توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تُصوِّر طهران أنها مصدر كل الشرور للمنطقة

إدارة ترامب تفتح بابًا للصراع في الشرق الأوسط من خلال إيران

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إدارة ترامب تفتح بابًا للصراع في الشرق الأوسط من خلال إيران

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن ـ يوسف مكي

يمكن تصوير الشخصيات الغامضة للمقاتلين الأكراد فقط في أحد الأفلام، وهم يهاجمون ويقتلون ثلاثة مقاتلين موالين لتركيا في هجوم ليلي في عفرين في شمال سورية، حيث احتل الجيش التركي، وحلفائه من المعارضة المسلحة السورية هذه المنطقة الكردية في وقت سابق من هذا العام، ومنذ ذلك الحين تستمر حرب العصابات المتفرقة بين الأطراف.

وكشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن هذه المناوشات وقعت بعد أيام قليلة من هجوم على موكب عسكري قام به مسلحون على بعد آلاف الأميال من عفرين في الأهواز بجنوب غرب إيران، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا، ويظهر الفيلم الجنود والمدنيين في حالة من الذعر أثناء رميهم بالرصاص، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا، بينهم 11 من المجندين، وطفل يبلغ من العمر أربع سنوات، وقد ادعى كل من داعش والانفصاليين العرب المسؤولية عن تنفيذ الهجوم، أما إيران ألقت باللوم على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

جولة جديدة من المواجهات في الشرق الأوسط
وتُعد هذه الأحداث مهمة لأنها قد تكون نذير الجولة المقبلة، من المواجهات والأزمات والحروب التي تجتاح الشرق الأوسط، حيث شهدت أحدث مرحلة من الصراع في المنطقة صعود وهبوط "داعش" وحملات فاشلة للإطاحة بحكومتي سورية والعراق، لكن "داعش"، التي حكمت قبل ثلاثة أعوام دولة بحكم الواقع يبلغ عدد سكانها خمسة أو ستة ملايين نسمة، قد سُحقت إلى حد كبير ويقتصر وجودها على مخابئ في الصحراء.

ويجلس الرئيس السوري بشار الأسد، في السلطة بقوة، بعدما توقَّع سقوطه بثقة بعد الانتفاضة في عام 2011، يجلس في السلطة بقوة، وكذلك الحكومة العراقية التي عانت من هزائم كارثية في وقت سيطرة داعش على الموصل في عام 2014؛ لكن جولة النزاعات التي تنتهي، يتم استبدالها بآخر مع لاعبين مختلفين وقضايا مختلفة "إن تحرك العصابات في عفرين هو حلقة واحدة في المواجهة المتصاعدة بين تركيا والأكراد في شمال سورية والتي ستشمل الولايات المتحدة وروسيا".

وتُعد إن الشرق الأوسط دائما مكان خطير لأنه مثل البلقان قبل عام 1914، مليء بالصراعات المعقدة وفي نفس الوقت الشرسة التي تجتذب القوى العظمى، الخطر موجود دائما، لكنه أكثر خطورة في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لأنه هو وإدارته ينظران إلى الشرق الأوسط من خلال منظور جنون العظمة، يرى فيه في كل مكان يد إيران الخفية، كان لدى الرئيس جورج دبليو بوش، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، رؤية مشابهة أثناء غزو العراق في عام 2003، عندما ألقيا اللوم على كل ما كان خطأ على بقايا مؤيدي الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

المبالغة الأميركية في التهديد الإيراني
وتُعد المبالغة في التهديد الإيراني من قبل إدارة ترامب هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كانت أشبه بما قيل عن العراق قبل خمسة عشر عاما، فقد هدد مستشار الأمن القومي جون بولتون بأن "النظام القاتل وأنصاره سيواجهون عواقب وخيمة إذا لم يغيروا سلوكهم".

وسنراقب التدخل العسكري الأميركي في سورية، الذي كان يستهدف في السابق داعش، وفي المستقبل ضد التأثير الإيراني، لقد شبهت السياسة الأميركية في سورية والعراق بلعب الشطرنج، قررت الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوة عسكرية في شمال شرق سورية من أجل إحباط الطموحات الإيرانية، لكن البلد الأكثر تضررا من ذلك ليس إيران بل تركيا، يمكن للولايات المتحدة البقاء في هذا الجزء من سورية فقط بالتحالف مع الأكراد السوريين، الذين تهدد تركيا بالقضاء على فكرة قيام دولتهم.

التواجد التركي في سورية
لقد قصفت تركيا في طريقها إلى شمال سورية أي معقل للدولة الكردية على مدى العامين الماضيين، وتقوم الآن بنشر قوات في محافظة إدلب بالتعاون مع الروس.

ويوجد تحالف هش مع تركيا كقوة عسكرية حاكمة في الناتو، ورغم ذلك هو أحد أكبر المكاسب الروسية لتدخلها العسكري في سورية، وهو ما سيقطع شوطا طويلا عليها، ولكن يهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الآن بتمديد تقدم تركيا إلى الشرق من نهر الفرات من أجل تقطيع الدويلة الكردية.

ويعني هذا انقراض آخر المكاسب المتبقية من الانتفاضة السورية في عام 2011، فالدولة التركية كانت فكرة غير متوقعة للأكراد السوريين ومليشياتهم من وحدات حماية الشعب التي تحالفت مع الولايات المتحدة ضد داعش خلال حصار مدينة كوباني الكردية في عام 2014، حيث توفير القوات البرية والجوية الأميركية.

ويمتلك الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة مساحة شاسعة من شمال شرق سورية، والتي تعد نصف سكانها عرب معادون للحكم الكردي، إنه مكان لا يمكن للقوات الأميركية البقاء فيه إلى الأبد دون أن تصبح هدفا لأحد.

الوجود الأميركي الطويل
إن الوجود الأميركي الطويل يشكل كارثة في المنطقة، كما كان الحال مع العمليات البرية الأميركية في لبنان في 1982-1984، والصومال في 1992-1995، وفي العراق في 2003-2011، سيكون هناك دائما أناس في الشرق الأوسط يعتقدون أن أفضل طريقة للتخلص من الأميركيين هي قتل بعضهم"، كما أشار أحد المراقبين الذين يتمتعون بخبرة طويلة في المنطقة.

وربما يكون الخطاب الدموي المتعجرف بغيضا، لكن يجب أن يؤخذ على محمل الجد لأنه يعكس نفس الموقف الذهني الذي سبقه تدخلات الولايات المتحدة السابقة في الشرق الأوسط، وهو العدو الشيطاني.

وهناك سذاجة تجاه الجماعات المنفية ذات المصلحة الذاتية التي ادعت أن تدخل الولايات المتحدة سيكون سهلا، مثل جماعات المعارضة العراقية في عام 2003، ومدى تضليلها للأميركيين في هذا الشأن.

مواجهة إيران والسعودية وإسرائيل يرحبان
ويوجد لدى إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مصلحة في إغراء الولايات المتحدة بمقاتلة إيران، رغم أنهم لا ينتون قتال إيران بأنفسهم، إن التقلبات والانعطافات في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كانت في الماضي محل مراقبة مثيرة من ذوي المعرفة الذين ينسبون الأعمال الغريبة من البيت الأبيض إلى الغباء والجهل بالظروف المحلية.

إن سمعة كل رئيس أميركي منذ السبعينيات، باستثناء الرئيس جورج بوش الأب، قد تضررت بدرجة أكبر أو أقل بسبب الصراع في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، يوجد جيمي كارتر وتدخله في إيران، ورونالد ريغان في لبنان، وبيل كلينتون في الصومال، وجورج دبليو بوش في العراق وأفغانستان، وباراك أوباما في سورية وليبيا،.وسيكون من المستغرب أن يتحول ترامب إلى استثناء من هذه القاعدة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة ترامب تفتح بابًا للصراع في الشرق الأوسط من خلال إيران إدارة ترامب تفتح بابًا للصراع في الشرق الأوسط من خلال إيران



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon