توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكّد أنّه لا يستطيع الاستمرار في منصبه "مع مثل هذا الحِمل الثقيل"

حريق مركز تجاري في كيميروفو يُطيح بواحد مِن أقدم السياسيين الروس

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حريق مركز تجاري في كيميروفو يُطيح بواحد مِن أقدم السياسيين الروس

مجلس الاتحاد الروسي
موسكو ـ حسن عمارة

أطاح الحريق الهائل في مركز تجاري ترفيهي في كيميروفو غرب سيبيريا بواحدٍ مِن أقدم السياسيين الروس، ويبدو أن أمان تولييف الذي يحكم مقاطعة كيميروفو منذ نحو 21 عاما لم يستطع تقدير "اتجاه الموجة وحجمها" هذه المرة، فاضطرّ إلى تقديم استقالته بعد نحو أسبوع على الحريق الضخم الذي أودى بحياة 64 شخصا بينهم 41 طفلا.

ووصف تولييف قرار الاستقالة بأنه "الخيار الوحيد الصحيح"، وقال في تسجيل مُصوّر إنه لا يستطيع الاستمرار في منصبه "مع مثل هذا الحمِل الثقيل"، ويجب أن لا يستمر في منصبه "من ناحية أخلاقية".

تأتي الاستقالة بعد أخطاء قاتلة لم تكن متوقعة من تولييف (73 عاما) المدعوم بأصوات أكثر من 90 في المائة من سكان المقاطعة المهمة في سيبيريا.

و"أثارت" تصرفات تولييف مشاعر أهل سيبيريا المعتادة على البرد والصقيع، فالحاكم المحبوب لم يذهب إلى مكان الحادث بحجة أنه لم يرغب في تعطيل أعمال الإنقاذ، ولم يخرج إلى آلاف المتظاهرين ليطيّب خواطر الأهالي الناقمين بعد موت أبنائهم حرقا، وذهب بعيدا عندما وصفهم بأنهم مجرد "مثيري مشكلات"، لأنهم رفعوا شعارات تطالب بمعرفة المذنب عن الحريق.

في المقابل قرّر الاعتذار أمام الرئيس فلاديمير بوتين الذي قصد المدينة بعد ثاني أسوأ حريق في روسيا منذ بداية حكمه، إثر مطالبات المحتجين باستقالة تولييف وبوتين، وزاد أنه فَقَدَ إحدى قريباته في الحادث المأسوي.

وأتى الحريق الضخم على "حقبة تولييف" السياسي الذي حاز 45 في المائة من الأصوات في انتخابات الرئاسة في إقليمه عام 1991، و6.8 في المائة في عموم روسيا حين طرح برنامجا انتخابيا يعارض نهج الإصلاحات الذي بدأه بوريس يلتسن. وبعد انتخابه في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي بات تولييف بدعم كتلته المتحالفة مع الشيوعيين حاكما فعليا لمقاطعة كيميروفو الغنية بمناجم الفحم، قبل أن ينتقل وزيرا إلى موسكو لنحو عام، ليعود بعدها وينهي أكبر إضرابات شهدتها روسيا في عهد يلتسن، حينها تراجع إنتاج الفحم الحجري بنحو الثلث مقارنة بالحقبة السوفييتية، وعجزت الحكومة عن دفع رواتب عمال المناجم لأشهر طويلة، وتردت البنى التحتية.

وبعد "عمل دؤوب ومفاوضات شاقة وصلت الليل بالنهار" استطاع تولييف وفق مذكراته أن ينهي الإضراب ويعيد فتح الطرق في ربيع 1998.

ورفض تولييف تقلّد وسام من يلتسن لجهوده في إنهاء موجة الاحتجاجات العارمة، وعزف على موجة بوتين بقبوله التكريم منه بعد أشهر من صعوده لينضم لاحقا إلى حزبه "روسيا الموحدة".
وعلى رغم الانتقادات الحادة واتهام تولييف بأنه بات رمزا للاستبداد المفرط بعد استتباب الأمور له فإن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تحسنت كثيرا، وتشير الأرقام إلى أن إنتاج الفحم الحجري في المقاطعة سجل العام الماضي أعلى مستوى، ووصل إلى 240 مليون طن مقارنة بنحو 160 مليونا في الحقبة السوفييتية.

واستطاع تولييف المحافظة على شعبيته، وامتصاص غضب السكان على رغم حادثين كبيرين في مناجم الفحم عامي 2007 و2010.

وأسس تولييف نظاما فريدا في التعامل مع قطاع الأعمال والمستثمرين، وانطلق من مبدأ "دعنا نتفق"، لكنه لم يواجه أي اتهام بالفساد على غرار حكام الأقاليم الآخرين. وحضّ المستثمرين على الاضطلاع بمسؤوليات اجتماعية للمقاطعة مثل دعم الأطفال والمسنين وبناء مؤسسات خيرية مع الالتزام بدفع الضرائب بانتظام، في مقابل عدم تسهيل أعمالهم وعدم التعرض لهم.

ويعد تولييف رمزا للاستقرار في المقاطعة، كما قدم تسهيلات ومنحا باتت تعرف باسمه "مثل معاش تولييف التقاعدي"، وخفض ساعات العمل للنساء في أيام الجمعة، إضافة إلى خفض فواتير الماء والكهرباء والغاز لمحدودي الدخل.

وتطوي الاستقالة صفحة سياسي روسي مخضرم بدأت قبل نحو 40 عاما على نحو أسوأ من المتوقع، ليصبح أكبر "ضحية" في إطار سعي السلطات إلى منع "الغليان"، بعدما كشفت التحقيقات عدم وجود مخارج للإطفاء في المبنى الذي التهمه الحريق، وعدم صلاحيته كمركز تجاري وترفيهي، وهو ما دفع المواطنين إلى عقد مقارنات بين القتل نتيجة الفساد أو بسبب الإرهاب، إضافة إلى رواج إشاعات عن خفض عدد الضحايا.​

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حريق مركز تجاري في كيميروفو يُطيح بواحد مِن أقدم السياسيين الروس حريق مركز تجاري في كيميروفو يُطيح بواحد مِن أقدم السياسيين الروس



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon