تسبب قصّف مدفعي عنيف للقوات الحكومية، على حي المعادي في شرق حلب، في خروج مستشفى عمر بن عبد العزيز عن الخدمة بعد تضرره جزئيَا. وتتعرض الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة لغارات وقصّف مدفعي كثيف.
وأكدت مصادر إعلامية في شرق حلب، أن القصّف أدى إلى تدمير جزئي للمستشفى المتخصص في الأمراض العامة، موضحًا "أن مريضين قتلا بعد إصابتهما بالقصف عدا عن إصابة مرضى في المستشفى وأفراد من الطاقم الطبي بجروح".
وأوضح أنه تم إجلاء غالبية المرضى والجرحى والطاقم الطبي من المستشفى، بعد خروجه عن الخدمة. ويأتي استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيسي للدفاع المدني في حي باب النيرب، وخروجه عن الخدمة وفق ذات المصادر.
وأكد مدير المركز بيبرس مشعل قائلًا "تم استهداف المركز بشكل مباشر بأربعة براميل متفجرة وصاروخين وعدد من القذائف ما أدى إلى تدميره بالكامل". وأضاف "خرج المركز نهائيًا عن الخدمة ولم تعد أي من آلياته صالحة للعمل".
وقصّفت طائرات التحالف الدولي، مواقع لتنظيم داعش داخل قرية تل السمن، إضافة إلى اشتباكات عنيفة تزامنًا مع تصاعد أعمدة الدخان فوق القرية. وأكد أحد القياديين في قوات سورية الديموقراطية، بعد عودته من جبهة القتال، أن القوات سيطرت على أطراف القرية.
وأوضح أن التنظيم "محصن بشكل أقوى فيها" مقارنة مع قرى أخرى في ريف الرقة الشمالي، مضيفًا "هناك كثير من الألغام والأنفاق داخل القرية". وعادة ما يلجأ تنظيم داعش خلال معاركه إلى زرع الألغام وحفر الأنفاق وإرسال السيارات المفخخة لصد الهجمات على مواقعه.
تتركز المعارك بين قوات سورية الديموقراطية وتنظيم "داعش"، على مرتفع استراتيجي على بعد حوالي 25 كيلومترًا، شمال مدينة الرقة السورية، بعد أسبوعين من بدء حملة لطرد عناصر التنظيم من أبرز معاقلهم.
وأكد مسؤول بارز في قوات سورية الديموقراطية، تسلم الأخيرة دفعة جديدة من الأسلحة والمعدات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مؤكدًا أن قوات التحالف تشارك "بريا" في القتال إلى جانب تقديمها الدعم الجوي للهجوم المستمر منذ نحو أسبوعين لطرد المسلحين من أبرز معاقلهم في سورية.
وأعلن القيادي في قوات سورية الديموقراطية فرهاد كردستان عن "معارك مستمرة داخل قرية تل السمن، حيث تستعمل قواتنا الأسلحة الثقيلة في هذه المعركة، لأن داعش يبدي مقاومة شديدة". وأضاف "أرسل داعش منذ البارحة ثلاث سيارات مفخخة إلا أن قواتنا تمكنت من تفجيرها ولا يزال هناك سيارتان مفخختان داخل القرية".
وقُتل قيادي كبير في جبهة "فتح الشام"، إثر قصّف جوي من طائرة تابعة للتحالف الدولي، وكشفت مصادر سورية خاصة أن مسؤولًا شرعيًا في جبهة فتح الشام "جبهة النصرة" يدعى أبو أفغان المصري، قُتل في غارة جوية من طائرة بدون طيار أميركية على طريق أوتوستراد إدلب – باب الهوى في ريف إدلب، كما قتل شخصان آخران كانا معه في السيارة التي احترقت بشكل كامل".
وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الجوية على مناطق سيطرة قوات المعارضة، في مدينة حلب شمالي سورية، إلى 40 شخصًا، إضافة لإصابة 107 آخرين بجروح. وأكد حسين المصري المسؤول في الدفاع المدني في حلب، أن مقاتلة روسية شنّت غارات على قرية ياقد العدس جنوبي حلب، ما أسفر عن مقتل 20 مدنيًا وإصابة 37 آخرين بجروح". وأضاف أن القصف استهدف مناطق سكنية في القرية بالقنابل الفراغية التي أدت لدمار عشرات المباني السكنية، وإلحاق خسائر كبيرة بمبان أخرى. وأشار إلى أنه تم نقل المصابين للمستشفيات الميدانية القريبة من المنطقة. ولفت إلى أن حالات بعض المصابين وصفت بـ"الحرجة".
ويعيش في أحياء حلب المحاصرة نحو 300 ألف مدني، في وضع بالغ السوء، حيث يزداد الوضع سوءًا مع استمرار القصف والحصار الخانق المفروض على المدينة منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إنها التقت قيادات بالمعارضة السورية في الإمارات، وبحثت معهم الأزمة في بلادهم. وجاء ذلك في بيان صادر عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقال إن "المسؤولة الأوروبية تزور الإمارات لحضور منتدى فكري". وذكر البيان أن موغريني التقت في دبي، نائب المنسق العام لهيئة المفاوضات العليا السورية المعارضة يحيى قضماني، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أنس عبدة، والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم.
ولم يذكر البيان مزيدًا من التفاصيل حول سبب تواجد تلك قيادات المعارضة السورية في دبي، وهل يحضرون من أجل المنتدى أم لأمر آخر. وأوضح أن المسؤولة الأوروبية ناقشت مع قادة المعارضة التطورات الأخيرة في الأزمة السورية، حيث أعربوا عن "الضرورة الملحة لإنهاء القتال والدخول في محادثات سياسية تركز على انتقال سياسي حقيقي على أساس قرارات مجلس الأمن".
وتم خلال الاجتماع، حسب البيان، "مناقشة الوضع المزري الإنساني والجهود الجارية لضمان وصول المساعدات الإنسانية، والإجلاء الطبي من حلب الشرقية (شمال) وكذلك إلى المناطق المحاصرة الأخرى".
أرسل تعليقك