c أردوغان يسعى لتدمير المجتمع المدني التركي ويدرج المفكرين على قوائم - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 00:51:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتقل الرمز عثمان كافالا بعد شهر من ندوة عن السياسة

أردوغان يسعى لتدمير المجتمع المدني التركي ويدرج المفكرين على قوائم الإرهاب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أردوغان يسعى لتدمير المجتمع المدني التركي ويدرج المفكرين على قوائم الإرهاب

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصافح وتيريزا ماي
أنقرة ـ جلال فواز

تخيل ندوة في لندن يوجد بها أعضاء من مختلف الأحزاب، بمن فيهم المسلمين ومؤيدي ورافضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك الاسكتلنديون الأيرلنديون، وأعضاء الجمعيات النسوية والمتحولون جنسيًا، كل هؤلاء يناقشون مستقبل بريطانيا السياسي، كلهم يوجد بينهم خلافات عميقة، ولكن هناك احترام متبادل، وعلى الرغم من صعوبة تخيل حدوث ذلك في العاصمة البريطانية، لكن الوضع في تركيا لا يزال أصعب بكثير، حيث مجرد تخيل لعقد مثل هذه الندوة.

أردوغان يعتقل رمز المجتمع المدني

ونظمت المدرسة الأوروبية للسياسة، وهي من بنات أفكار "عثمان كافالا" أحد الشخصيات الفكرية والثقافية في تركيا، في سبتمبر/ أيلول الماضي، ندوة عن السياسة التركية، وحضرها طلاب من مختلف الانتماءات السياسية في تركيا، بما في ذلك الأرمن والأكراد، وحاولوا تبادل وجهات النظر، وكانوا أيضًا ملتزمين بفتح حوار، وكانت المفاجأة أنه بعد شهر واحد من عقد هذه الندوة، ألقت الحكومة التركية القبض على كافالا، وسيظل محتجزًا لمدة 200 يوم، رغم عدم توجيه أي اتهامات له.

وتلمح الصحافة الموالية للحكومة وكذلك البرلمان إلى أن كافالا عدو تركيا، وله صلات بجماعات متطرفة، وكان متورطًا في الانقلاب الفاشل عام 2016، ولكن كل هذه التلميحات ليست إلا هراء، حيث لعب كافالا دورًا بارزًا في الدفاع عن حقوق وحريات الجميع في تركيا، بما في ذلك الأكراد والأرمن، وفي الجمع بين الناس من وجهات نظر سياسية مختلفة لمناقشة خلافاتهم في الجدل المدني، ومول جزء من المشاريع التي تسعى إلى تعزيز الثقة بين تركيا وأرمينيا، وهو رئيس منظمة أنادولو كولتر، وهي منظمة تروج للتعددية الثقافية في تركيا، بهدف "بناء جسور بين مختلف المجموعات العرقية والدينية والإقليمية من خلال تبادل الثقافة والفن".

الوضع السياسي التركي يقلق الجميع

ويسيطر القلق على الأتراك من تدهور الوضع السياسي في البلاد، وكان كابلا هو الشخص الوحيد القادر على تجميع الأتراك بمختلف انتمائتهم بهدوء لمناقشة ما يحدث والوصول إلى أفضل النتائج والحلول، ولكن احتجازه هو إشارة إلى أنه بعد تطهير الجيش والشرطة وتفكيك الخدمة المدنية والأوساط الأكاديمية والذي قام به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدأ يسلط اهتمامه على تفكيك المجتمع المدني، لأنه يرى أن الحوار المفتوح يشكل تهديدًا عليه.

وشهدت تركيا ارتفاعًا في حالات الاعتقالات بعد فرض أردوغان حالة الطوارئ في أعقاب الانقلاب الفاشل يوليو/ تموز 2016، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 150 ألف شخص فصلوا من وظائفهم، بما فيهم 6 الآلاف كاديمي، و4500 قاض، وأُعتقل ما يصل إلى 137 ألف شخص، وأغلق نحو 200 منفذ إعلامي، وحجب 100 ألف موقع، وكذلك تزايد حبس الصحافيين، ليصبح ثلث الصحافيين المسجونين حول العالم موجود في تركيا.

والهدف مما سبق هو القضاء على الحد الأدنى لانتقادات الحكومة وسياستها، وهذه السياسة تنجح، حيث قال أحد السياسيين البرزين لمنظمة هيومان رايتس ووتش" الخوف والرقابة الذاتية يشبهان الدخان، يتشربان يوميًا، ويتزايدان ولا يمكننا التنفس بعد الآن، نفكر مرتين قبل الحديث أو الكتابة".

أردوغان يسعى لتدمير المجتمع المدني التركي ويدرج المفكرين على قوائم الإرهاب

استمرار استخدام حجة التطرف

وزار أردوغان بريطانيا في الأسبوع الماضي، وكانت زيارة رسمية، حيث التقى رئيسة الوزراء تيريزا ماي، والملكة إليزابث، وتعتبر بريطانيا تركيا شريكًا مهمًا في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما تجد تركيا بريطانيا حليفًا رئيسيًا في حربها ضد التطرف.

وباعت بريطانيا بأكثر من مليار دولار أسلحة إلى أنقرة منذ الانقلاب الفاشل في عام 2016،  وفي مؤتمر صحافي مشترك، تحدثت ماي عن الحاجة إلى الحفاظ على "القيم الديمقراطية" ولكنها تعاطفت مع زعيم يواجه "الضغوط غير العادية للانقلاب الفاشل والتطرف الكردي"،  وأصر أردوغان على أن جميع المعتقلين كانوا "متطرفين"، وبالتالي في عالم أصبح فيه التطرف المبرر الجامح للقمع الجماعي، يمتلك أردوغان يده الحرة لمواصلة سياساته، وفي هذه الأثناء، لا يزال ضحايا هذه السياسات يتراكمون، حيث الموتى، والسجناء، والذين لا صوت لهم، وفي عالم مجزأ، والذي غالبًا ما يكون فيه التغيير الاجتماعي مدفوعاً أكثر من الغضب الناقص من الحجة المنطقية، لا يمكن الاستغناء عن شخصية مثل كافالا، لأن سجنه هو سجن سينتج عنه الأمل.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان يسعى لتدمير المجتمع المدني التركي ويدرج المفكرين على قوائم الإرهاب أردوغان يسعى لتدمير المجتمع المدني التركي ويدرج المفكرين على قوائم الإرهاب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو
  مصر اليوم - سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 19:30 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon