نشر موقع "جيروزاليم بوست"، تقريرًا للكاتب سابير ويتز، يتحدث عن الحياة في القدس الشرقية. ويشرح الكاتب من خلال تقريره حالة ووضع أحياء المدينة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقام الكاتب بجولة داخل هذه الاحياء، وتحدث الى مجموعة من سكانها العرب.
في البداية أجرى ويتز حديثًا مع وحدة حرس الحدود المتمركزة بالقرب من معسكر مخيم شعفاط للاجئين، حيث قال له الجندي: "إن سكان المخيم يفعلون ما يريدون. يبنون بدون تصاريح، ويقومون ببناء معامل مخدرات وتجارة الأسلحة - ولا أحد يفعل أي شيء لفرض أي نوع من القانون هنا ".
ويضم مخيم شعفاط للاجئين العديد من المباني الشاهقة التي شيد الكثير منها بدون تراخيص بناء. كما يوجد هناك حاجز للجيش الإسرائيلي عند مدخل المخيم.
ويقول احد سكان المخيم، "لقد بدأ مؤخرا أنشاء خطوط صرف صحي جديدة في المخيم، ولكن في كثير من الأحيان لا نجد الماء للاستحمام. كما أن أنابيب الصرف الصحي دائما تنفجر وتغرق الأرض هنا. نحن لسنا في الحقيقة جزء من المدينة ".
وأضاف "نحن دائما نرجو من السلطات أن تأتي تساعدنا في التخلص من كل الجرائم تجارة والمخدرات غير الشرعية، ولكن لا أحد يهتم. نأمل أن تتحسن الأمور قريبا ".
وعندما سأله الكاتب متى تعتقدون أن ذلك سوف يحدث؟ أجاب: “الله وحده يعلم. ولكن هناك من اليهود من يهتمون ويحاولون مساعدتنا لتحسين مستوى معيشتنا. لكن الحكومة الإسرائيلية لا تعتبرنا جزءًا من مدينة القدس. ونحن نحاول البقاء على قيد الحياة ".
وفي العيسوية، القرية التي تقع على الحدود مع التلة الفرنسية "فرنش هيل"، تتمركز وحدة حرس الحدود في أعلى الجبل الذي يطل على القرية لكي تتأكد من عدم قيام الشباب المحليين بأية مشاكل. ولا يسمح لسكان القرى المحيطة بها دخول العيسوية. فهي بالنسبة للقوات فقاعة أخرى تقع داخل مدينة القدس. ويحاول زعماء القرية الحفاظ على أنشطتهم اليومية، يومًا بعد يوم، مثل المدارس والمراكز الاجتماعية، لكنهم يشعرون أيضا بأنه يتم إهمالهم في أغلب الأحيان.
وبالنسبة لأحياء القدس الشرقية فقد تصدرت عناوين الصحف قبل أسبوعين في أعقاب هجوم دهس بسيارة على كورنيش "أرمون هنتسيف"، حيث قتل أربعة جنود. وقام بتنفيذ الهجوم شخص من سكان حي جبل المكبّر.
ويعيش حاليا نحو 850 ألف شخص في القدس، حوالي 310 الاف منهم هم من العرب الذين يعيشون في القدس الشرقية، ولديهم إقامة دائمة، وليست جنسية. وليس لديهم الحق في التصويت في الانتخابات الوطنية، لكنهم يستطيعون التصويت في الانتخابات البلدية، وهو حق يختار معظمهم عدم الاستفادة منه. الحياة اليومية لسكان القدس الشرقية ليست بسيطة. فهي مختلفة إلى حد كبير عن حياة العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية أو العرب الذين يعيشون في الضفة الغربية.
وتعتبر القدس الشرقية مجتمعًا مجزأ ومشتتًا سياسيًا. فليس هناك قيادة موحدة أو منظمات اجتماعية أو مؤسسات ثقافية. ويعيش معظم السكان في الفقر واليأس. والطرق متهاوية، والخدمات أقل من أن تكون مرضية، الجميع يعاني من التمييز على أساس يومي.
ووفقا للبروفيسور يتسحاق رايتر، الذي يقود فريق رسم الخرائط القدس الشرقية في معهد القدس لأبحاث السياسة، هناك 22 حيًا في القدس الشرقية، ومعظمها قرى منفصلة تمت إضافتها إلى دولة إسرائيل في عام 1967. حيث يوجد في الشمال، بيت حنينا، وشعفاط، ومخيم شعفاط للاجئين، وكفر عقاب، ورأس شحادة ورأس خميس والعيسوية. وإلى الجنوب، هناك الولجة، وصور باهر، وأم لسان، وأم طوبا، وجبل المكبر، ورأس العامود وسلوان، و إيش الشيخ وبيت صفافا وشرفات. وتم ضم عدد من الأحياء التي كانت تحت السيطرة الأردنية أيضا إلى إسرائيل، وهي البلدة القديمة، و باب الصحراء، ووادي الجوز، والشيخ جراح والطور، والذي يضم منطقة الصوانة، حيث عاش فيصل الحسيني.
والغالبية العظمى من سكان القدس الشرقية هم مسلمون، 46٪ تحت سن 18 عامًا، و 36٪ عاطلون عن العمل، و 51٪ يعيشون تحت خط الفقر.
ولديهم جوازات سفر أردنية، ولكن هذه الجوزات لا توفر لهم أي حقوق حقيقية. وينظر اليهم سكان الضفة الغربية على انهم خونة لأنهم يحملون بطاقات الهوية الزرقاء.
وبالنسبة للسلطات الإسرائيلية، من ناحية أخرى، فهم سكان، وليسوا مواطنين، كما تخشى قوات الأمن الإسرائيلية حتى الهاب داخل هذه القري. في حال كانت هناك حالات عنف.
أرسل تعليقك