أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على أن الولايات المتحدة طلبت من تركيا نسخة من التسجيلات الصوتية التي أعلنت أنها حصلت عليها بشأن الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والتي تُثبت تعرضه للتعذيب بوحشية قبل قتله العمد داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقال مسؤولون أتراك، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن التسجيل الصوتي تمّ تسليمه إلى الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، لكن يبدو أن ترامب يلقي بظلال من الشك على ما إذا كان التسجيل موجودا بالفعل، وصرح الرئيس الأميركي، الأربعاء: "لقد طلبناها، إذا كانت موجودة ولست متأكدا بعد من أنها موجودة.. ربما".
وصرح ترامب بأن الملك السعودي سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان يخلو مسؤوليتهما إلى أن يتم إثبات عكس ذلك، وحذر من الاندفاع في الحكم.
ونفى ترامب أيضا أنه يتستر على العائلة الملكية، ويصر على أنه يريد الوصول إلى ما حدث لجمال خاشقجي، لكنه أكد مرة أخرى على أهمية علاقة الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية، وأشار إلى أهميتها كشركاء استراتيجيين وتجاريين، وقال ترامب: "أنا لا أوفر غطاءً للسعودية على الإطلاق.
ومع ذلك ستظل السعودية حليفًا مهمًا لنا في الشرق الأوسط، وضد إيران"، لكن دفاع ترامب عن العائلة المالكة السعودية يزداد صعوبة مع تسريبات الحكومة التركية، وكشف تقارير صحافية المزيد من التفاصيل بشأن مصير خاشقجي وتورط عناصر سعودية قريبة من ولي العهد السعودي، حسبما ذكرت "الغارديان"، لكن في حال ثبوت الأدلة فمن شأنها أن تقوض أي محاولة سعودية للادعاء بأن وفاة خاشقجي كانت نتيجة استجواب خاطئ، نفذته عناصر مارقة في أجهزة الاستخبارات والأمن السعودية.
واقترحت تقارير متعددة أن الرياض كانت تعتزم طرح سرد على هذا المنوال، وبحسب رواية في الصحيفة اليومية الموالية للحكومة التركية "يني شفق"، وتقرير لاحق نسب عن مسؤولين أتراك من صحيفة "نيويورك تايمز"، يثبت التسجيل الصوتي أنه تم توقيف خاشقجي فور دخوله مكتب القنصل السعودي، محمد العتيبي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، وتشير التقارير إلى تعرض الصحافي المعارض، للضرب وتم قطع أصابعه، وطالب العتيبي بتعذيب خاشقجي خارج مكتبه.
وقال الفريق السعودي الذي سافر إلى إسطنبول قبل ساعات من زيارة خاشقجي للقنصلية، له "إذا كنت تريد أن تعيش عندما تعود إلى الجزيرة العربية، فلتصمت".
وكشفت تقارير صحافية أنه تم تقطيع جثة خاشقجي بوحشية حيث تم فصل رأسه وتقطيع جثته لأجزاء، وقالت التقارير إن أخصائي الطب الشرعي السعودي صلاح محمد التبيجي يمكن سماعه وهو يضع سماعات على الأذنين للاستماع إلى الموسيقى ويطلب من الآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه في الوقت الذي تم فيه معاملة خاشقجي بوحشية، وفقا إلى تقارير إعلامية تركية.
يعتقد المحققون بأنه بعد القتل تم نقل جثة خاشقجي إلى منزل القنصل العام حيث تم التخلص منها، ووصل عدد من المحققين السعوديين إلى المقر القنصلي بعد ظهر الأربعاء قبل التحقيق المشترك، ومن غير الواضح كيف حصلت السلطات التركية على تسجيلات صوتية عن جريمة القتل، لكنّ المسؤولين أطلعوا العديد من المؤسسات الإخبارية على محتويات التسجيلات المرعبة.
ورفض وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في البداية القول ما إذا كان سمع التسجيلات في اجتماعات صباح الأربعاء مع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، وقالت المتحدثة باسمه لاحقا إنه لم يفعل.
وتعرّض دونالد ترامب لضغوط متزايدة لدفاعه عن النظام السعودي، في مواجهة انتقادات من كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ وردا على أسئلة الصحافيين بشأن القضية أشار ترامب إلى الاستثمارات السعودية في بلاده.
وقال ترامب "أنا لا أعطي غطاء للسعودية على الإطلاق وأريد فقط معرفة ما يحدث"، مضيفا أنه "مع هذا فإن السعودية حليف مهم لنا في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، رغم أن مبلغ 14.5 مليار دولار فقط من هذا الرقم بدأ بالفعل يتحقق.
أرسل تعليقك