تشكك الفلبين في تحالفها مع واشنطن وتحثها على مراجعة معاهدة الدفاع التي أبرمتها منذ عقود معها، لأنها تخاف من أن تورطها الولايات المتحدة في حرب مع بكين في الصراع القائم على "بحر الصين" الجنوبي.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورنزانا، إنه "يتعين على حكومة بلاده مراجعة اتفاق الدفاع المشترك الموقع مع واشنطن منذ قرابة سبعة عقود"، مضيفا أن "البيئة الأمنية الإقليمية أصبحت أكثر تعقيدا".
وأوضح لورنزانا: أن "الفلبين ليست في صراع مع أحد ولن تكون في حالة حرب مع أي دولة في المستقبل" مضيفا أن الولايات المتحدة أكثر عرضة للانخراط في حرب في المنطقة أكثر من الفلبين. وقال: "إن المناورات البحرية تحمل خطر جر الفلبين إلى نزاع مسلح" محذراً من أنه "بات تورط الولايات المتحدة في حرب مفتوحة أمراً مرجحاً أكثر مع المرور المتزايد والمتواصل لسفنها الحربية في بحر الفلبين الغربي".
أقرأ أيضاً : ترامب يعرض في فييتنام "التوسط" لحل الخلاف حول بحر الصين الجنوبي
وأشار إلى "أنه في مثل هذه الحالة واستنادا إلى المعاهدة المبرمة مع واشنطن ستكون الفلبين متورطة بشكل تلقائي" مؤكداً أن "البيئة الأمنية المختلفة بشكل كبير المفروضة حالياً توجب مراجعة المعاهدة".
وتقوم البحرية الأميركية بشكل روتيني بعمليات بحرية في الملاحة في بحر الصين الجنوبي ، وتبحر السفن الحربية فوق المنطقة التي احتلتها الصين في تحدٍ لمطالب بكين بعدم دخول مياهها الإقليمية وانهاء هذه العمليات ، التي وقعت بالفعل مرتين هذا العام ، والتي اغضبت بكين وأدت إلى تزايد الصراع.
واقترح وزير الدفاع الفلبيني ، أن معاهدة الدفاع المشترك المتبادلة لعام 1951 بحاجة إلى إعادة فحصها وتوضيحها، وقال لورنزانا "لا أعتقد أن غموض معاهدة الدفاع المتبادلة بين الفلبين والولايات المتحدة سيكون بمثابة رادع، علينا مراجعتها جيدا وإلا سيؤدي ذلك إلى ارتباك وفوضى خلال الأزمة".
وحاول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم الجمعة الماضي ، طمأنة حليفة الولايات المتحدة المتوترة ، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستدافع عن الفلبين في حالة النزاع المسلح ، لكن مانيلا لا تزال متشككة.
وقال بومبيو، خلال زيارة قصيرة أعقبت قمة بلاده مع كوريا الشمالية، إن "الولايات المتحدة ستلتزم بمعاهدة الدفاع المشترك المبرمة مع الفلبين عام 1951 إذا واجهت حليفتها عدوانا". وخص بالذكر الصين التي وصفها بأنها "تهديد للاستقرار".
واعتبر بومبيو في مؤتمر صحفي في العاصمة مانيلا، أن "ما تقوم به الصين من بناء للجزر وأنشطة عسكرية في بحر الصين الجنوبي هو أمر يهدد سيادتكم وأمنكم، وبالتالي فهو يهدد موارد العيش الاقتصادية بالنسبة لكم وللولايات المتحدة أيضا".
وتابع: أن "أي هجوم مسلح على قوات الفلبين أو طائراتها أو سفنها في بحر الصين الجنوبي سيؤدي إلى تفعيل التزامات الدفاع المشترك".
وفي حديثه يوم الثلاثاء ، لفت لورنزانا الانتباه إلى فشل أميركا في منع الاستيلاء على بحر الصين الجنوبي واحتلال بكين للمناطق المتنازع عليها.
لكن القلق الأكبر يظل احتمال أن تتمكن الولايات المتحدة من ادخال الفلبين في حرب مع الصين ، وهو أمر تصر الدولة على تجنبه.وقال لورنزانا: "ليس الافتقار إلى الطمأنينة هو ما يقلقنا.. لكن خوض حرب هو أمر لا نسعى إليه ولا نريده".
حافظ مانيلا على موقف تصالحي تجاه الصين منذ تولى رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي منصبه في عام 2016 ، حيث أشار الرئيس مرارًا وتكرارًا إلى أنه غير مهتم بالحرب مع الصين ، فهذه حرب لا يمكن أن تفوز بها بلاده.
ومع ذلك ، تواصل البلاد الضغط على بكين بشأن التعدي الصيني على المناطق التي تعتبر أراضي فلبينية.
قد يهمك أيضاً :
إبحار مدمرتين أميركيتين قرب جزر مُتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي
جنوح سفينة حربية فلبينية بمياه ضحلة في بحر الصين الجنوبي
أرسل تعليقك