قصّفت الطائرات الحربية السورية، مخيم الكمونة للنازحين في ريف إدلب الشمالي، ما أسفر عن وقوع مجزرة في حق المدنيين المتواجدين في المخيم، ومعظمهم من أهالي بلدة عندان في ريف حلب الشمالي. وخلف الهجوم العنيف سقوط 30 قتيلًا، وسط توقعات بارتفاع العدد بسبب الحرائق الكبيرة التي اندلعت في الخيام.
وتوقعت المصادر الإعلامية المعارضة ازدياد أعداد القتلى خلال الساعات القليلة المقبلة، نتيجة سوء الأوضاع الصحية لبعض الجرحى، مبيّنة أن فرق الدفاع المدني ما تزال تنتشل الضحايا وتبحث عن مفقودين في المخيم، لا سيما أن القصف تسبب في حرق عشرات الخيم وأضرار مادية أخرى. وكان مخيم كمونة، الذي يبعد عن الحدود التركية سبعة كيلو مترات، يضم 400 خيمة، يسكنها نازحون من بلدات وقرى ريفي حماة وحلب التي تتعرض لقصف جوي مكثّف، وتدور فيها معارك بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية.
وشنّت الفصائل الإسلامية، الخميس، أعنف هجماتها على مواقع القوات الحكومية والمسلحين الموالية لها في ريف حلب الجنوبي، مستخدمة العربات المفخخة وشتى الأسلحة، وتقدمت بشكل ملحوظ على عدة محاور، وسط قصفي جوي وصاروخي من قبّل القوات الحكومية على عدة قرى وبلدات خاضعة لسيطرة هذه الفصائل. وأوضح أحد مقاتلي المعارضة في ريف حلب الجنوبي أن مقاتلو جبهة "النُصرة" و"جند الأقصى" و"أجناد الشام" شنوا هجومًا عنيفًا على تجمعات القوات الحكومية في محيط بلدة خان طومان، وبدأ هجوم هذه الفصائل بعملية تفجير عربة مفخخة في تجمعات القوات الحكومية في بلدة خان طومان، ما أدى إلى تدمير خطوط دفاع القوات الحكومية المحيطة بالبلدة ومقتل الكثير منها.
وتخلل تفجير العربة المفخخة اشتباكات عنيفة بين الجانبين، أدت إلى تقدم الفصائل الإسلامية داخل بلدتي خان طومان والخالدية، وسيطرة مقاتلي أجناد الشام على معمل البرغل وصوامع الحبوب، ولا تزال المعارك متواصلة بين الطرفين، مع محاولة فصائل المعارضة قطع خطوط إمداد القوات الحكومية داخل خان طومان. ونوه المصدر إلى أن محيط بلدة خان طومان تعرض لعشرات الغارات الجوية، التي أدت إلى وقوع إصابات في صفوف الفصائل الإسلامية، وطال القصف الجوي بلدات الزربة وخلصة ومحيط تل الأربعينية دون ورود أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين. وحاولت القوات الحكومية مرات عدّة التقدم نحو مواقع المعارضة في بلدة العيس، التي تعتبر المعقل الرئيسي للفصائل الإسلامية التي صدت جميع محاولاتها وكبدتها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
وتقدّمت فصائل المعارضة، الخميس، على حساب تنظيم "داعش"، وتمكنت من السيطرة على مواقع في ريف حلب الشمالي، بينما باغت "داعش" فصائل المعارضة بهجوم معاكس، وتمكن من استعادة السيطرة على مواقع أخرى، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف "داعش". وأكد أحد القادة الميدانيين في صفوف المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي أن مقاتلي فرقة السلطان مراد وفيلق الشام شنوا هجومًا عنيفًا على مواقع تنظيم داعش قرب الحدود السورية – التركية، وتمكنوا من استعادة السيطرة على بلدة دوديان، وقتل عشرة مقاتلين من التنظيم، الذي نجح بدوره بمباغتة فصائل المعارضة بتنفيذه هجومًا معاكسًا على مواقعها في بلدة قرة كوبري، وتمكن من اقتحامها واستعادة السيطرة عليها بعد معارك لا تزال متواصلة على أطراف بلدة قرة مزرعة. وأضاف "أن مدفعية الجيش التركي قصّف تجمعات داعش في بلدات تل أحمر وتل شعير ومحيط بلدة الراعي محققة إصابات مباشرة في صفوف تنظيم داعش.
وأعلن مصدر في محافظة حلب أن التنظيمات التي وصفها بالمتطرفة استهدفت بـ 20 قذيفة صاروخية أحياء الأشرفية وجمعية الزهراء والميدان والسليمانية ومنطقة الفاميلي هاوس ومدرسة الفرح في مدينة حلب. وأضاف المصدر أن الاعتداءات الإرهابية أسفرت عن أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين. وبدأ عند الساعة الواحدة فجر الخميس تطبيق نظام الهدنة في حلب لمدة 48 ساعة، ولكنها لم تصمد طويلًا.
وأعدّم تنظيم "داعش"، طفلًا في السابعة من عمره، في مدينة الرقة، بتهمة سب الذات الإلهية. وأوضحت مصادر خاصة في الرقة، أن عناصر التنظيم اعتقلوا قبل أيام الطفل معاذ الحسن، والذي يبلغ من العمر سبعة أعوام بعد أن سمعوه وهو يسب الذات الإلهية، أثناء اللعب في الشارع مع أصدقائه، وأقرّت المحكمة الشرعية بإعدام الطفل بتهمة الكفر. وأشارت المصادر إلى أن عناصر في جهاز الحسبة، أعدموا الطفل قبل ظهر الخميس، في دوار النعيم في الرقة رميًا بالرصاص، أمام المئات من أهالي المدينة، ومن بينهم والدي الطفل الذين انهارا بعد إعدام طفلهما.
واعتقلت الوحدات الكردية ٣٠ شابًا من بلدة عين عروس في ريف الرقة الشمالي بتهمة التعامل مع تنظيم داعش. وتتواصل المفاوضات بين السلطات الأمنية السورية والسجناء لفض اعتصام سجن حماة المركزي. وأكدت مصادر من داخل سجن حماة المركزي، في تصريحات خاصة إلى "مصراليوم"، أن إدارة السجن تعهّدت للمعتقلين الذين يسيطرون على السجن منذ أربعة أيام، بإطلاق سراح 500 معتقلًا خلال شهر واحد، وذلك ضمن مفاوضات جرت بين الإدارة ومجموعة من المعتقلين المكلّفين من زملائهم بالتفاوض.
وطالبت المصادر الصليب الأحمر الدولي بالتدخل والإشراف على المفاوضات، مشيرة إلى أن إدارة السجن أفرجت عن 14 معتقلًا الخميس، وسلّمتهم للهلال الأحمر السوري من أجل إيصالهم لمنازل ذويهم في مناطق خاضعة لسيطرتها، وذلك بعد يومين من إطلاق سراح 30 معتقلًا، نقل ثمانية منهم إلى بلدة قلعة المضيق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وظل 22 في مدينة حماة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وما يزال الاستعصاء داخل السجن مستمرًا، وسط قطع القوات الحكومية الماء والكهرباء عنه، ومنع زيارة المساجين من قبل ذويهم، تزامنًا مع حشد عناصرها في الساحة الرئيسية وعلى أطراف السجن.
وجدّدت فصائل المعارضة هجومها على بلدة عين ذكر الخاضعة لسيطرة لواء شهداء اليرموك المتهم بالارتباط بتنظيم "داعش" في ريف درعا الغربي، وذلك بعد يوم من استئناف الفصائل المعارك ضد اللواء في عين ذكر. ويأتي ذلك في وقتٍ أخفقت فيه المعارضة بتحقيق أي تقدّم إلى مواقع اللواء في بلدة نافعة المجاورة، بعد هجومها على البلدة الذي استمر منذ ظهر الأربعاء، حتى صباح الخميس، إذ استطاع مقاتلو اللواء التصدي لمحاولات الفصائل التقدم نحو أطراف البلدة من الجهتين الشرقية والجنوبية، عبر تفجير ألغام أرضية زرعوها في وقتٍ سابق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المعارضة. وكان مسؤول المكتب الإعلامي لألوية الفرقان التابعة للجيش السوري الحر أُصيب بجروح متوسّطة، خلال تغطيته هجوم الفصائل على مواقع اللواء قرب بلدة عين ذكر، وذلك ضمن معركة أطلقوا عليها اسم "نهروان حوران".
وتُعدّ منطقة حوض اليرموك من أكثر مناطق محافظة درعا وعورة، وتتميّز بمداخل ومخارج عديدة، بعضها عبر الوديان وبين الصخور الكبيرة، إذ يصعب على الفصائل التقدم نحو المنطقة، لا سيما وأن معظم مقاتلي اللواء من أبناء المنطقة يستطيعون التنقّل والتسلّل بسهولة أثناء المعارك. وكانت فصائل المعارضة تحاول منذ أكثر من شهر التقدم نحو معاقل اللواء في ريف درعا الغربي، في مسعى منها إلى حصر تواجده في بعض البلدات الحدودية مع الأردن وإسرائيل، إلّا أن تصدّي اللواء واعتماده على أساليب التسلّل والكمائن في القتال يحول دون ذلك.
أرسل تعليقك