c اليمنيون يعايشون عيدًا "بلا رواتب" والحوثيون يقصفون مجمعًا عُمَّاليًا في - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غلاء غير مسبوق في الأسعار والقوات المشتركة تستهدف مواقع للميليشيات

اليمنيون يعايشون عيدًا "بلا رواتب" والحوثيون يقصفون مجمعًا عُمَّاليًا في الحديدة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اليمنيون يعايشون عيدًا بلا رواتب والحوثيون يقصفون مجمعًا عُمَّاليًا في الحديدة

عيد "بلا رواتب" أقامه اليمنيون
عدن -عبدالغني يحيى

يأتي هذا العيد على اليمن "حسرة وخيبة أمل"، فممارسات الحوثيين من سلب ونهب لممتلكات اليمنيين وإجبارهم على الجباية عِوضًا عن امتناعهم عن تسليم الرواتب لموظفي الحكومة، كل ذلك وسط حالة من الغلاء غير المسبوق في الأسعار جعل احتفالات العيد مجرد تعبير شكلي. ولم يوقِف الحوثييون اعتداءاتهم قبيل العيد أو يتركوا اليمنيين لمعاناتهم، بل زادوا عليهم باستمرار العمليات العسكرية، حيث قصفوا "مجمع إخوان ثابت" التجاري والصناعي ومساكن العمال، ما أدى إلى إصابة اثنين من عمال المجمع داخل مدينة الحديدة.

ويستقبل معظم اليمنيون هذا العام عيد الفطر المبارك على مضض نتيجة ما تشهده البلاد من وضع معيشي وإنساني صعب، وموجة غلاء غير مسبوقة في أسعار الملابس والأحذية والمكسرات وحلوى العيد، وغيرها من السلع والمنتجات الغذائية. وتعاني المئات وإن لم تكن الآلاف والملايين من الأسر اليمنية في صنعاء ومناطق سيطرة الانقلابيين في الوقت الحالي أوضاعاً معيشيةً قاسية وصعبة.

ويشكو سكان في صنعاء من سوء أوضاعهم المادية والنفسية والمعيشية، مع قدوم عيد الفطر المبارك. وقالوا إن «عيد الفطر المبارك هذا العام مختلف تماماً عن سابقيه، حيث تبدلت فيه الأحوال نتيجة الانقلاب الحوثي الدامي الذي خلف وراءه أزمات متعددة ومتفاقمة». وأضافوا أن الانقلاب الحوثي على مدى أربعة أعوام غيّب فرحة العيد من صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرتها، وأشاروا إلى أنهم يستقبلون العيد هذا العام بمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية.

اقرأ أيضًا:

الجيش اليمني يصدّ محاولات تسلل انتحارية في الحديدة وبيت الفقية

وتابعوا حديثهم وقلوبهم مليئة بالحزن: «لم يكن بالأمر السهل أو الهين بالنسبة لنا كسكان أن يهلّ علينا هذا العام عيد الفطر وترافقه مزيد من المعاناة الإنسانية والمعيشية الصعبة وموجات غلاء فاحشة وانقلاب وحروب طاحنة خلّفت فقراً وجوعاً وأمراضاً وأوبئة».

ويرى معتصم البشيري (موظف حكومي بصنعاء) أن أصعب خبر سمعه منذ أيام هو قرب قدوم العيد. ويوضح البشيري مدى صعوبة أن يستقبل الموظف اليمني عيد الفطر وللعام الرابع على التوالي من دون مرتبات. ولا يختلف كثيراً حال البشيري، عن حال أكثر من مليون و200 ألف موظف يمني يستقبلون عيد الفطر دون مرتبات، وهم في حالة مزرية ووضع بائس يُرثى له.

ويعتبر البشيري أن الراتب شريان حياة. ويضيف: «أنا كموظف يمني كنتُ بالسابق وقبل الانقلاب أعتمد بدرجة أساسية بعد الله على راتبي لتوفير احتياجاتي وأسرتي من الأغراض ومستلزمات العيد المتنوعة».

ونتيجة للتدمير الميليشاوي المنظّم، وعلى مدى أربع سنوات لكل مقومات الاقتصاد اليمني، ونهبها المستمر لكل موارد الدولة، حدث انهيار كبير ومتسارع في قيمة العملة المحلية (الريال) أمام العملات الأجنبية، ورافق ذلك ارتفاع غير مبرر في الأسعار، ما ضاعف من معاناة اليمنيين، وأسهم بشكل كبير في تدني قدرتهم الشرائية.

وغادر أب لثلاثة أطفال أحد محلات الملابس بمنطقة التحرير وسط صنعاء والدموع تسيل من عينيه، فالمال الذي بحوزته لا يغطي حتى ربع كسوة العيد لأبنائه. ويفيد والد الأطفال (أسامة وأنور ويوسف) وهو موظف بوزارة الشؤون الاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه دون رواتب منذ أعوام، وتقاضى بالأمس مبلغ 25 ألفاً (نصف راتب من حكومة الحوثيين بصنعاء) وخصمت الميليشيات منه الزكاة وإتاوات أخرى.

ويقول الأب المغلوب على أمره: «طفت اليوم شوارع جمال وهائل والتحرير ولم أجد ملابس بسعر مناسب لأولادي... كل الأسعار في المحال التجارية مرتفعة بشكل جنوني، وما في جيبي لا يكفي لشرائها». ويضيف: «لا أدري ماذا افعل بهذا المبلغ الصغير، ولدي التزامات عيدية كثيرة، على رأسها كسوة أولادي الثلاثة، وأختهم»، متابعاً: «العيد همّ جديد يُضاف إلى قائمة لا تنقطع من الهموم اليومية التي نعانيها».

وتفيد أم عبد الله هي الأخرى: «لم نعد هذا العيد نبحث عن الكماليات كالمكسرات وحلويات العيد وغيرها، ما نريده فقط في هذا العيد هو أن يعيننا الله على كسوة فلذات أكبادنا، وهذا خير كثير بالنسبة لنا». وتقول إن أسعار ملبوسات العيد أصبحت مبالغة فيها اليوم بشكل كبير، ولا يوجد أي مبرر لهذا الارتفاع في أسعارها سوى اقتراب العيد وطمع التجار وغياب الخوف من الله وتجاهل سلطة الحوثيين.

في المقابل، يتحدث مواطنون كُثر في صنعاء ومناطق خاضعة للانقلابيين مع مصادر إعلامية عن ارتفاع مخيف هذا العام في أسعار الملابس وغيرها من مستلزمات العيد. وقالوا إن «البنطال أو القميص (الولادي والبناتي) الواحد فقط وصل سعره في معظم المتاجر إلى أكثر من 4 آلاف ريال، وأصغر بدلة للأطفال وصل سعرها هي الأخرى إلى ما بين 12 و18 ألف ريال يمني (الدولار يساوي تقريباً 500 ريال يمني)، فيما يصل سعر الثوب الواحد التفصيل في أحد محلات الخياطة إلى 10آلاف ريال. واعتبروا أن هذا يفوق طاقتهم وقدرتهم الشرائية. وأشاروا إلى أن أسعار المكسرات هي الأخرى ارتفعت قبيل العيد في معظم أسواق العاصمة.

وبدوره، يفيد أحد بائعي المكسرات، بأن سعر كيلو الفستق يبلغ 7000 ريال، وسعر كيلو اللوز المحلي أكثر من 20 ألف ريال، بينما سعر الكيلو اللوز الخارجي 6500 ريال، وكيلو الزبيب 6500 ريال، أما كيلو الفول السوداني فقد وصل سعره هو الآخر إلى أكثر من ألفي ريال.

عاملون في بيع الملابس والمكسرات وحلوى العيد بصنعاء يكشفون عن أن حركة الإقبال على شراء المتطلبات العيدية تراجعت هذا العام بنسب كبيرة، وصلت إلى 80 في المائة مقارنة بالأعوام السابقة. فيما تشير تقديرات أخرى لمراكز اقتصادية محلية إلى أن القوة الشرائية لليمنيين تراجعت هذا العام بنسبة 75 في المائة.

وعزت المراكز الاقتصادية السبب إلى استمرار الميليشيات الحوثية في مصادرة رواتب الموظفين للعام الرابع، واستمرار فرضهم للجبايات والإتاوات غير القانونية، وتعمد افتعالهم لعدد من الأزمات في الأسواق المحلية.

وعلى الرغم من الازدحام الملحوظ أحياناً في بعض شوارع صنعاء قبيل حلول عيد الفطر المبارك، فإن أسامة النزيلي يرى أنه لا علاقة لذلك الازدحام باستعداد اليمنيين للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية العظيمة. ويقول إن الحياة أصبحت صعبة جدا في اليمن. ويضيف النزيلي، طالب جامعي: «لا يوجد عيد هنا والفرحة أو البهجة باتت شبه مفقودة». ويتوقع النزيلي أن تقتصر مظاهر العيد لدى السكان المحليين هذا العام على تبادل التهاني والتبريكات فقط، وخالية من أي أجواء الفرح وبهجة كما كانت عليه في سنوات ما قبل الانقلاب والحرب.

ومن واقع الحال فإن فرحة غالبية الأسر اليمنية بقدوم العيد هذه المرة ستكون ممزوجة بألم وحسرة نتيجة للأوضاع المأساوية التي شهدتها البلاد، فكل المعطيات أسهمت في غياب مظاهر العيد، فلا متنزهات ولا حدائق حاضرة، وانحسرت الرحلات التي اعتادت العائلات اليمنية تنظيمها مع حلول العيد من كل عام.

ويقول أحد العمال بصنعاء (من محافظة إب)، إنه اعتاد مع أسرته السفر كل عيد إلى قريته في إب لقضاء أيام العيد، ويضيف: «العيد بعيداً عن أقاربي وعادات وتقاليد قريتي وأهلي وناسي ليس عيداً». ويتابع حديثه بالقول: «أحتاج إلى مبلغ 200 ألف ريال يمني على أقل تقدير للسفر للقرية لقضاء إجازة العيد». ويقول: ماذا نفعل ليس لدينا مال للسفر إلى القرية كما تعودنا قبل الانقلاب وليس لدينا مال أيضاً هنا في صنعاء للخروج إلى الأماكن العامة والمتنزهات».

ولا يتوقف الحال هنا عند عدم قدرة الأسر اليمنية على شراء ملابس وحاجات العيد، فهناك منغصات أخرى تواجه تلك الأسر، ويتمثل بعضها بإمكانية وكيفية استمتاعهم بقضاء أيام العيد في المتنزهات والحدائق وزيارات الأقارب وغيرها من طقوس العيد التي اعتادوا ممارستها في الأعوام السابقة ما قبل الانقلاب الحوثي.

وتؤكد بعض الأسر أن «مظاهر العيد التقليدية التي اعتادتها الأسر اليمنية في صنعاء مثل زيارة منطقة عصر، وشلال بني مطر، ودار الحجر، ووادي ظهر، وحديقتي السبعين والثورة، وغيرها أصبحت ترفاً في ظل الانقلاب الحوثي والحرب. واعتبرت أن تلك الأماكن والمتنزهات لم تعد اليوم متوفرة بل أصبحت شبه مهجورة من قبل الجميع نتيجة لسوء الحال وضيق المعيشة التي خلفها الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن.

وبالتزامن مع ذلك، عاودت ميليشيات الحوثي فجر اليوم الاثنين، قصف "مجمع إخوان ثابت" التجاري والصناعي ومساكن العمال، ما أدى إلى إصابة اثنين من عمال المجمع، ضمن مسلسل التصعيد العسكري للمتمردين داخل مدينة الحديدة.

وقالت مصادر ميدانية، إن ميليشيات الحوثي قصفت بقذائف المورتورز سكن العمال داخل المجمع، ما أدى إلى إصابة عاملين اثنين بجروح بليغة.
ويعد هذا الاستهداف للمجمع الذي يتخذ الفريق الحكومي في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار منه مقرا له، واحد من عشرات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار.

واستخدم المتمردون بكثافة قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة ومعدلات البيكا والضرب من عربات متحركة على المناطق والأحياء المحررة وصوب قوات المقاومة المشتركة. وقصفت القوات المشتركة مربض مدفعية وموقعا مستحدثا للحوثيين، ما أوقع ثلاثة قتلى في صفوفهم. وجاء الاستهداف بعد قصف مكثف للحوثيين استهدف الأحياء السكنية المحررة ومواقع القوات المشتركة فيها بحوالي 17 قذيفة هاون، بالإضافة إلى قصف بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة.

 ويأتي ذلك في وقت تؤكد فيه أحدث الإحصاءات والتقارير الأممية أن نحو 80 في المائة من اليمنيين بحاجة اليوم إلى نوع من المساعدات الإنسانية.

وفي أحدث تقدير لمنظمة الصحة العالمية، أن نحو 7.4 مليون يمني مصاب بسوء التغذية الحاد. واعتبرت أن الصراع وما رافقه من أزمة اقتصادية يعد من العوامل الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في اليمن، التي أدت إلى زيادة المصابين بسوء التغذية. وذكرت المنظمة أن من بين 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحادة والوخيمة»، ما يزيد عن 35 ألف من تلك الحالات الأشد حرجاً «يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية».

قد يهمك أيضًا:

الرئيس السيسي يقترح حلولاً جذرية لأزمات فلسطين وليبيا واليمن

الجيش اليمني يُحرِّر "مواقع استراتيجية" في صعدة ويقطع خطوط الإمداد

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمنيون يعايشون عيدًا بلا رواتب والحوثيون يقصفون مجمعًا عُمَّاليًا في الحديدة اليمنيون يعايشون عيدًا بلا رواتب والحوثيون يقصفون مجمعًا عُمَّاليًا في الحديدة



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon