توقيت القاهرة المحلي 17:34:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقاربة مع الغرب لم تحم الرئيس السابق من سقوط نظامه

وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه

معمر القذافي (يسار) مع موسى كوسا في قمة قادة الدول العربية في قطر عام 2009
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت وثائق سرية، أنّ جهاز المخابرات البريطانية الخارجية "MI6" سعى لإرضاء المخابرات اللليبية، وقدم لهم المساعدة لخطف معارضي الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

وبعد خمسة أيام من وقوع هجمات 11 أيلول / سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة الأميركية، توجّه عددٌ من ضباط الـ"سي أي إيه" من مقر وكالتهم في ولاية فرجينيا إلى السفارة البريطانية في العاصمة واشنطن من أجل إطلاع جهاز المخابرات البريطانية على استجابة الوكالة المخطط لها على الهجمات.

وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه

وبدأ الـ" CIA" وMI6، التعاون مع منظمة الأمن الخارجي الليبية، حيث أن الأجندة المذكورة كانت تشمل معرفة معلومات عن المسلحين المتطرفين، لكن الأمر تغيَّر بعد عام بعدما سنحت الفرصة للدخول في مفاوضات مع القذافي بشأن برنامجه لتطوير أسلحة دمار شامل. ومع بناء جهاز المخابرات البريطاني والأميركي علاقات مع ليبيا، ساعدت الوكالتان المخابرات الليبية على خطف أعداء القذافي، فتم اختطاف اثنين من المعارضين البارزين لنظام القذافي والذين فرّا خارج البلاد، واحدًا إلى هونغ كونغ، والآخر إلى تايلاند وتم إعادتهما إلى ليبيا مع زوجتيهما وأطفالهما، حيث تعرض الرجلان للتعذيب.

وقدم جهاز المخابرات البريطاني لنظيره الليبي اعترافات للسجناء على معارضين آخرين في المنفى تحت الضغوط الشديدة. وترأس الوفد المتجه إلى بريطانيا، كوفر بلاك، رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية، وكان مرتديًا نفس الملابس منذ خمسة أيام، ويبدو محطمًا، حيث عمل ليلًا ونهارًا لوضع خطة مقنعة؛ لحماية الولايات المتحدة من أي هجمات أخرى.

وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه

وداخل السفارة، قدّم بلاك وزملاؤه عرضًا مدته ثلاث ساعات عن خططهم، وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تقوم بمشروع خطف واستجواب على نطاق ضيق منذ منتصف التسعينيات واستهدفت المتشددين في البوسنة، وكان يعرف باسم برنامج التسليم، وتمثلت الخطة في زيادة حجم البرنامج ونطاقه زيادة كبيرة.

ووفقا لتايلر درومهيلر، الذي كان آنذاك رئيسًا لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية في أوروبا، استمع ضباط MI6 بهدوء بينما شرح بلاك لخطته، والتي شملت تحديد واختطاف واستجواب المشتبه بهم من تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم، في نهاية العرض، لاحظ مارك ألين، رئيس مكافحة الإرهاب في MI6، أن الوضع يبدو متخثرًا للدم، وبدا قلقًا للغاية.

وأراد ألين معرفة ما ستفعله وكالة المخابرات المركزية و MI6 بعد أن انتشر تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم، وسأل "وما الذي سنفعله، بمجرد أن نضع الزئبق في أفغانستان؟"، وقد نظر ضباط المخابرات المركزية إلى بعضهم البعض، ووفقا لما ذكره أحد الصحفيين، قال بلاك"من المحتمل أن نحاكم جميعًا".

وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه

وما زال عدد القتلى في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر يرتفع، وكان الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، حريصًا على اتخاذ موقف حاسم، وبعد يوم من مؤتمر البنتاغون، عقد بوش مؤتمرًا صحافيًا عرض فيه لمحة عما سيأتي. وقال "أريد العدالة". وتكشف الوثائق حالة الفزع التي أصابت القذافي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، لدعمه الهجمات الإرهابية التي طاولت مواطنين غربيين، كتفجيرات برلين عام 1986 وإسقاط الطائرة المدنية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988، والتي راح ضحيتها 270 شخصاً.

وحاول جمع القادة العرب في قمة بهدف إدانة هجمات القاعدة قبل أن تقوم الولايات المتحدة بمهاجمة نظامه، إلا أن اهتمام "سي آي إيه" باختراق صفوف "الجماعة الإسلامية" المقاتلة في ليبيا، والتي كانت تحارب القذافي في شرقي ليبيا، وكان عدد من عناصرها من بين مقاتلي القاعدة في أفغانستان، دفع إلى التقارب بين أجهزة المخابرات، وخاصة لملاحقة عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطن الإسلامي حاليًا.

وكان الهدف من جدول الأعمال المذكور هو معرفة المزيد عن الجماعات المتشددة، ولكن ذلك كان سيغير من خطة ألين ورفاقه المتبعة، ولكن رأوا أنها فرصة للدخول في مفاوضات مع القذافي حول برنامجه لتطوير أسلحة الدمار الشامل، حيث كان القذافي يحاول تطوير قدرات بلاده النووية منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي، وفي البداية حصل على أسلحة هندية الصنع ومن ثم حاول الوصول إلى خام اليورانيوم وتكنولوجيا التخصيب.

ومنذ أواخر صيف 2003، وبدء حرب العراق أصبح من الواضح أن أسلحة الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، لم تكن موجودة، ولكن إذا من غزوا العراق أرادوا غزو ليبيا سوف يفعلون ويثبتون امتلاكها أسلحة نووية.

واعتقلت الشرطة البريطانية معارضي نظام القذافي الذين كانوا يعيشون بصورة قانونية في المملكة المتحدة لسنوات، وحاولت الحكومة البريطانية ترحيلهم إلى طرابلس، وتعرّض اللاجئون والقوات الليبية في مانشستر ولندن للتهديد من قبل عملاء القذافي الذين تمت دعوتهم إلى المملكة المتحدة وسمح لهم بالعمل في شوارع بريطانيا إلى جانب MI5، وسلمت المخابرات البريطانية تفاصيل المكالمات الهاتفية للأهداف إلى المنظمة، وتم اعتقال أقاربهم وأصدقائهم في ليبيا وتهديدهم.

وتم استخلاص تفاصيل الترتيبات التي قامت بها وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وليبيا من خلال مقابلات مع مسؤولين حكوميين وضحايا تسليم وثائق حكومية بريطانية، حيث تم الكشف عنها بموجب قانون حرية المعلومات، والمواد التي ظهرت خلال فترة طويلة سكوتلاند يارد والتحقيقات، وعدد من المحاكمات المدنية، غير أن ما يلي يستند في جزء كبير منه إلى عدة مخابئ استثنائية من وثائق الاستخبارات البريطانية والأميركية والليبية السرية التي اكتشفت وسط فوضى الثورة الليبية في عام 2011، متناثرة حول مكاتب الحكومة المهجورة والسجون والمساكن الخاصة للمسؤولين، والعديد من الوثائق الأكثر إثارة للاهتمام وجدت من قبل المدنيين الليبيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان في أيلول/ سبتمبر من ذلك العام داخل مكاتب خدمات البيئة، وظهر آخرون في مواقع حكومية مختلفة بعد اعتقال القذافي وقتله في الشهر التالي، ويصل عدد صفحات الوثائق إلى الآلاف.

وتبين من الأوراق أن نظام القذافي والغرب تقاربوا كثيرًا، خاصة مع حكومة طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، لتذهب العلاقات إلى أبعد مما يكون. وكانت النتيجة الأكثر إثمارا للحوار المتجدد مع ليبيا هو إعلان القذافي تخليه عن طموحاته من أسلحة الدمار الشامل، سواء برامجه النووية والكيميائية والبيولوجية، وكان هناك انقلاب آخر، وهو توقيع صفقات تنقيب عن النفط والغاز تبلغ قيمتها عدة ملايين من الدولارات، ولكن بهدوء، كانت العلاقة أكثر فظاعة، حيث الخطف والاحتجاز والضرب لمعارضي القذافي، الذي نفذته وساعدته فيه وكالة المخابرات المركزية و MI6.

وتقدم هذه الوثائق السرية حتى الآن لمحة فريدة عن سياسة واقعية لا يمكن تخيلها لو لم تكن مفصلة على صفحة واحدة تلو الأخرى، وتظهر أن وكالات المخابرات البريطانية مستعدة لفعل أي شيء، حرصا للتقرب من القذافي والتأثير على سلوكه في المستقبل، وعلى ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان نيابة عنه.

وفي أوائل عام 2003، بينما كانت القوات الأميركية والبريطانية تحشدت على حدود العراق، كان القذافي يخشى من استهداف ليبيا، وقال دبلوماسي إن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني طلب منه "قول لهم أنني سأفعل ما تريدون". وفي مارس/أذار، حصل بلير على دعم مجلس العموم للحرب ضد العراق، وبعد يومين بدأ الغزو. وبعد ثلاثة أسابيع من ذلك، بدا أن بغداد سقطت، وتظهر الأوراق السرية أنه بحلول ذلك الحين كان ألين يجتمع بانتظام مع كبير ضباط المخابرات المركزية الأميركية ستيفن كابيس لمناقشة سبل التأكد من أن القذافي تخلّى عن طموحاته لتطوير الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية. وتكمن المفارقة في أن هذا التقارب مع نظام القذافي لم يحم نظامه من السقوط على يد معارضيه، الذين ساهمت الدول الغربية في التضييق عليهم لصالحه، كما أن عثور المجلس الوطني الانتقالي على مخازن من الأسلحة الكيميائية العائدة إلى حقبة القذافي، أثبت أنه تمكّن من خداعهم.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه وثائق مسربة تكشف مساعدة المخابرات البريطانية للقذافي لخطف معارضيه



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon