دمشق - نورا خوام
اغتال مسلّحون مجهولون، رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى، والمكلف من قبل القوات الحكومية بإدارة شؤون وادي بردى، اللواء المتقاعد أحمد غضبان، السبت، خلال خروجه مع ورشات الإصلاح من وادي بردى، بعد نحو 24 ساعة على تكليفه، وفي حين اتهمت القوّات الحكومية الفصائل المسلحة باغتياله، أّكد ناشطون أن قوات حزب الله هي المتورّطة بعملية الاغتيال
وعاد التوتر ليخيم من جديد في المنطقة وسط أنباء غير مؤكّدة عن انسحاب فرق الصيانة المكلفة بمعالجة أزمة ضخ المياه من نبع الفيجية باتجاه دمشق، وكلّف الرئيس السوري بشار الأسد ضابطاً سابقاً في القوات الحكومية، يعتبر مقبولاً من أهالي منطقة وادي بردى، بإدارة شؤون المنطقة والإشراف على عملية إعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، وتنسيق الأمور مع كافة الجهات المتواجدة في الوادي، على أن يدخل عناصر من شرطة القوات الحكومية بسلاحهم الفردي إلى منطقة نبع عين الفيجة للإشراف على الأمور الأمنية، كما عدلت القوات الحكومية في أحد شروط الاتفاق وهي إتاحة المجال لكافة المقاتلين السوريين المتواجدين في وادي بردى من داخل قراها وخارجها، والراغبين في "تسوية أوضاعهم"، بتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، في حين يمكن لمن لا يرغب بـ "التسوية"، تحديد مكان للذهاب إليه وتسمح له القوات الحكومية بالخروج إلى المنطقة المحددة.
وكشفت مصادر موثوقة أن المقاتلين غير السوريين غير مشمولين باتفاق "تسوية الأوضاع والمصالحة"، وسيجري إخراجهم من وادي بردى، نحو مناطق خارجها، وسيطرت القوّات الحكومية وقوات حزب الله، الجمعة، على كامل بلدة بسيمة الواقعة في وادي بردى والقريبة من بلدة عين الفيجة، بعد اشتباكات مع الفصائل المقاتلة، إضافة إلى قرى عدّة في سوق وادي بردى، منها كفير الزيت وكفر العواميد ودير مقرن ودير قانون.
وشكّك وزير "المصالحة" في الحكومة السورية علي حيدر، بنجاح مؤتمر "أستانة" المزمع عقده في 23 من الجاري، مشيرًا إلى أن أجواء "أستانة" ليست إيجابية، وأن القوات الحكومية وافقت على "أستانة" مثلما سبق ووافقت على "جنيف ولقاء موسكو الأول والثاني"، وكاشفاً أن هذه الموافقة أتت "من باب الإيجابية" وليس "من باب القناعة المطلقة"، وأنه من الأشخاص الذين لا يعوّلون على مؤتمر الأستانة، ولا ينتظر الكثير من انعقاده.
وأوضح حيدر في انتقاد واضح للتنسيق الروسي – التركي حيال الأزمة السورية، أنه حتى "بالنسبة للدول الصديقة كروسيا، أنا أميّز بين مصالحها الشخصية، مصالح دولتها، وبين موقفها من الأزمة السورية، وبالتالي العلاقة الروسية التركية، إن تحسّنَت فيمكن أن تتحسن لمصالح هذه الدول وليس لمصلحة الدولة السورية"، لافتًا إلى أن القوات الحكومية قد "تستفيد في مكان ما من هذه العلاقة الجيدة" بين روسيا وتركيا، إلا أنه شكك بالأخيرة، متهماً إياها بـ "فرض أمر واقع حاليّ"
وحول المؤتمر المزمع انعقاده في "أستانة" في 23 من الجاري، قلّل حيدر من إمكانية نجاحه قائلاً إنه "لا مانع من الموافقة على انعقاده حتى لا يتذرّع الآخرون بأن الدولة السورية هي التي تعطّل، وفي نهاية المطاف إن بقيت الأمور على ما هي عليه أظنّ بأننا لن نصل إلى ما يحوّلنا من منصة أستانة إلى منصة جنيف"
أرسل تعليقك