توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنظمة كانت على لائحة "الارهاب" البريطانية الأميركية والآن أصبحت صديقة

إيرانيان يبحثان في ألبانيا عن ابنتهما المناضلة مع "مجاهدي خلق"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إيرانيان يبحثان في ألبانيا عن ابنتهما المناضلة مع مجاهدي خلق

جماعة ثورية إيرانية تسمى "مجاهدي خلق"
تيرانا ـ سمير اليحياوي

وصل المواطن الإيراني مصطفى محمدي وزوجته روبابي إلى مدينة "تيرانا عاصمة ألبانيا، بحثاً عن ابنتهما سمية وانقاذها من الاعتقال. وبدأ الزوجان عملية البحث برفقة عميلي مخابرات ألبانيين كانا يضعان نظارات شمسية للتخفي. وانطلقوا معاً بداية من الفندق الذي أقاما فيه، إلى مكتب المحامين ومن ثم إلى وزارة الداخلية، ومن الوزارة إلى الفندق.

وذكرت صحيفة الـ"غارديان" أن الزوجين ذهبا للبحث عن ابنتهما سمية، التي كانت تنتمي الى جماعة ثورية إيرانية تسمى "مجاهدي خلق"، وهي منظمة متطرفة مدرجة على القوائم الأميركية والبريطانية السوداء، ومن ثم تمَّ نفيها إلى ألبانيا. ورغم أن منظمة "مجاهدي خلق" كانت مدرجة على قوائم التطرف الأميركية، إلا أنها عادت وأكتسبت تأييداً من حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما في ذلك مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو.

وتُعد سمية واحدة من بين حوالي 2300 عضواً في المنظمة يعيشون داخل قاعدة شديدة التحصين، تم بناؤها على مساحة 34 هكتار من الأراضي الزراعية في شمال غرب ألبانيا. ويقول والداها اللذان كانا من مؤيدي الجماعة ايضاً، إنه منذ 21 عاما، ذهبت سمية إلى العراق للمشاركة في مخيم صيفي، وزيارة قبر عمة والدتها، لكنها لم تعد منذ ذلك الحين.

وأمضى الزوجان العقدين الماضيين في محاولة لإخراج ابنتهما من منظمة "مجاهدي خلق"، وهما يسافران من منزلهما في كندا إلى باريس والأردن والعراق والآن ألبانيا، ويقولان: "نحن لسنا ضد أي مجموعة أو أي بلد، نريد فقط أن نرى ابنتنا خارج المخيم."

وتصر منظمة "مجاهدي خلق" على أن سمية لا ترغب في مغادرة المخيم، وأصدرت رسالة تتهم والدها بالعمل مع المخابرات الإيرانية. وقالت والدتها:" سمية فتاة خجولة، إنهم يهددون الناس الذين يشبهونها، ابنتي تريد مغادرة المكان ولكنها مرعوبة من فكرة أنهم سيقتلونها."

ومنذ نفيها من إيران في أوائل الثمانينيات، التزمت منظمة "مجاهدي خلق" بالإطاحة بالجمهورية الإسلامية، وقد بدأت نشاطها في الستينيات كميليشيا طلابية إسلامية ماركسية، ولعبت دورا حاسما في المساعدة على إسقاط الشاه أثناء الثورة الإيرانية عام 1979.

وقتل المقاتلون المناهضون للرأسمالية والإمبريالية والمناهضين لأميركا، العشرات من شرطة الشاه في معارك الشوارع الانتحارية في السبعينات من القرن الماضي، واستهدفت المجموعة الفنادق والخطوط الجوية وشركات النفط المملوكة للولايات المتحدة، وكانت مسؤولة عن مقتل ستة أميركيين في إيران.

وساعدت مثل هذه الهجمات في تمهيد الطريق أمام عودة "آية الله روح الله" الخميني، الذي سرعان ما اعتبر أن "مجاهدي خلق" تمثل تهديداً خطيراً لخطته تحويل إيران إلى جمهورية إسلامية تحت سيطرة رجال الدين. وفي أعقاب الثورة، استخدم الخميني الأجهزة الأمنية والمحاكم ووسائل الإعلام للتخلص من الدعم السياسي للمنظمة ، ثم سحقها بالكامل.

وقتلت المنظمة أكثر من 70 من كبار قادة الجمهورية الإسلامية بمن فيهم الرئيس وكبير القضاة في إيران في هجمات قنابل دامية. وقد أمر الخميني بحملة قمع عنيفة ضد أعضاء "مجاهدي خلق" والمتعاطفين معها، مما دفع الناجين إلى الفرار من البلاد.

واستغل الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، عداء المجموعة مع النظام الإيراني، في حربه على إيران، والتي دعمتها الولايات المتحدة وبريطانيا. وتمكن من نشر مقاتلي المنظمة على حدوده، في قاعدة مخصصة لهم. وعلى مدى عقدين تقريبا، قام زعيم "مجاهدي خلق"، مسعود رجوي، بشن هجمات على أهداف مدنية وعسكرية عبر الحدود في إيران وساعد صدام على قمع أعدائه المحليين، لكن بعد مساندة المجموعة صدام حسين، فقدت "مجاهدي خلق" تقريبا كل الدعم الذي احتفظ به داخل إيران، وأصبح الأعضاء الآن يعتبرون "خونة".

وأصبحت المجموعة معزولة داخل العراق. وبعد غزو الولايات المتحدة له، أطلقت  "مجاهدي خلق" حملة لتثبت أنها ليست منظمة متطرفة، على الرغم من التقارير التي تشير إلى تورطها في عمليات اغتيال للعلماء النوويين الإيرانيين في الآونة الأخيرة في عام 2012. ولم تتم رؤية رجوي منذ عام 2003، ومعظم المحللين يفترضون موته. ولكن تحت قيادة زوجته مريم رجوي، حصلت "مجاهدي خلق" على دعم كبير من أجزاء من اليمين الأميركي والأوروبي، لشن حرب ضد طهران.

وفي عام 2009، شطبت المملكة المتحدة منظمة "مجاهدي خلق" من قائمة المنظمات المتطرفة، وقامت إدارة الرئيس الأميركي السابق،  بارك أوباما، بنفس الخطوة في عام 2012، ثم أنتقلت المجموعة إلى ألبانيا.

ودعت مريم رجوي علانية للإطاحة بالنظام الإيراني في المؤتمر السنوي الذي تقيمه في العاصمة الفرنسية باريس تحت اسم "إيران حرة"، والذي يحضره ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا. وفي هذا العام، كان عامل الجذب الرئيسي في المؤتمر، هو حضور عمدة نيويورك السابق، رودي جولياني، وهو محامي ترامب حاليا، وقد قال للحشود إنه يجب استبدال النظام الإيراني، وأشاد بعمل وحدات المقاومة في منظمة "مجاهدي حق".

وبالعودة إلى ألبانيا، تكافح منظمة "مجاهدي خل" من أجل التمسك بأعضائها، الذين بدأوا في الانشقاق. وتواجه المجموعة أيضا تدقيقا متزايدا من جانب وسائل الإعلام المحلية وأحزاب المعارضة، التي تتساءل عن شروط الصفقة التي جلبت جماعة "مجاهدي خلق" إلى تيرانا.

وسيكون من الصعب العثور على مراقب جاد يعتقد أن المنظمة تملك القدرة أو الدعم داخل إيران للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، ولكن الساسيين الأميركيين والبريطانيين الذين يدعمون بصوت عالٍ جماعة ثورية صغيرة عالقة في ألبانيا يلعبون لعبة أبسط، وهي دعم منظمة مجاهدي خلق والتي تعد أسهل طريقة لإثارة غضب طهران، وبالتالي هذه المجموعة هي جزء صغير فقط من إستراتيجية إدارة ترامب الأوسع في الشرق الأوسط، والتي تهدف إلى عزل إيران وخنقها اقتصاديا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيرانيان يبحثان في ألبانيا عن ابنتهما المناضلة مع مجاهدي خلق إيرانيان يبحثان في ألبانيا عن ابنتهما المناضلة مع مجاهدي خلق



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon