في البداية، تظهر رسالة إلكترونية على شاشة الكمبيوتر الخاص بك، والتي يمكن أن تكون من صديق أو زميل، وتبدو رسالة غير ضارة، وعند الضغط عليها، تبدأ سلسلة من التهديدات لتدمير حياتك اذا لم تدفع "فدية" من المال.
"فيروسات الفدية" .. هكذا عرفت أنواع معينة من الفيروسات التي تهاجم أجهزة الكمبيوتر وتتسبب في الأضرار البالغة به، وتوضح صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الهجمات الإلكترونية باستخدم فيروس "الفدية"، تضرب آلاف الحواسب في جميع أنحاء العالم.
وتشير الصحيفة إلى ظهور رسالة إلكترونية تفيد انه تم السيطرة على ملفاتك، ولإضافة المصداقية تجد تفاصيل خاصة بالرسالة، مثل رقم هاتفك وكلمات المرور السرية لحساب بنكي أو تسوقي.
وقالت سارة هارتلي ، الصحفية في "ديلي ميل" البريطانية، والتي واجهت مثل تلك الهجمات مؤخرًا، "مثل معظم الصحافيين، اتمتع بصلابة قوية واعتدت على التعامل مع جميع أنواع التهديدات، ومع ذلك ، فإن ما أرعبني أكثر من مجرد تلقي مثل هذه الرسالة الإلكترونية هو أنها اخترقت جدار الحماية الخاص بي"، وأضافت "كان ذلك خطأي حيث بدا أن اسم الرسالة ذو مصداقية بالنسبة لي، وقد اعتقدت أنه لمستشار العلاقات العامة، لذلك ضغطت على خيار السماح، ولكن عندما قرأت الرسائل المتتابعة، اصابني الرعب الشديد".
وتابعت هارتلي "إذا كان الشخص واقفا أمامي، لكنت وجدته ممسكا بسكين، وما أضاف شعوري بالخوف هو أن الرسالة تتضمن كلمة مرور أستخدمها لحساب التسوق عبر الإنترنت".
تضيف هارتلي "على الرغم من معرفتي بأنني لم أشاهد مواد إباحية، إلا أن تلك كانت الطريقة التي تعرضت بها للتهديد، حيث أشارت الرسالة إلى انه تم السيطرة على كاميرا الحاسب وتم تصوير فيديو خاص بي والذي هُددت بانتقاله لجهات الاتصال إذا تجرأت على التفوه بأي كلمة". " كان تهديدًا فظيعًا..كنت أشعر بالهلع اذا ما تم التواصل مع أصدقائي وزملائي في العمل بهذه الطريقة".
وتجاهلت هارتلي البريد الإلكتروني، لكن المخترقون يستقطبون الضحايا وتهديداتهم لدفع فدية تصل لأكثر من 500 جنيه استرليني أو أكثر من خلال عملات البيتكوين الرقمية لحسابات مجهولة، وإذا رفض الضحية دفع المبلغ ، يهدد المخترق بأنه سيشارك المعلومات الشخصية على شبكة الإنترنت.
ويُذكر أنه يتم استهداف الملايين من مستخدمي الكمبيوتر واختراق اجهزتهم من خلال فيرس "الفدية" الذي يخدع الأبرياء - المستهدفين عشوائياً - من 30 مليون جنيه إسترليني على الأقل في السنة.
ويمكن شراء المعلومات الشخصية التي يستخدمها المبتزين لإضافة مصداقية إلى مطالباتهم مقابل 3 جنيهات إسترلينية على "الويب المظلم" باستخدام الأدوات التي يمكن شراؤها مقابل 40 جنيهاً إسترلينياً.
ويقول كولين تانكرد، خبير الأمن الإلكتروني والذي استهدف من قبل هؤلاء المجرمين: "تسببت تلك الاختراقات في حالات انتحار للضحايا، نتيجة التهديدات".
ويضيف تانكرد : "إن جزءًا من فظاعة هذه الهجمات السيبرانية هو أن هذه الرسائل الإلكترونية يتم إرسالها بشكل عشوائي، فالمجرم ليس لديه أي فكرة عما يفعله المتلقي، الأمر مجرد تخمين، كما أن الدفع هو أسوأ شيء يمكن أن يفعله الضحية، حيث سيتم وضعه على قائمة المستهدفين".
ويشرح تانكرد "تأتي صياغة الرسالة الإلكترونية عادة على النحو التالي (بينما كنت تشاهد مقاطع الفيديو الإباحية، استطعنا السيطرةعن بعد إلى الشاشة وكاميرا الويب، 1000 دولار هو سعر عادل لحفط سرك الصغير. ستقوم بالدفع بواسطة البيتكوين. "
وتضيف الرسالة "نعلم أنك قرأت هذه الرسالة الإلكترونية، إذا لم تستلم البتكوين ، فسنرسل تسجيلك بالفيديو إلى جميع جهات الاتصال الخاصة بك ، بما في ذلك الأقارب والزملاء".
وتجاهل تانكراند إدراكا منه لعملية الاحتيال، التهديد الذي تم إرساله إليه ولم يرد.
وتقول روث ووكر ، مستشارة محرك البحث على الإنترنت Evolved ، إن قوائم الضحايا المحتملين وتفاصيلهم المالية الخاصة يمكن شراؤها بسهولة.
كشف بحث حديث لموقع "Money Guru" عن كلمات المرور لوسائل التواصل الاجتماعية ،انه يمكن شراء الموسيقى عبر الإنترنت أو حسابات البريد الإلكتروني مقابل 3 جنيهات إسترلينية على شبكة الإنترنت المظلمة.
ويقول خبير الكمبيوتر في شركة نيوكاسل وولكر "غالبًا ما تم تجميع هذه التفاصيل في البداية من خلال الاختراقات - ربما باستخدام النوافذ المنبثقة أو رسائل البريد الإلكتروني مع روابط النقر على مواقع الويب التي تحصد المعلومات الشخصية".
وأثارت الهجمات الناجحة في مجال البرمجيات الخبيثة الخوف بين العديد من الضحايا المحتملين - مما يجعلهم يدفعون المال إذا تعرضوا للتهديد.
ووفقاً لتحليل شركة التكنولوجيا فانسون بورن ، فإن هجمات الفدية تكلف الشركات البريطانية 350 مليون جنيه إسترليني سنوياً ، مع تعرض 40٪ من الشركات للهجوم خمس مرات على الأقل خلال 12 شهراً.
ونظرًا لأن العديد من الشركات تعمل على تعزيز أمنها على الإنترنت ، فإن المتسللين يستهدفون الأفراد بشكل متزايد.
ويحذر خبراء الأمن المعلوماتي، مستخدمو الكمبيوتر من الضغط على الروابط من الرسائل المنبثقة أو الموجودة في رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها.
أرسل تعليقك