توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طرق العنف والاضطهاد والفقر تلوح في الأفق مجددًا

أحداث زيمبابوي ترفع شعار "ما أشبه الليلة بالبارحة"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أحداث زيمبابوي ترفع شعار ما أشبه الليلة بالبارحة

الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي وزوجته جريس
هراري ـ عادل سلامه

بدأ آلاف الأشخاص بالتجمع، واحتشد الشعب في الشوارع، حيث كانوا يلوحون بلافتاتهم وهم يرددون شعاراتٍ، في انتظار مستقبلٍ طال انتظاره يقترب بسرعة من موطنهم، زيمبابوي، وكان الجميع يُردِّدون اسمًا واحدًا، كان هذا الاسم هو "روبرت موغابي"، ولكن لم يكن ذلك نفس حشد يوم السبت الماضي، في عاصمة البلاد "هراري"، حيث رحب حشد كبير وصل إلى نحو 150 ألف شخص، بموغابي كبطلٍ عائدٍ من المنفى في موزامبيق المجاورة في كانون الثاني / يناير 1980.

وجاءت عودته بداية الانتقال من عصر حكم الأقلية البيضاء في آخر مستعمرات أفريقيا البريطانية إلى زيمبابوى مستقلة، وفي الأسابيع التي أعقبت عودته، نجا موغابي من محاولات الاغتيال، وهدد بالانسحاب من اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه تحت رعاية بريطانيا في لندن في أواخر عام 1979، وحقق فوزًا ساحقًا في الانتخابات التي مهدت الطريق للاستقلال في 18 أبريل/نيسان 1980 .

أحداث زيمبابوي ترفع شعار ما أشبه الليلة بالبارحة

وفي تلك الليلة، يقول الصحافي ألان كويل، الذي كان يعمل لدى وكالة "رويترز" آنذاك، "كنت أقف ممسكًا بهاتفي، على استعداد للإعلان عن ولادة زيمبابوي جديدة في منتصف الليل في حفلٍ في ملعب روفارو، وكان الأمير تشارلز، وريث العرش البريطاني، من بين الشخصيات البارزة الحاضرين للحفل".

وانتهى عصرًا بدأ عام 1890، عندما وصل المستوطنون الاستعماريون الأوائل إلى ما يسمى عمود بايونير للاستيلاء على الأراضي الزراعية والتي كان تحتوي ذهبًا والثروات المعدنية الأخرى، ووضع للبلاد حدودًا جديدة واسمًا جديدًا، كان آنذاك اسمها "روديسيا"، نسبة لسيسيل جون رودس، البريطاني الاستعماري، وفي ملعب روفارو، في نيسان/أبريل 1980، بدا أن فترة الاستعمار كانت قصيرة في الواقع، وكان هناك أثرًا للغاز المسيل للدموع على حائط نتيجة لمواجهة خارج الملعب، وفي الداخل، كان علم الاتحاد البريطاني ملفوفًا بما في ذلك كلمة "الله يحفظ الملكة"، وقد ارتفعت راية زيمبابوي الجديدة لفترةٍ وجيزة على سارية العلم، وتأخرت الحرية لبضع ثوان، ولكن لحظة الفرح لا يمكن إنكارها.

ويقول كويل: "أذكر عندما كنتُ أقود مع زميل، وكان كلٌ منا أبيض البشر، في المناطق الفقيرة التي يسكنها أساسًا زيمبابويون والذين لم يكن لديهم سوى القليل من الشكر للشعب الأبيض لما ورائه منهم. ولكن في كل مكان كنا موضع ترحيب. وقد تبددت البهجة والشعور بالتجدد اللذين وصلت إلى زيمبابوي في عام 1980 خلال 37 عامًا من حكم موغابي دون انقطاع وعلى نحو متزايد، ولكن تلك المشاعر المتحمسة نفسها ظهرت مرة أخرى بقوةٍ خلال عطلة نهاية الأسبوع، مستوحاة من الضجة التي وجهها موغابي، وكأن البلد قد رسم قطعة من القطع المكافئ تبدأ وتنتهي بالأمل، ولكنها تمر على طريقها من طريق العنف والاضطهاد والفقر.

وباعتباره مقيمًا في هراري، كانت الأشهر الأولى من الاستقلال شهر عسل، قدمه موغابي في إيماءات المصالحة من زعيم لم يرغب في انتهاء الحرب حتى يمكنه أن يدعي انتصارًا عسكريًا، ولكن بالنسبة لشعب نديبيلي في جنوب غرب البلاد، كانت لحظة الوئام قصيرة الأجل، وكان أحد التحركات السياسية الحاسمة الأولى التي قام بها موغابي هو سحق المقاومة بين أقلية نديبيلي وتهميش زعيمها، جوشوا نكومو، الحليف السابق الذي كان في السابق سيد النضال.

وأضاف المحرر في "رويترز": "أتذكر حالة التواري في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1980 بينما تبادل المقاتلين السابقين من التابعين لنكومو وجيوش تحرير موغابي القتال في إنتومبان، وهي بلدة خارج بولاوايو. وكان من الأسوأ في الطريق، عندما أرسل موغابي اللواء الخامس المدرب من كوريا الشمالية إلى ماتابيليلاند، مسقط رأس "نكومو"، لسحق المعارضة. وقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص معظمهم من المدنيين".

من جانبه، أكد ويلف مبانغا، رئيس تحرير صحيفة "زيمبابوي" الأسبوعية أنَّ ايمرسون منانغاغوا الذي حل محل موغابي رئيسًا لحزب زانو - الجبهة الوطنية يوم الأحد، والذي كان من المُقرَّر أن ينجح كرئيسٍ له، كان مسؤولًا عن المذابح آنذاك كرئيسٍ لأجهزة الاستخبارات، وقال مبانغا في مقابلة مع صحيفة" الغارديان " إن منانغاغوا طوَّر إدارة الاستخبارات المركزية في زيمبابوي، إلى فريق نخبة بالحيل القذرة "، وأضاف "إنَّه على مر السنين، مثل سيده موغابي، اتهم بتدبير أعمال العنف والاختطاف والابتزاز ونهب الموارد الوطنية وارتكاب الجرائم الأخرى".

وأضاف مبانغا: "كان هناك خطأ أخر يبدو أنه متكرر، والذي لا يزال حتى اليوم، لقد كانت حرب العصابات التي دامت سبعة أعوام ضد حكم الأقلية البيضاء خط الشرعية، ففي 27 يناير/كانون الثاني 1980، عندما عاد موغابي من موزامبيق في بدلة سفاري مفصلة خصيصًا له، أمسك بقبضة مشدودة على حالة النصر السائدة. وحشد الجميع لتأييده"، متابعًا "بعد بضعة أسابيع، رأيت مركبات عسكرية مدرعة في مواقع تقاطعات إستراتيجية على طريقي إلى العمل، كان هناك تكهنات كبيرة من الحماس بأن الجيش الروديسي الذي تقوده الأقلية البيضاء، والذي لم يعتبر نفسه قد فقد الحرب بأي معنى عسكري، كان يخطط للتدخل لعكس التاريخ، ولم يفعل قط، وفي الأسبوع الماضي، وفي رد فعل غريب من تلك الأيام، أرسل الجيش الزيمبابوي قواته ومركباته المدرعة إلى الشوارع نفسها لبدء الإطاحة ببطء بموغابي".

وفي هذه الأيام أيضًا، كانت النخبة في حزب زانو - الجبهة الوطنية، التي أقالت يوم الأحد موغابي من زعامة الحزب وطردت زوجته، قد حددت وجهتها لتفويضها بالرجوع إلى الكفاح من أجل التحرير، ويذكر أن الاحتجاجات التي جرت يوم السبت في هرارى نظمها أولئك الذين يدعون أنَّهم قدامى المحاربين في حرب التحرير، وكان هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قادوا الاستيلاء على المزارع المملوكة للبيض في عام 2000 بعد أن شعر موغابي بالحاجة إلى استرضائهم.

ومع ذلك، فإن معظم الزيمبابويين "يولدون" بدون ذاكرة مباشرة للصراع الذي اجتاح الأرض، لقد كانت حربًا وحشية وقذرة في بعض الأحيان، وخاضوا مناوشات حول المنازل البيضاء وفي الأدغال النائية، وعلى طول الطرق الترابية التي كانت مزروعة بالألغام الأرضية وفي غارات دموية قامت بها القوات الروديسية إلى البلدان المجاورة حيث كان للمقاتلين قواعدهم الخلفية، ولاسيما زامبيا وموزامبيق، ومن العجيب أن انتصار العصابات كان مصدر إلهام من بين أولئك الذين كانت الحرب قد اندلعت باسمهم. وفي كل خطوة، ومع تحول الاستقلال إلى الانهيار الاقتصادي، والانتخابات المزورة والحكم الاستبدادي، كان منانغاغوا على كتف موغابي. وقد أطلق عليه البعض اسم "مفوض الرئيس".

وكان كلا الرجلين قد نشأ في بيئةٍ قاسية وكلاهما يفهم القواعد التي تختفي وراء الولاء السخي. وعندما فاز موغابي في عام 1980، وعد بالشمولية والبراغماتية - وهي تعهدات من المرجح أن يكررها منانغاغوا، كما كان كلا الرجلان جزء من شبكة الرعاية التي عززت السلطة نخبة حزب زانو-يف. وعندما تم اختيار منانغاجوا يوم الأحد كزعيمٍ جديد للحزب، قد يكون بعض الدخلاء على الحزب قد تم تذكيرهم بالحكمة القديمة التي قالها الكاتب الإيطالي جوزيبي توماسي دي لامبيدوسا "كل شيء يجب أن يتغير بحيث لا يتغير شيء"، وقال جاسون بورك في صحيفة "اوبزرفر" الأحد إن "الإطاحة بموغابي" هي إعادة توزيع السلطة داخل النخبة الحاكمة في زيمبابوي وليس ثورة للشعب.
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحداث زيمبابوي ترفع شعار ما أشبه الليلة بالبارحة أحداث زيمبابوي ترفع شعار ما أشبه الليلة بالبارحة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon