القاهرة _ مصر اليوم
عادت الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجى فى محافظة شمال سيناء، بعد استمرار هدوء الأوضاع مع إعلان القوات المسلحة السيطرة الكاملة على الأوضاع فى المنطقة، بعد سنوات من الحرب على جماعات الإرهاب، عاش خلالها أهالى سكان المحافظة معاناة شديدة من جرائم الجماعات الإرهابية، إلا أن ذلك لم يمنعهم من استكمال الحياة.تمكن أهالى محافظة شمال سيناء من العودة إلى حياتهم الطبيعية، رغم كل صعاب الحياة التي مروا بها على مدار السنوات الماضية، بعد الانتصار على الإرهاب الذى لم يجد مكانًا إلا الجحور، فكان إصرارهم هو أكبر تحد على المواجهة.
ورغم أن سكان المحافظة عانوا كثيرا، إلا أن كثيرا من مظاهر معاناتهم جراء الحرب على الإرهاب اختفت، وتوفر الوقود فى المحطات التى كانت مغلقة، ما أثّر إيجابيا بشكل واضح على حركة السيارات فى الشوارع، كما توقف إغلاق الطرق الرئيسية، وتم تسيير حركة المرور بشكل طبيعي طوال اليوم، وانتظم العمل فى مواقف سيارات الأجرة بين مدن المحافظة، وبين العريش ومحافظات القاهرة والاسماعيلية، وتوافر السلع الغذائية والخضراوات والفاكهة بأسعار مناسبة للجميع، مع رفع القيود تدريجيا على دخول مواد البناء إلى المحافظة.
وأجمع الأهالي أن الوضع أصبح الآن أكثر استقرارا سواء على المستوى الأمني أو التجاري، مشيرين إلى أن الوضع اختلف كثيرا عن ذي قبل، مؤكدين أنه كان لديهم ثقة كبيرة في رجال القوات المسلحة في القضاء على العناصر الإرهابية، مؤكدين أن هذه الثقة كانت الدافع لهم أن يصبروا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لمصر بأكملها.
وأكدوا أنه مع بداية العملية العسكرية الشاملة للقضاء على العناصر الإرهابية كان الوضع صعبا بعض الشىء، لكن الوضع تغير كثيرا فى الوقت الحالى، وجميع المنتجات الغذائية متواجدة في الأسواق، مقدرين الدور الوطني الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة والشرطة المصرية فى تحقيق الأمن والاستقرار ليس لسيناء وحدها ولكن لكل بقعة من بقاع مصر، وتشهد حالة البيع تحسنا ملحوظا بعض الشىء، وأفضل بكثير عن الفترات السابقة، وسط حالة من التقدير للوضع والظروف التى تمر بها البلاد.
مدن وقرى محافظة شمال سيناء تعيش حياة طبيعية فى مختلف القطاعات بعودة الاستقرار والشعور بالأمان وسط الإجراءات الأمنية لقوات الجيش والشرطة، التي تركت آثارا إيجابية على جميع مظاهر الحياة، بعد انحسار الإرهاب بصورة ملحوظة، في مؤشر على بدء مرحلة جديدة ينتظرها المواطنون لتعويضهم عما فات، وإقامة مزيد من مشروعات التنمية.
وقال أحد أصحاب المحال التجارية بشارع 26 يوليو بمدينة العريش، إن الوضع أصبح الآن أكثر استقرارا بعودة الحياة إلى الأسواق، ووجود حركة في الانتقالات داخل مدن المحافظة، فقد اختلف الأمر كثيرا عما قبله، وأضاف أن المواطنين كانت لديهم ثقة كبيرة في رجال القوات المسلحة والشرطة فى القضاء على العناصر الإرهابية، مؤكدا أن هذه الثقة كانت الدافع له ولجميع أبناء سيناء للصبر من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لمصر بأكملها.
وأكد صاحب سوبر ماركت بميدان السادات ــ أو الرفاعى كما يطلق عليه الأهالي ــ أنه مع بداية العملية العسكرية الشاملة للقضاء على العناصر الإرهابية كان الوضع صعبا بعض الشىء، خاصة في ظروف المعيشة، لكن حاليا جميع المنتجات الغذائية متوافرة في الأسواق، وبأسعار مناسبة للجميع، مشيرا إلى عدم وجود صعوبة في دخول المواد الغذائية والسلع إلى المحافظة.
وأكد سائقو سيارات الأجرة والميكروباص بميدان النصر بمدينة العريش، أن الحياة طبيعية وحركة ركوب المواطنين عادت إلى طبيعتها، وقالوا إن عودة العمل على سيارات الأجرة التى تعمل بالغاز وكذلك البنزين والسولار من جديدة أتاحت إمكانية توفير عائد للإنفاق على الأسر مع عودة الدراسة إلى المدارس، مؤكدين أن الأوضاع تحسنت بصورة كبيرة جدا وأن عملية ضخ الوقود فى محطات تزويد السيارات بالوقود سواء الملاكى أو الأجرة مستمرة بشكل طبيعى، ولم يعد هناك زحام على المحطات كما يروج البعض.
ولفتوا إلى أن مظاهر عودة الحياة لطبيعتها لم تتوقف عند الأسواق والمحلات التجارية فقط، بل امتدت إلى عودة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي، حيث شهدت المحافظة أعمال تطوير هائلة ورفع كفاءة مدارس التعليم الأساسى، فضلا عن بناء مدارس جديدة.وقال مدير مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء حمزة رضوان خلال جولة بمدرسة الشهيد عمرو أبو هندية الرسمية المتميزة لغات، إن هناك إصرارا من الدولة والمحافظة على تواجد وتوفير سبل التعليم المتميز لأهالي سيناء والاستمرار في فتح وبناء المؤسسات التعليمية الجديدة كل عام.
وأضاف: «حريصون على اتخاذ التدبير والإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والقيام بحملات توعية للطلاب للمحافظة على صحتهم، وهناك 8 مدارس تجريبية بمحافظة شمال سيناء، منها 4 مدارس فى مركز العريش، من بينها مدرستان رسميتان متميزتان، ومدرستان رسميتان فقط».
وأشار رضوان إلى أن الجميع يعمل من أجل خدمة الطلاب بجميع المراحل الدراسية، كاشفا عن وضع حجر الأساس لأكثر من مدرسة فنية صناعية، ومدرسة يابانية، مشيرا إلى أن هناك تقدما كبيرا فى التعليم بشمال سيناء، وأن هناك تحديا من أبناء المحافظة لاستكمال دراستهم وصولا إلى أقصى المراحل التعليمية، فى الوقت الذى تعمل فيه المدارس بقوة وكفاءة عالية.
وقالت مديرة مدرسة الشهيد عمرو أبو هندية الرسمية المتميزة لغات أمل عبدالحميد، إن المدرسة حديثة العهد حيث تم إنشاؤها فى عام 2019، وتضم جميع المراحل التعليمية إلا أنها الآن تعمل من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، بها 275 طالبا موزعين على 5 فصول رياض أطفال، وفصل للصف الأول الابتدائى، وفصل للصف الثانى الابتدائى وفصل للصف الثالث الابتدائى.
وأشارت إلى أن عدد التلاميذ فى الفصل الواحد لا يتجاوز 35 طالبا، وتخدم مدينة العريش وضواحيها لأنه لا تخضع الدراسة بها لمربع سكنى محدد، وتضم المدرسة 41 من أعضاء هيئة التدريس والإداريين والخدمات المعاونة، مؤكدة أن نسبة الإقبال فى المدرسة وصل إلى 100%، قبل قرار وزارة التربية والتعليم بالتوقف عن الدراسة واتباع نظام التعليم عن بعد.
كما أوضحت أمل عبد الحميد مديرة مدرسة الشهيد عمرو أبوهندية، أن المدرسة تستقبل الطلاب من مرحلة الروضة وحتى الفصل الثالث الثانوى، مشيرة إلى أن إجمالى عدد الطلاب بجميع المراحل الدراسية يبلغ 275 طالبا وطالبة.
وأضافت أنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وتوجيه الإرشادات والتعليمات للطلاب بصفة مستمرة من أجل الحفاظ على صحتهم، الأمر الذى كان يساهم بشكل كبير فى عمل المدرسة بصورة طبيعية دون أى قلق، قبل توقف الدراسة.
ومن داخل أكبر محطة لتحلية المياه البحر بالريسة التابعة لمدينة العريش، التقت «الشروق» برئيس قطاع الشرب والصرف الصحى بمحافظة شمال سيناء مصطفى عبدالفتاح، الذى أوضح أن طاقة المحطة الاستيعابية 5 آلاف متر مكعب يوميا، مشيرا إلى أن المحطة مبنية على مساحة إجمالية 7 آلاف و500 متر مربع تشتمل على المبانى الأساسية، والمبانى الإدارية، والمساحات الخضراء.
وأكد أن الدولة تجتهد فى دعم المواطن بالمياه الصالحة للشرب فى محافظة شمال سيناء عن طريق محطة تحلية مياه البحر، لافتا إلى أن المياه تأتي للمحافظة من محطة مياه المرشحة فى القنطرة شرق، وتسعى للقضاء على نظام المناوبات، فقد أنشئت 4 محطات تحلية، من بينها محطتان بطاقة 10 آلاف متر مكعب يوميا بمنطقة المساعيد، وتمر مياه البحر بعدة مراحل لفصل الأملاح وإضافة الأملاح المعدنية الصالحة للمواطنين.
ولفت إلى أنه يجرى إنشاء محطة مياه تحلية من تنفيذ إدارة المياه بالقوات المسلحة بطاقة إجمالية 800 ألف متر مكعب يوميا لدعم محافظة شمال سيناء بالكامل للاستخدام في الشرب فقط لا غير، ومن المقرر أن تنتهى المرحلة الأولى منها بطاقة 100 ألف متر مكعب يوميا فى عام 2021، مشيرا إلى أن حصة المياه الآن لكل من مدينة العريش تصل ما بين 40 إلى 45 ألف متر مكعب يوميا، وبئر العبد من 35 إلى 40 ألف متر مكعب يوميا، ووسط سيناء يعتمد على محطات تحلية صغيرة لأنها تعتمد على مياه الآبار العميقة.
ونوه إلى إدخال منظومة المعالجة الثلاثية بالعريش لإنتاج مياه صالحة للزراعة والأصناف الزراعية الصالحة للأكل، حيث كان في السابق يتم استخدام نظام المعالجة الثنائية لمياه الصرف الصحي لري الغابات الشجرية فقط.
والتقت «الشروق» بعدد من شيوخ وعوائل سيناء، الذين أكدوا أن الأمان والاستقرار الذي تشهده مصر ليس وليد اللحظة، ولكن بفضل الدور الذي تقوم به القوات المسلحة والشرطة فى ملاحقة العناصر الإجرامية والتكفيرية التى لا تريد سوى الدمار والخراب، ولم ولن تنجح فى ذلك أبدا.
وأضافوا أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا بالمواطن السيناوى، لذلك بدأت خطوات فعلية نحو عملية التنمية فى سيناء، مشيرين إلى أن جميع الشباب فى شمال سيناء واع محب لوطنه ومحب للجيش، مضيفين أن الأحوال المعيشية جيدة وفى تحسن وجميع السلع الغذائية والخضراوات والفاكهة متوفرة وبأسعار مناسبة، مثل مدن الوادى، بل العكس هناك عدد من الخضراوات والفاكهة سعرها أقل من الكثير من المحافظات الأخرى، مشددين على أن الحياة عادت بالفعل إلى طبيعتها وأصبح الجميع يشعر بالأمان.
وأعرب أهالي الشيخ زويد عن ثقتهم فى القوات المسلحة والشرطة المدنية من تمكنهم من عودة الحياة لطبيعتها والقضاء على العناصر الإرهابية فى المنطقة، مؤكدين أن الأوضاع تسير نحو الاستقرار، وأن العودة من جديد إلى الديار بمثابة عودة الروح لهم، حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية، مؤكدين أن تخطيط الدولة لإقامة مشروعات تنموية عقب انتهاء العملة الشاملة يمثل انطلاقة جديدة للتنمية على أرض سيناء، والتأكيد على استقرار الأوضاع فى سيناء وتعويض أبنائها عما فاتهم، مؤكدين أن التخطيط الذى رسمته الدولة لسيناء سيفتح آفاقا جديدة أمام الاستثمار للموارد المتاحة ورفع المستوى الاقتصادي للأسرة فى سيناء، عن طريق خلق فرص عمل واعدة حقيقية مباشرة وغير مباشرة لأبناء مصر فى سيناء.
وأكد الأهالى أن المواطن السيناوى عانى كثيرا خلال الفترة الماضية وتكبد خسائر كبيرة فى الأرواح والممتلكات نتيجة انحيازه الكامل للدولة وسياستها في تنقية وتطهير سيناء من جحافل الإرهاب والتطرف، مؤكدين أن العمليات الإرهابية قد تقلصت كثيرا خلال الفترة الأخيرة بما يمثل إنجازا كبيرا على أرض المعركة.أكد مدير إدارة الشيخ زويد التعليمية سلامة سلمان، أن المحافظة أنشأت مبنى جديد لمدرسة الحمايدة، حيث تم بناء المبنى القديم للمدرسة بالجهود الذاتية، وهو قديم ومتهالك، لذا أنشأت المحافظة المبنى الجديد في زمن قياسي من أجل خدمة أبناء الشيخ زويد.
وأوضح أن المدرسة تضم 22 فصلا دراسيا، وأن نسبة النجاح مرتفعة للغاية، فضلا عن وجود مدرستين واحدة فنى صناعى وأخرى مدرسة فنى تجارى.وأشار إلى أن جميع الأهالى كانوا حريصين على إرسال أبنائهم إلى المدارس، دون قلق أو خوف عليهم من فيروس كورونا خاصة فى ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة، قبل قرار الحكومة بتوقف الدراسة، لافتا إلى ارتفاع نسب النجاح فى الشيخ زويد.
وأكدت مديرة مدرسة الحمايدة هناء إبراهيم، أن المدرسة تعمل دوما على تعريف الأطفال بالمشروعات التنموية الكبيرة التي تقوم بها مصر، فضلا عن جهودها في محاربة الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للجميع.وأوضحت أن المدرسة تهتم بجميع الجوانب النفسية والبدنية والعلمية للطلاب، مشيرة إلى أنه قبل قرار الدولة بتوقف الدراسة، كان الطابور الصباحي يبدأ فى السابعة والنصف صباحا، ويشمل الإذاعة المدرسية، وتحية العلم والنشيد الوطنى والتأكيد يوميا على النظافة والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأكد هاني الشابور مدير المركز، أنه يتم إنتاج أكثر من 116 ألف وجبة مدرسية يتم توزيعها لجميع المراحل التعليمية بمحافظة شمال سيناء يوميا، مشددا على أن صحة الطلاب تأتي دوما في مقدمة الاهتمامات من أجل توفير طعام صحي وآمن للطلاب.وتشمل مدينة رفح الجديدة عدة خدمات، منها خدمات مركزية وفرعية، محلات تجارية، حضانات من 6 فصول، مدارس، ناد رياضى، ناد اجتماعى، مراكز ثقافية، مناطق ترفيهية، قسم شرطة، وحدة إطفاء، مراكز شباب، منطقة صناعية، مقرات حكومية تخدم سكان المدينة، مستشفى.
قد يهمك ايضا
قوات الجيش المصري يتسلم "سلاح شبحي" جديد
"المتحدث العسكري المصري يؤكّد أن القوات المسلحة توزع الكمامات للحد من انتشار "كورونا
أرسل تعليقك