c صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة "حركة الشباب" للإعلاميين - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 21:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتكاباتها تجعل من مقديشو مكاناً خطيراً للعيش والعمل فيها

صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة "حركة الشباب" للإعلاميين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين

مسلحو حركة الشباب في الصومال
مقديشو ـ سعيد الغامدي

يغادر الصحافي حسن داهير، 28 عاما، مرة كل شهر، فندقه الصغير في وسط العاصمة الصومالية "مقديشو"، في الظلام لزيارة والدته في حي "ياقشيد" شمال شرق المدينة، ويقضي الليل معها ثم يعود إلى غرفته قبل الفجر.وذكرت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، أنه على مدار الـ8 سنوات الماضية، تخفى داهير في أوقات الليل ليزور عائلته، لأنه يخشى من "حركة الشباب" المتطرفة، التي يقول إنها "قتلت على الأقل 5 من أصدقائه المقربين".

أقرأ أيضًا:الجيش الأميركي يوجه ضربة قاصمة ضد "حركة الشباب"

وأصبحت المدينة خطيرة جدا لداهير حتى أنه لم يتمكن من حضور جنازة شقيقه الصغير الشهر الماضي، وقال:" قُتل في سوق (باكرا) نهاية الشهر الماضي من قبل مسلح مجهول، أردت حقا الالتحاق بعائلتي أثناء دفنه، ولكنهم نصحوني بعدم الذهاب إلى الموقع، بعدما استهدفت الحركة في الماضي الصحافيين الذين يزورون المقابر."

ولا ينطبق ذلك على حياة الصحافيين فقط ولكن أيضا عمال الإغاثة، والموظفين الحكومين، والقادة الشباب العاملين في مقديشو، حيث يواجهون خطر العنف والاستهداف للقتل. كما أن الكثير منهم يتركون المناطق التي عاشوا فيها خلال فترة الطفولة ويستقرون في وسط المدينة وحول "المنطقة الخضراء" بالقرب من المطار، والتي تعد آمنة إلى حد ما.

وقال داهير:" عدد القتلى من الصحافيين لا يحصى، فقدت 5 من أصدقائي المقربين، وأعتقد أن موعد قتلي يقترب، لا يوجد مكان لأهرب إليه، أفضل ما تفعله هو الاختباء داخل المدينة والبقاء حذرا."

ووفقا للجنة حماية الصحافيين، تعد الصومال أحد أخطر الأماكن على الصحافيين، وعلى مدى الأربع سنوات الماضية، كانت الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي على رأس قائمة أسوأ البلدان التي تحدث فيها جرائم ضد الصحافيين.

وطردت "حركة الشباب" خارج مقديشو في عام 2011، ولكنها ما تزال تشن هجمات مميتة بالسيارات المفخخة، وكذلك عمليات اغتيال، وهي تحارب للإطاحة بالحكومة المدعومة دوليا، وترى أن كل من يعمل مع الحكومة مثل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أعداء.

وفي الشهر الماضي، أطلق رجل مسلح النار على ساكاريا هادوف، رئيس مقاطعة "هودان". وقال الشهود إنه كان يغادر المسجد بعد صلاة الجمعة حين هجم عليه، وتوفي وهو في المستشفى في وقت لاحق من ذلك اليوم.

وتقع مقديشو في أيدي قوات الأمن الصومالية والتي تدعمها قوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي، ولكن "حركة الشباب" لا تزال تسيطر على المدينة وعلى ناسها بطرق مختلف، من بينها إغلاق ملاعب كرة القدم، والحصول على (الخوات) الأموال من الأعمال التجارية الصغيرة من الضرائب.

واستخدم وزراء ومسؤولو الحكومة المركبات المضادة للرصاص والقوات المسلحة لحماية أنفسهم، ولكن المدنيين والعاملين المحليين العاملين لدى الأمم المتحدة وغيرها من وكالات المساعدة، ليس لديهم حماية خاصة وباتوا شخصيات مستهدفة.

وفي مايو/ آيار الماضي، اغتال مسلح مجهول ماريا عبد الله، العاملة لدى "منظمة الصحة العالمية"، بعدما ذهبت إلى "سوق باكارا" للتسوق والتجهيز لزفافها.

وفي بداية شهر فبراير/ شباط، انفجرت سيارة في مركز مكتظ للتسوق، وقتل 11 شخصا وجرح 10 آخرون. وفي مثل هذه المدينة العنيفة، يتصل داهير بوالدته مرتين يوميا ليوافيها بآخر التطورات عن سلامته، ويقول:" يجب أن اتصل بها صباح كل يوم  قبل الذهاب إلى العمل، وفي الليل قبل النوم."

ولا يعد الاتصال بوالدته أمرا سهلا، خاصة في أعقاب الانفجارات حول المدينة التي يعيش فيها، حيث يقول:" حين يكون هناك انفجار، يستخدم الجميع الهواتف، وفي بعض الأحيان تتوقف الشبكات عن العمل، وتظل والدتي تتصل بي إذا فشلت في الاتصال بها، وتعقد أحيانا أنني مت في حال لم اتصل."

وفي الوقت نفسه، ينتظر داهير الوقت الذي يمكنه العودة فيه إلى منزله، قائلا:" أشعر أنني تحت الإقامة الجبرية، لا يمكنني التجول بحرية أو العيش مع عائلتي، ولكن لا يزال لدي أمل أن الأوضاع ستتغير في المستقبل."

ويقول مسؤول صومالي رفيع المستوى يعمل مع الأمم المتحدة في مقديشو، إن "الصومال تعد على وجه الخصوص مكانا خطيرا للسكان المحللين العاملين مع المنظمات الأجنبية". وهو يعيش الآن بالقرب من المطار، حيث توجد وكالات الأمم المتحدة والسفارات بما في ذلك اللجنة البريطانية، وهي من أحد أكثر المناطق حماية في العاصمة.

وفي هذا السياق، يقول عبد الفتاح علي حسن، مدير الأمن في إدارة "بانادير" الإقليمية: "تستهدف حركة الشباب الجميع بغض النظر عن العمل أو المؤسسة، فهم يهددون وجود الشعب الصومالي، ولهذا السبب يقتلون الأبرياء يوميا."

وأضاف:" نحن ملتزمون بحماية العامة من المتطرفين غير الرحماء، وواثقون بأننا سنقضي على تهديدهم للعاصمة والبلاد بأكملها". وقال: "مع ذلك، ننصح العامة خاصة العاملين مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية بأخذ احتياطات السلامة الشخصية لتجنب أن يصبحوا مستهدفين."

ويضيف:" كوني أبا، أشعر بقلة الحيلة، إذا مرض ابني في وسط الليل، لا يمكنني الخروج والذهاب إليه واحتضانه، فأنا أعيش بعيدا عن عائلتي منذ 6 سنوات، وهذا مؤلم لأنني أعيش في خوف دائم. كما أنه لا يمكنني أن أشرح لأطفالي سبب ابتعادي عنهم."

وقال حسن:" نبذل أقصى ما في وسعنا لضمان أن مقديشو آمنة للجميع، الشرطة هنا الآن وتنتشر في الأحياء، لدينا علاقة جيدة مع العامة، الوضع في الواقع يتحسن، حين كانت المدينة مقسمة سيطرت حركة الشباب على نصفها، ولكن الآن تمت هزيمتها، وكل ما يمكنها فعله هو تخويف الناس."

ويشعر معظم الصوماليين بالإحباط لإعادة بناء بلادهم المنخرطة في حرب منذ عدة عقود، والآن يوجد بها عدد مضاعف من الجماعات المتطرفة.


وقد يهمك أيضًا:كينيا تتلقى تحذيرات من قيام "حركة الشباب" بشنِّ هجوم "إرهابي" وشيك

مقتل سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon