أبو ظبي ـ سعيد المهيري
أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن الدول الداعية لمحاربة الإرهاب متجهة إلى قطيعة ستطول مع قطر، مضيفا "أن ملخص الشواهد التي أمامنا، وكما تصرخ قطر بالقرار السيادي فالدول الأربع المقاطعة للإرهاب تُمارس إجراءاتها السيادية." وقال قرقاش في تغريدات على حسابه على موقع "تويتر": "نحن أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف حسب مصالحه الوطنية وثقته فيمن حوله وقراءته لجواره، ولعله الأصوب في ظل اختلاف النهج وانعدام الثقة."
وأشار الوزير الإماراتي الى "أن أزمة قطر، وبعد الصخب المصاحب، تتجه إلى مرحلة "النار الهادئة" ونحن ندرك يوما بعد يوم أن الجار المربك والمرتبك لا يرى الحاجة ليراجع مساره." وقال في تغريدة أخرى إن "الحقيقة أننا بعيدين كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفِي ظل ذلك لن يتغير شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات."
وأكد قرقاش أن "للدول الأربع المقاطعة كل الحق في حماية نفسها وإغلاق حدودها وحماية استقرارها، وإجراءاتها في هذا السياق مستمرة وستتعزز، حقها أن تعزل التآمر عنها." وختم الوزير أنه "برغم أننا قد نخسر الجار المربك والمرتبك، بنسيجه الاجتماعي الواحد، نكسب الوضوح والشفافية، وهو عالم رحب واسع سنتحرك فيه مجموعة متجانسة صادقة."
في المقابل أكد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، استعداد بلاده "لبحث كافة المطالب المقدمة" من الدول الأربع المقاطعة لها، من خلال" حوار مبني على مبادئ الاحترام المتبادل وسيادة الدول". جاء هذا في تصريحات له نقلتها وكالة الأنباء القطرية مساء الخميس، عقب لقاء عقد في وقت سابق بين آل ثاني والشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة في الكويت، وريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي. وتم خلال اللقاء مناقشة الأزمة الخليجية، والجهود المبذولة من دولة الكويت للوساطة، ونتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى السعودية.
وقال وزير الخارجية القطري عقب اللقاء "نثمن جهود الوساطة التي يقودها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الحالية". وجدد "موقف دولة قطر الثابت من الانفتاح على الحوار البناء، لحل أية خلافات بين الدول".
وشدد على "أن هذه الأزمة لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار المبني على مبادئ الاحترام المتبادل وسيادة الدول، وفق أحكام القانون الدولي". وأكد أن "دولة قطر على استعداد لبحث كافة المطالب المقدمة من الدول الأربع وأدلتها، بناء على هذه الأسس".
وفي وقت سابق من الخميس، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، عن تطلع بلادها لإقناع دول الخليج بالتفاوض مع بعضها بشكل مباشر، لحل الأزمة مع قطر. وقالت نويرت في موجز صحفي في واشنطن، إن "وزير الخارجية ريكس تيلرسون يعتقد أن إقناع الأطراف بالتباحث مع بعضها بشكل مباشر يعد خطوة قادمة مهمة".
وأعربت عن تفاؤلها بشأن المحادثات التي أجراها تيلرسون مع أطراف الأزمة القطرية، لكنها اعترفت في الآن نفسه بأن حل الأزمة "قد يستغرق وقتا طويلا".
أرسل تعليقك