c أزمة المياه في الأردن قنبلة موقوتة تُهدِّد سلام الشرق الأوسط - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:47:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكَّد خبراء على أنّ الاتفاقات مع إسرائيل لم تعُد عادلة

أزمة المياه في الأردن قنبلة موقوتة تُهدِّد سلام الشرق الأوسط

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أزمة المياه في الأردن قنبلة موقوتة تُهدِّد سلام الشرق الأوسط

أزمة المياة قنبلة موقوته تهدد سلام الأردن
عمان ـ خالد لشاهين

يرتدي الحجاج المسيحيون سُترات مصنوعة من البوليستر منقوشا عليها صورة السيد المسيح، ويقفون على جانبي نهر الأردن في المياه الخضراء، وتفصلهم 3 أمتار فقط عن المستنقع، وهي الحدود الأغرب والأقصر في العالم، وفي المقابل توجد الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تغني مجموعات كبيرة التراتيل.

ويقف رجال الشرطة الأردنيون على جانب الأردن، وعينهم على ما يحدث، وعلى بعد نحو 2000 متر على الجانب الأردني، يوجد الموقع المتفق عليه لمعمودية السيد المسيح على يد القديس يوحنا، منذ ألفي عام. وبعد أعوام عدة من غمر مستويات الأنهار وهطول الأمطار لم يملأ مكان المغطس المخصص للحج بشكل صحيح منذ عام 2012، وفقا إلى منظمة اليونسكو، حتى أن الحجاج يخشون من اختفاء هذه المياه.

أزمة المياه في الأردن قنبلة موقوتة تُهدِّد سلام الشرق الأوسط

ويقول أيمن، مرشد سياحي: "تشير النصوص التاريخية إلى أن المياه في موقع المعمودية مرتفعة للغاية بحيث تغطي رأس رجل طويل القامة خلال المواسم الممطرة"، لافتا إلى الخطوات الرخامية في موقع المعمودية الذي بدى شبه جافا، موضحا: "لا توجد مياه بقدر كاف هنا منذ عام 2012، مع ارتفاع السدود شمالا، كما تختفي درجات الحرارة المرتفعة في النهر. نخشى أن نفقد شيئا مقدسا".

اقرأ أيضًا:

ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجومين بالضفة الغربية

ولا يمثل مستقبل موقع المعمودية في الأردن مصدر قلق دوليا عاجلا، لكنه مؤشر ذو صلة بأزمة شديدة الغليان في الأردن، والتي يمكن أن تهدد استقرار البلاد، ويمكن القول استقرار المنطقة، وتؤدي المياه المتقلصة بسرعة في نهر الأردن المشهور عالميا إلى دفع إسرائيل والأردن إلى التوافق جسديا ودبلوماسيا، رغم توتر العلاقات بين البلدين في العام الماضي، واللذين تعد علاقتهما واحدة من أهم العلاقات الدبلوماسية لاستقرار المنطقة.

ورغم أن المياه ليست في صميم العلاقة بين البلدين، ولكن يحذر الخبراء من ذلك. وتربط إسرائيل والأردن اتفاقات قوية بشأن مشاركة المياه، وقد تم التوقيع عليها كجزء من معاهدة السلام في عام 1994، والتي حسمت النزاع على الأراضي والحدود، وأقامت علاقات تجارية وأمنية وحددت معايير الاستخدام المشترك لنهر الأردن وروافده الرئيسية "اليرموك" الواقعة في البلدين، ولكن الخبراء في الأردن يقولون الآن، إنه بسبب انخفاض مستويات الأنهار وانفجار الآبار في سورية، لم تعد الاتفاقات عادلة، كما أنه توجد مجالات أخرى للتعاون لا تسير بشكل جيد، وتوجد العديد من المحاولات الفاشلة للحصول على مشروع تقاسم المياه بقيمة 900 مليون دولار، ويطلق عليه اسم " البحر الأحمر البحر الميت".

وبموجب الاتفاق سيتم بناء محطة لتحلية المياه في ميناء العقبة الجنوبي في الأردن، لإنتاج ما لا يقل عن 80 مليون متر مكعب سنويا، ولكن المفاوضات انهارت في الصيف الماضي في أعقاب إطلاق النار على السفارة الإسرائيلية في عمان، في يوليو/ تموز الماضي، وأسفر عنه مقتل أردنيين وإغلاق السفارة.

وعادت آمال إعادة المشروع بعد فتح السفارة الإسرائيلية مؤقتا في وقت سابق من هذا العام، لكنها توقف، وتصاعدت التوترات بين البلدين، يوم الإثنين عندما قال الملك عبدالله الثاني إنه يعتزم الانسحاب من مرفقات اتفاقية السلام نفسها لعام 1994 التي سمحت لإسرائيل باستئجار جيب البقورة الشمالي ومنطقة غمر، وكلاهما في الأردن، لمدة 25 عاما.

وأثار فقدان الأراضي حالة من الذعر بين المزارعين الإسرائيليين الذين يستخدموها بموجب معاهدة السلام، وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طمأنة الإسرائيليين بعد ظهر الأثنين، قائلا إنه سيحاول التفاوض على تمديد للاتفاقية الحالية. ولكن العاهل الأردني يتعرض لضغوط علنية متزايدة لإنهاء كل اتفاقيات عام 1994 مع إسرائيل، والتي لم تعد تحظى بشعبية في الأردن، وعليه الاستماع إلى مطالب شعبه الذي احتج بسبب الأوضاع الاقتصادية في وقت سابق من هذا العام، وهناك الآن مخاوف من أن يؤدي نقص المياه المتزايد إلى موجة أخرى من الاضطرابات، حيث يكافح الأردن للتعامل مع أعداد كبيرة من اللاجئين وعدم الاستقرار على الحدود السورية والعراقية.

ويعد الأردن أحد أكثر المناطق جفافا في العالم ويمكن أن تكون الأولى عالميا في نفاد المياه، إذ وفقا لدراسة نشرتها جامعة ستراسفورد في أغسطس/ آب الماضي، ربما ترتفع درجات الحرارة في الأردن بمقدار 4.5 درجة مئوية خلال الخمسين عاما المقبلة، وهذا يعني تضاعف الجفاف مرتين وسط انخفاض هطول الأمطار بمقدار الثلث.

ويعد نهر الأردن المصدر الرئيسي للمياه في الأردن، ويقدم الآن 10% مما كان معتادا تقديمه، وفي الوقت نفسه ينقص البحر الميت نحو متر واحد كل عام ويفقد نحو ثلث مساحته. وتتفاقم مشاكل أخرى مثل طبقات المياه الجوفية ونظام الأنابيب، ومشكلة اللاجئين، حيث يستضيف الأردن نحو 1.3 ملايين لاجئ سوري منذ بداية الحرب الأهلية 2011، والتي تثقل من عبء المياه في البلد الذي يستضيف أيضا مليون لاجئ فلسطيني، وفي الوقت الحالي لا يحصل السكان على المياه سوى مرة واحدة في الأسبوع، وفي المناطق الريفية أقل من هذا المعدل، ربما مرة واحدة كل 3 أسابيع، وقالت يانا أبوطالب من منظمة إيكو بيس، في الأردن التي تعمل على صنع السلام البيئي في منطقة الشرق الأوسط: "يحصل الأردنيون في المتوسط على 45 مترا مكعبا من المياه سنويا، أي نصف ما كانوا عليه قبل الأزمة السورية."

وقال سامر تالوزي، أستاذ العلوم والتكنولوجيا ومدير مركز أبحاث ميرا للري والزراعة، إن 10 من 12 من طبقات المياه الجوفية الرئيسية في البلاد قد استنفدت الآن بشكل كبير، ويضيف "يتم ضخ المياه الجوفية في الزرقاء." وفي نفس المنطقة، يحفر الناس آبارا بعمق 10 أضعاف مما كانوا عليه في الماضي للوصل إلى المياه

قد يهمك أيضًا:

انطلاق المؤتمر الأردني لبحث استراتيجيات الأحداث والطفولة

البرلمان الأردني يوصي بطرد السفير الإسرائيلي علي خلفية اعتداءات الأقصي

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة المياه في الأردن قنبلة موقوتة تُهدِّد سلام الشرق الأوسط أزمة المياه في الأردن قنبلة موقوتة تُهدِّد سلام الشرق الأوسط



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة
  مصر اليوم - مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon