أكدت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، أن الوقت قد حان لإنهاء خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، وحذرت الناخبين من تأييد جيريمي كوربين زعيم حزب "العمال" البريطاني، منوهة بأن ذلك سيؤدي إلى تعطيل "المهمة الوطنية العظيمة " للانفصال. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ان ماي أطلقت هجومًا شخصيًا عنيفا على زعيم حزب "العمال" واتهمته بعدم "الوثوق في بريطانيا والايمان بها".
وأشارت الصحيفة إلى ان رئيسة الوزراء البريطانية رسمت رؤية متفائلة لفرص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال مواجهة انتخابية جريئة في مدينة "ميدلزبره"، وقالت إن "الناخبين لديهم سبعة أيام فقط لضمان عدم تبديد حزب العمال لوعود خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي." واشارت إلى انه من المقرر ان تبدأ محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بعد 11 يوما فقط من الانتخابات حيث انها سارعت الى محاولة وقف الانزلاق الكبير في الانتخابات. وقد سخرت زعيمة حزب المحافظين الليلة الماضية في نقاش تلفزيوني ظهر فيه جميع منافسيها، وأصروا على أن لديها أشياء للقيام بها أفضل من مقايضة الأصوات.
وقالت في حوار مع مجلة "الأخبار" الاجتماعية والسياسية الشهرية ": "إن المستقبل الأكثر إشراقا الذي نريده لبلادنا لن يحدث حالا، ان هذه اللحظة الوطنية العظيمة تحتاج إلى جهد وطني كبير ننسحب فيها ناحية الهدف، نحن صوتنا في الاستفتاء في يونيو/حزيران الماضي - ونحن نجتمع معا بعزم على تحقيق النجاح في السنوات المقبلة".
ويأتي حديث السيدة ماي بعد وقت قصير من تحذيرها من عدم استعداد زعيم حزب العمال لمفاوضات الخروج من الاتحادالأوروبي، وسوف يذهب "وحده وعاريا" في المحادثات. وأضافت: " اما أنا فجاهزة لاتخاذ قرارات صعبة تتطلبها القيادة، وجاهزة لعمل ما هو ضروري لحماية بلدنا والدفاع عنه".
وبعد 12 شهرا تقريبا من استفتاء الاتحاد الأوروبي، قالت السيدة ماي أن الانتخابات تمنح الناخبين فرصة "للتأكيد" على قرارهم بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي بالتصويت عليها لمواصلة عملها في منصب رئيس الوزراء. وقالت: "إذا فعلوا ذلك، فإنني واثقة من أننا نستطيع الوفاء بوعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي معا وبناء بريطانيا أقوى وأعدل وأكثر ازدهارًا مما هي عليه اليوم، لأن وعد "بريكسيت" كبير و الفرص أمامنا هائلة".
وأطلقت رئيسة الوزراء واحدة من أكثر هجماتها الشخصية حتى الآن على زعيم حزب العمال الذي يبدو أنه أحرز تقدمًا كبيرا في الانتخابات. فقالت السيدة ماي إن المناقشة التلفزيونية التي جرت الليلة الماضية - والتي قاطعتها - أثبتت أن السيد كوربين سيركز على إدارة الائتلاف بدلا من محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ونوهت من انه "على الرغم من ان مفاوضات بريكسيت حاسمة فهي ستعتمد على كل ما نريده كدولة".
وقد نظمت ماي حملة للبقاء خلال استفتاء العام الماضي. لكنها أكدت أمس أنها مقتنعة الآن بأن مغادرة الاتحادالأوروبي يمكن أن تؤدي إلى انتعاش اقتصاد بريطانيا.وتضيف: "بعيدا عن أغلال السيطرة على الاتحاد الأوروبي، سوف نكون أمة تجارية عالمية كبيرة مرة أخرى، وبذلك نوفر فرص عمل جديدة وفرصا جديدة للعائلات العاملة العادية هنا في وطنا". وقد قررت ماي، التي تعرضت حملتها للجدل حول خطط "توري" لرفع مستوى الرعاية الاجتماعية، والتركيز على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الأيام الأخيرة من الحملة.
واشارت صحيفة "ديلي ميل"، إلى انه في محاولة لدعم أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر الانقسام السياسي، ستؤكد ماي على تعهدات بتقديم الاستفتاء بالكامل من خلال إنهاء حرية الحركة، وسحب بريطانيا من اختصاص محكمة العدل الأوروبية وإنهاء دفع "مبالغ ضخمة" إلى بروكسل. وقد كافح كوربين لوضع استراتيجية متماسكة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتقويض موقفه من خلال الإصرار على أن حزب العمال لن يهرب أبدا من الاتحادالأوروبي دون التوصل إلى اتفاق. وسعى زعيم حزب العمل الى توضيح موقفه مرة اخرى بخطاب، أمس الخميس، في مدينة إسكيس.
وقالت الصحيفة البريطانية ، إن خصوم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تكاتفوا لانتقادها بسبب عدم مشاركتها في مناظرة انتخابية شارك فيها سبعة من قادة الأحزاب البريطانية، التي أجرتها هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" وسط علامات على ان الانتخابات تزداد حدة. وضمت المناظرة سبعة ممثلين عن الأحزاب السياسية المشاركة في هذه الانتخابات من بينهم، جيريمي كوربيـن ، زعيمحزب العمال الذي قرر المشاركة في المناظرة في آخر لحظة بعدما كان أعلن عدم مشاركته.
واتُهمت ماي بعدم امتلاكها "الشجاعة"، و"بالهروب من المناظرة" التي رتبتها "بي بي سي" على مدى 90 دقيقة، قبل أسبوع فقط من تصويت الأمة في الانتخابات. وقد تفاقم توترات اوضاع السباق بشكل متزايد من خلال استطلاع للرأى يظهر ان حزب المحافظين برئاسة تيريزا مايتجاوز 3 نقاط فقط عن حزب العمل - وهو ما لا يكفي للاغلبية.
وحاول جيريمي كوربين تحويل الانظار على ماي، الليلة الماضية من خلال اتخاذ قرار الاعتذار عن مناظرة "بي بي سي" في الساعة الحادية عشر، ومع ذلك، لم يخرج من دون ان يصل لذلك، حيث قامت السيدة امبر رود بانتقاد الجناح اليساري المخضرم بسبب رفضه الوعد بانخفاض الهجرة إذا ما زاد من احتمالات فرصته في الفوز الأسبوع المقبل، كماانتقدت السيد كوربين بعد ان تباهى أنه عارض قوانين مكافحة الإرهاب لمدة 30 عاما.
وقد شاهد حوالي 3.5 مليون شخص برنامج "بي بي سي"، وهو أقل من نصف الرقم الذي استطاع أن يحصل علىه برنامج "بريطانيا جوت تالنت" في نفس الوقت.
أرسل تعليقك