدارة ترامب إلى فرض ضغط اقتصادي كافٍ على إيران؛ لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن صفقة نووية جديدة مع إيران بدل اتفاقية العام 2015، أو ربما لتغيير النظام في طهران من خلال إثارة الاضطرابات الشعبية.

وقالت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية في هذا الإطار، إنه "سيكون من الصعب تحقيق أي هدف من هذين الهدفين، لأنه يمكن للعقوبات أن تكثف الضغط على دولة ما، إذا استمرت لفترة طويلة، ولكن تعتمد فاعليتها أيضا على الدعم والتنفيذ من قبل تحالف واسع القوى، وهذا ما حدث مع عقوبات الأمم المتحدة التي فرضتها على العراق عامي 1990 و2003، وكذلك إيران بين عامي 2006  و2015. ولكن في هذه المرة لا يوجد ائتلاف يدعم العقوبات، كما أن أبرز رافضيها هم مجموعة كبيرة من الدول، المتمثلة بالصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، وجيران إيران القريبين، وتركيا والعراق.

ولذلك، تسعى هذه الدول إلى إنقاذ الصفقة النووية الإيرانية، المعروفة أيضا باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة"، التي اتفق عليها الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن ( الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين)، بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وإيران منذ ثلاث سنوات. ويكمن الخطر على الولايات المتحدة ليس فقط أن هذه الدول تعارض فرض عقوبات على إيران، بل أنهم يرغبون في فشلها، لأنهم يعلمون أنه إذا نجح ترامب، فستتضرر سلطتهم، لأن الولايات المتحدة ستكون قد أثبتت أنها تستطيع التصرف بشكل أحادي وفعال دون مساعدتها. وليس مستبعدا أن يقرر ترامب إعادة التفاوض مع إيران، كما فعل مع كوريا الشمالية، ويعلن انتصاراً جديداً، فبالنسبة إلى كل خطابات ترامب التي هدد فيها بشن حرب، فإنه لم يبدأ حربا حتى الآن.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: إنه "بسبب العقوبات التي نعلنها اليوم، لن يكون لإيران أي عائد نفطي لإنفاقه على الإرهاب، أو نشر الصواريخ، أو على الوكلاء الإقليميين، أو البرنامج النووي".

ولكن القوة الإيرانية في الشرق الأوسط لا تعتمد حقا على أي من هذه الأمور، لأن قوتها تكمن في العراق وسورية ولبنان، حيث يتمركز الشيعة، إلى جانب تحالفها مع روسيا وتركيا. وتدخلت إيران سياسيا وعسكريا في العراق، ووصل هذا التدخل ذروته في عام 2017، حين حرر الجيش العراق الموصل. وفي سورية في عامي 2015-2016، حين بدأت روسيا تدخلها العسكري لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وفي شرق حلب بعد استعادتها من المعارضة المسلحة. وقد برز رابحون وخاسرون في هذا الجزء من الشرق الأوسط، ولن يغير نجاح أو فشل العقوبات الأميركية على إيران النتيجة.

وبحسب الصحيفة، يرجع ضعف سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط لاعتمادها المبالغ فيه، على المملكة العربية السعودية، وولي العهد محمد بن سلمان، حتى قبل وقت طويل من مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، علماً بأن تركيا هي القوى الصاعدة في العالم الإسلامي وليست السعودية، كما أن لأنقرة علاقات ودية مع إيران، وفي أي صراع ستقف إلى جانب طهران، وينطبق نفس الوضع على إيران، نظرا للهوية الدينية المشتركة بين البلدين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في طليعة القادة الذين دفعوا الولايات المتحدة للإنسحاب من الأتفاق النووي الإيراني، ومعادة إيران، ولكن الزعيم الإسرائيلي مثل ترامب، يعتمد في البداية على الخطاب الحماسي وتصعيد التهديد، ولكنه لا ينخرط في صراع عسكري حقيقي، وربما يتغير ذلك، ولكن إسرائيل لن تكسب الكثير، ويمكن أن تخسر الكثير إذا دخلت في حرب مع "حزب الله" وإيران.

وستفرض العقوبات الأميركية ضغوطا قوية على إيران، لكن السماح المؤقت الممنوح لثمانية مستوردين للخام الإيراني يظهر الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة في فرض حصار اقتصادي على إيران، وبالتالي يمكن أن يتحول بسهولة عرض ترامب لإظهار قوة الولايات المتحدة إلى دليل على الضعف.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقوبات الأميركية على إيران يمكن أن تتحوَّل من دليل قوة إدارة ترامب إلى ضعفها العقوبات الأميركية على إيران يمكن أن تتحوَّل من دليل قوة إدارة ترامب إلى ضعفها



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon