c مركز مكافحة التطرف يعالج مقاتلي تنظيم "داعش" بعد الهزيمة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 07:15:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لإعادة دمجهم في المجتمع على يد الشيوخ المعتدلين

مركز مكافحة التطرف يعالج مقاتلي تنظيم "داعش" بعد الهزيمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مركز مكافحة التطرف يعالج مقاتلي تنظيم داعش بعد الهزيمة

مركز مكافحة التطرف
دمشق ـ نور خوام

جمّع الشيخ طلابه في مركز مكافحة التطرف في شمال سورية، وهم مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش" المتطرف، وأكد لهم أن قتل المدنيين غير مسموح به في الإسلام، وكذلك تفجير أنفسهم، ولكن بدا هذا الكلام غريبا للجهاديين السابقين، فربما تكون دولة الخلافة قد انهارت، ولكنها تركت خلفها نحو ستة ملايين شخص متطرف.

وتم افتتاح مركز مكافحة التطرف حديثا، ويضم حاليا 100 طالب تتراوح أعمارهم بين 14 و60 عاما، وتعود فكرته لمجموعة من الشيوخ المسلمين المعتدلين والذين يأملون في حل المشكلة التي خلفها داعش، ويأخذ الشيخ الطلاب من السجون المكتظة في شمال سورية، وينظرون إلى فرصة تخفيف عقوبتهم وإعادة دمجهم في المجتمع.

وفي هذا السياق، قال الشيخ حسن الدغيم، وهو مدرس في المركز "معظم الطلاب حاصلين فقط على التعليم الإبتدائي، ولم يسبق لهم حتى قراءة القرآن، ولهذا السبب أخذتهم داعش بسهولة"، ويضيف " لا فائدة من قضاء الوقت في السجن، إذا ظلوا حاملين لنفس الأيديولوجية حين يخرجون".

ويتكون المركز من ثمانية معلمين وهم أئمة متخصصين في الشريعة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وقادة المجتمع المحلي، أما الطلاب، يعيشون في الموقع ولديهم جدول عليهم إتباعه، حيث الاستيقاظ في التاسعة صباحا، وتناول وجبة الإفطار، ومن ثم ممارسة التمارين الرياضية وبعد ذلك حضور حصة عن الشريعة الإسلامية مدتها ساعتين، وفي فترة ما بعد الظهر يحضرون محاضرات للشيخ الدغيم وغيره من الشيوخ المعتدلين، بجانب أفلام وثائقية من قناة "ناشونال جيوغرافيك"، فيما يلفت الدغيم إلى أن التعامل مع الأجانب هو الأصعب، ويوجد طالب تونسي فقط، والطريقة التي ينظر بها إلينا تجعلنا نشعر أنه يود قتلن جميع، إذا لم يكن هناك حراس.

وهناك بعض القواعد الأساسية في المركز، حيث يجب على الطلاب ارتداء ملابس موحدة اللون، وحلق الشعر وتهذيب اللحى، حيث اعتاد الكثير منهم إطالتها أثناء الانضمام لداعش.

وقال أحد الطلاب يدعى أشرف ناصر، 24 عاما، إنه كان يقاتل مع جماعة معارضة معتدلة من الجيش الحر في الجنوب في درعا، وذلك قبل أن يتم استدراجه إلى داعش من خلال الدعاية، مضيفا أن التنظيم المتطرف كان يخطط للخلافة، وكأنه يحقق ما يحلم به كثير من المسلمين، ولكن بعد ذلك أدرك أن داعش مختلف 180 درجة عن الطريقة التي قدم بها نفسه، فبدلا من محاربة النظام السوري كان يحارب الجيش الحر، ولفت " في الأشهر القليلة التي قضيتها مع داعش رأيتهم يسرقون ويغتالون، ويغتصبون، بينما يتظاهرون بأنهم مسلمون"، حيث قرر الاتصال بصديق قديم من الجيش الحر، والذي ألقى القبض عليه ووضعه في السجن لمدة 18 يوما، ومن ثم التحق بمركز إعادة التأهيل.

ومعظم الطلاب في المركز من سورية، ولكن بينهم أجانب من الدول السوفيتية السابقة مثل أوكرانيا وأوزباكستان والشيشان، وترفض هذه البلدان عودة المنظمين للتنظيم المتطرف، فيما يشرح الشيخ الدغيم كيف يفصل المقاتلين إلى مستويات، فالمستوى الأولى لأولئك الذين انضموا لداعش لأسباب مالية أو غير أيديولوجية، أما المستوى الثاني الذين يحملون نفس المعتقدات المتطرفة، أما المستوى الثالث هم المقاتلون الأجانب.

ويلفت حسين ناصر، مدير المركز، إلى أن التعامل مع الأجانب هو الأصعب لأن معظمهم من الأطباء والمهندسين ولأفراد الأذكياء الذين كانوا قادة كبار في داعش، وهم لم يتصوروا يوما أن يهزم داعش، وحتى الآن هم الأكثر مقاومة.

وقال الطالب ناصر " لا أعرف ما إذا سيتقبلني المجتمع مرة أخرى حين أخرج، ولكنني لأريد عيش حياة طبيعية، أتزوج وربما أنجب أطفالا"، بينما يوضح الشيخ الدغيم أن العديد من المقاتلين يستشهدون بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كسبب للانضمام لداعش، ولكنه أكد أن المركز يعلمهم أن مشاكل المنطقة لا يمكن إلقاء اللوم في سببها على بلد خارجي.

ويعد الحد الأدنى للإقامة في المركز هو 40 يوميا، ولكن لا يستطيع الطلاب المغادرة حتى يجتازوا التقييم النفسي، وأكد السيد ناصر أن الأمر قد يستغرق أربع سنوات لعلاج الأشخاص الأكثر تطرفا، فيما تلقى المركز المال من الجيش الحر والذي يتلقى المال نفسه من "البنتاغون"، بجانب مانحين أفراد وجماعات المجتمع المدني، ويأمل المديرين في توسيع التمويل، حيث طالبوا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بدعمهم والمساعدة في تمويل البرنامج، وقدروا المبلغ الشهري الذي بحاجة إليه بحوالي 50 -60 ألف دولار.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مركز مكافحة التطرف يعالج مقاتلي تنظيم داعش بعد الهزيمة مركز مكافحة التطرف يعالج مقاتلي تنظيم داعش بعد الهزيمة



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 00:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
  مصر اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon