توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عناصره يقاومون حتى الموت وآلاف المدنيين يهربون من ساحة القتال في دير الزور

"داعش" يلفظ أنفاسه الأخير في سورية والأكراد يسعون لتحقيق حلم "الحكم الذاتي"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - داعش يلفظ أنفاسه الأخير في سورية والأكراد يسعون لتحقيق حلم الحكم الذاتي

سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف
دمشق ـ نور خوام

بعدما تمكن تنظيم "داعش" المتطرف في العام 2014 من السيطرة على مدن وبلدات رئيسية في دولتين هما العراق وسورية يعيش فيها حوالي 10 ملايين نسمة، فضلاً عن حقول النفط والمصانع والسدود، بات اليوم محاصراً في قريتين صغيرتين تقعان في شرق سورية حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 ويقول ماسلون درباسيه، وهو مقاتل كردي في "قوات سورية الديمقراطية" ويبلغ من العمر 23 عاما: "فقط أقل من  كيلومترين مربعين يعيش فيهما مسلحو "داعش"، وسنقضي عليهم قريبا." وهو يشير إلى آخر قريتين واقعتين تحت سيطرة التنظيم الارهابي.

وذكرت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية، أن أصداء المدفعية تُسمع من أسفل الطريق، حيث من المتوقع أن المئات من مقاتلي "داعش" الأجانب في الغالب يظهرون مقاومتهم الأخيرة، ولكن المئات الآخرين استسلموا في الأيام الأخيرة بعد مواجهة هجوم عنيف متزامناً مع ضربات جوية للتحالف الذي تقودة الولايات المتحدة.

ولن يمر وقت طويل قبل السيطرة على الأراضي الواقعة تحت سلطة المجموعة المتطرفة، كما لم تكن المعركة سهلة، فقد بدأ الهجوم لاستعادة الجيب الأخير من سيطرة "داعش" في سبتمبر/ أيلول، من العام الماضي، وفي ذلك الوقت خسر التنظيم جميع المدن الكبرى في المناطق الحضرية العامة الواقعة تحت سيطرته في سورية لصالح "قوات سورية الديمقراطية"، وتراجع مقاتلوه إلى القرى الواقعة على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات. ومع عدم وجود مكان آخر للفرار، يختار الكثيرون القتال حتى الموت.

اقرأ ايضا:
"قوات سورية الديمقراطية" تواصل قصفها لمواقع تنظيم "داعش" عند نهر الفرات

وقال درباسيه: "فجّر 10 أشخاص أنفسهم اليوم. كانت هناك امرأة في الطابق الثاني في أحد المنازل، عندما دخلت اليه وفجرت نفسها."

أما أرام كوتشر، أحد مقاتلي وحدات "حماية الشعب الكردي"، فقال إن هناك حوالي 300 شخص من مؤيدي "داعش" غادروا، وأضاف:" لقد غادر السكان المحليون، وأن المتبقين هم أجانب، معظمهم من الشيشان وروسيا، إنهم الأكثر خبرة والأكثر تطرفا، لم يكن الأمر سهلا."

وعانت "قوات سورية الديمقراطية"، وهي تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين من الولايات المتحدة، من مئات الإصابات في هذه المعركة الأخيرة، وغالبا ما يشار إلى الميليشيا على أنها "بقيادة كردية" لأن غالبية مقاتليها من الأكراد، لكن هذه المعركة يخوضها في الغالب سكان محليون من منطقة دير الزور، وهم أبناء قبائل القرى التي دمرها "داعش"، إنهم شباب، وليسوا مجهزين بشكل جيد مثل المقاتلين الأكراد الأكثر خبرة في "وحدات حماية الشعب".

ويمكن رؤية ضراوة المعركة على الطريق المؤدي إلى الخط الأمامي، كما أن ألغام "داعش" متناثرة في المنطقة. وكما فعلوا في المعارك السابقة، اعتمد مقاتلو وحدات حماية الشعب على القوة الجوية الجوية الأميركية، للتقدم في المعركة، ولكن هذه الغارات تسببت في مقتل المئات، إذ في الأسبوع الماضي وحده، قتل أكثر من 44 مدنيا في الغارات الجوية الأميركية ونفذت حوالي 939 هجوما جويا ومدفعيا في المنطقة منذ ديسمبر/ كانون الأول.

ومع اقتراب الأيام الأخيرة، يترك العديد من مؤيدي "داعش" التنظيم، ويعتقد الأميركيون أن هذه المنطقة كانت موطنا لقيادة داعش العليا، ومن بينهم مؤسس الجماعة وزعيمها، أبو بكر البغدادي، ولكن لم يظهر إلا عدد قليل منهم، مما يعني أن الكثيرين قد هربوا.

وعلى الرغم من استسلام العديد من أعضاء "داعش"، إلا أن آخرين يحاولون الاختباء بين المدنيين ويعيشون للقتال في يوم آخر، حيث في موقع صحراوي على بعد 10 أميال شرق موقع القتال، تحاول القوات الأميركية الخاصة ووحدات الاستخبارات الكردية فرز المقاتلين من المدنيين، وقد ألقوا القبض على العديد منهم ومن بينهم ألكسندر بيكميرزاييف، 45 عاما، وتم القبض عليه في أوائل يناير/ كانون الثاني، أثناء محاولته مغادرة المنطقة مع مجموعة من المدنيين، وهو من بيلاروسيا، وحصل على الجنسية الأيرلندية في عام 2010.

وقال ألكسندر لـ"الإندبندنت":" في النهاية لا أعرف نوع القنابل التي طوروها، ولكنها كانت 3 قنابل ضعف حجم هذه القاعة." ويقول إنه رأى المقاتلين الأجانب يدفعون الأموال إلى الشرطة السرية في داعش ليخرجوا من المنطقة، ويستسلموا إلى القوات الكردية.

ولم يغادر المقاتلون وحدهم، إذ في الشهر الماضي، فرّت أكثر من 25 ألف إمرأة من "داعش"، ولكن القتال المستمر والألغام التي تركها التنظيم، تجعل من عملية الهروب أمرا خطيرا للغاية، ويضطر هؤلاء الفارون إلى السير لأيام للوصول إلى نقطة يمكن التقاطهم بواسطة الشاحنات ونقلهم إلى مكان آمن. وتوفي ما لا يقل عن 29 طفلا في الرحلة، أو بعد فترة وجيزة، في الشهر الماضي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وقد توفي 18 من هؤلاء الأطفال خلال الأسبوع الماضي، معظمهم بسبب سوء التغذية وانخفاض حرارة الجسم.

وشهدت "الإندبندنت" عمليتي إجلاء هذا الأسبوع لأكثر من 1800 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وكان كثير من هؤلاء الفارين من العراق، وآخرين من كازاخستان وروسيا، ولم يتمكنوا من التحدث بأي لغة عربية. ويعتقد المسؤولون في "قوات الدفاع الذاتي"، أن مئات من عائلات أعضاء "داعش" الذين كانوا يسكنون المنطقة يغادرون الآن.

وربما كانت المعركة لاستعادة الجزء الأخير من الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" قد تسببت في هذه الكارثة الإنسانية، لكن هزيمة "داعش" تعني نهاية أكبر بكثير.

وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر / كانون الأول أن "داعش" قد هُزم بالفعل، فإن العديد من أعضاء حكومته كانوا أكثر حذرا، حيث حذر مسؤولو الجيش والاستخبارات من إعلان النصر على التنظيم المتطرف.

وأكد مسؤول كبير في المخابرات الأميركية في وقت سابق من هذا الأسبوع أن "داعش" لا يزال يقود آلاف المقاتلين في العراق وسورية، ووصف الكولونيل شون ريان، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نهاية "داعش" المادية بأنها مهمة جدا عسكريا، لكنه قال إن "الحرب لم تنته بعد".

وفي قرى تقع  شمال سورية، والتي تم الاستيلاء عليها قبل أكثر من عام، أصبحت خلايا "داعش" النائمة نشطة بالفعل من جديد، ولا يعتبر الطريق بين الحسكة وهذا الجزء من دير الزور أمنا، حتى لو كان ظاهرا أنه تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية".

ولكن ليس "داعش" الذي يهم المقاتلين الآن، حيث يستعد الأكراد منذ بداية الحرب الأهلية في سورية، لتحقيق حلمهم الطويل وهو الحكم الذاتي في المناطق التي يشكلون فيها الأغلبية، حيث أقاموا المجالس المدنية، والبنية العسكرية التي يأملون أن تدوم بعد الحرب.

وهدّدت تركيا بغزو الشمال لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردي، والتي تعتبرها منظمة متطرفة، ولكن وجود حوالي 2000 جندي أميركي في البلاد، دعما للمقاتلين الأكراد، أوقف العمل التركي حتى الآن. ولكن مع إعلان ترامب أن القوات الأميركية ستنسحب قريبا، فإن احتمال عبور تركيا للحدود قد ارتفع.

ويوجد أيضا تهديد من دمشق، إذ في الأسابيع الأخيرة، كثف المسؤولون الأكراد إجراء محادثات مع الحكومة السورية حول اتفاقية ما بعد الحرب التي من شأنها أن تسمح لهم بالاحتفاظ بشكل من أشكال الحكم الذاتي، مع السماح بعودة القوات الحكومية إلى المنطقة، لكن قلة قليلة تثق كليا بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويتساءل الكثيرون عما إذا كانوا سيضطرون للدفاع عن مكاسبهم ضده أيضا، وفي الوقت الراهن، على الرغم من أن المعركة لم تنتهِ بعد، فإن العديد من المقاتلين هنا يفكرون في إقامة وطنهم المستقل

قد يهمك ايضا:
مقتل 5 جنود بريطانيين بنيران "داعش" في سورية
تفجير سيارة مفخخة في سوق شعبية في بلدة "القائم" يوقع 3 قتلى و20 جريحا

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يلفظ أنفاسه الأخير في سورية والأكراد يسعون لتحقيق حلم الحكم الذاتي داعش يلفظ أنفاسه الأخير في سورية والأكراد يسعون لتحقيق حلم الحكم الذاتي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon