توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكّد غسان الخطيب أنّ الوضع في غزة غير قابل للاستمرار

حركة "حماس" وإسرائيل صراعٌ أبدي لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حركة حماس وإسرائيل صراعٌ أبدي لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة

صراع حماس واسرائيل لن ينتهي
غزة - ناصر الأسعد

يطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي "حملة ما بين الحروب"، وهي العمليات القصيرة لكن شديدة القسوة ضد حكّام حركة "حماس" في قطاع غزة، والتي تهدف إلى التحذير من الجماعة الإسلامية، بجانب تأجيل أو منع الحريق الكبير القادم، لكن المشكلة هي أن في كل جولة من العنف المتصاعد قد تقترب الحرب المقبلة.

اشتباكات هي الأعنف
وتشتبك إسرائيل و"حماس" عبر حدود غزة الجمعة، للمرة الثانية خلال أسبوع، إذ قصفت طائرات حربية إسرائيلية نحو 60 موقعًا عسكريًا لـ"حماس" بعد أن أطلق فلسطينيون من غزة النار على جندي إسرائيلي، لكن سرعان ما تراجع الجانبان عن السقوط في حافة الهاوية.

وقالت "حماس" التي فقدت ثلاثة من أعضائها السبت، إنها تستأنف اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة مع إسرائيل في العام 2014، بعد وساطة مكثفة من مصر والأمم المتحدة، وتمت استعادة الهدوء في الغالب لكن مرة أخرى، لم يتم حل أي من القضايا الأساسية التي تثير التوترات، تاركة الجانبين في شلل خطير.

وخاضت إسرائيل و"حماس" 3 حروب في العقد الأخير، ويعتقد كثيرون من الجانبين بأن هناك حربا رابعة لا مفر منها، ووسط كل مخاطر سوء التقدير، يمكن لأي عدد من الحوادث أن تتحول إلى حرب، لا خيار سواها، وفي نفس الوقت لا يريدها أي من الطرفين، وفي أحدث تكاثر لهذا الصراع غير المتكافئ، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية ذات التقنية العالية، البنية التحتية العسكرية لـ"حماس" لإيصال رسالة أنه على المجموعة أن توقف تكتيكها الجديد المكلفة، وهي الطائرات الورقية الحارقة والبالونات عبر الحدود إلى جنوب إسرائيل، وفي هذا الشهر، فرضت إسرائيل أيضا عقوبات اقتصادية إضافية على الأراضي الساحلية الفلسطينية المعزولة بالفعل.

"حماس" ترغب في وضع جديد
قال ناثان ثيرال، مدير المشروع الإسرائيلي-الفلسطيني في مجموعة الأزمات الدولية ومؤلف كتاب "تفادي الحرب في غزة"، وهي دراسة جديدة أجرتها المجموعة "المشكلة هي أن الرأي العام الإسرائيلي يطالب بوقف شيء ما حول الطائرات الورقية، واقترح أنه إذا أوقفت حماس الطائرات الورقية فإن الوضع يمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل نصف عام"، مضيفًا "المشكلة هي أن حماس لا تريد العودة إلى ما كانت عليه قبل نصف عام، أو قبل عام أو عامين".

يأتي تدهور الوضع في غزة على خلفية سنوات من الجمود في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، إذ تحولت الحكومة الإسرائيلية جانب اليمين الماطرف، وتم تمكينها من قبل وصول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتي تطبق ضغوط أقل بكثير على إسرائيل من الحكومات الأميركية السابقة لتقديم أي تنازلات للقيادة الفلسطينية.

وفي ما اعتبره الفلسطينيون عمل استفزازي، هذا العام، نقلت إدارة ترامب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، المدينة المتنازع عليها.

إسرائل ترد بسرعة على هجمات "حماس"
وبدأت الأعمال العدائية في التزايد مرة أخرى الخميس، عندما تعهدت "حماس" بالانتقام لمقتل أحد النشطاء الذين قتل جراء القصف الإسرائيلي في مدينة رفح بجنوب غزة، ثم أطلقت الرصاص على جندي إسرائيلي الجمعة، وهو أول جندي يقتل في منطقة الحدود مع غزة منذ أن انتهت الحرب الأخيرة قبل أربع سنوات، وكان الهجوم الإسرائيلي على حماس بين ليلة وضحاها، ويعد من أشد الحملات خلال الفترة نفسها.

قال ثيرال "كانت حماس قلقة من مواجهاتها وضعاً جديداً، وأن قواعد اللعبة تغيرت وأن إسرائيل يمكن أن تقصفها من دون عقاب، لذا أرادت حماس أن توضح أن ذلك غير مقبول وأنها سترد"، وأضاف أن ذلك كان الديناميكية الأساسية ومصدر دورة المواجهة الحالية.

ويوجد عنصر آخر حاسم في مستنقع غزة هو الفشل المتكرر لجهود المصالحة بين "حماس" التي تسيطر على غزة منذ 11 عاما، والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.

الحل الأفضل مصالحة حماس وفتح
وفي هذا السياق، تقول مجموعة الأزمات الدولية إن السبيل الوحيد للخروج من حرب كاملة أخرى هو اتفاق المصالحة الذي سيسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على حكم غزة، لكن تعثر ما يسمى باتفاق الوحدة، الذي تم التوصل إليه في الخريف الماضي.

ولا يبدو أن أحد يريد تولي المسؤولية عن إدارة القطاع الذي يعيش فيه مليوني فلسطيني، ويعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر ويواجهون نسبة بطالة تصل إلى نحو 50٪، ومن المرجح أن ترغب حماس بالتخلي عن عبء الحكم، ولكن من دون التخلي عن أسلحتها، أما السلطة الفلسطينية، بقيادة خصوم حماس الرئيسيين، لا تريد ذلك، وكذلك مصر وإسرائيل.

وتصاعدت التوترات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية منذ أن بدأت حماس في تنظيم احتجاجات حاشدة وغالبا عنيفة على طول السياج الذي يقسم إسرائيل وغزة، وقتل القناصة الإسرائيليون أكثر من 140 فلسطينيا معظمهم غير مسلحين، وفقا لمسؤولين الصحة في غزة، في حين يقول الجيش إنه يتصرف لمنع اختراق الجدار ولصد الهجمات التي يشنها مسلحون من غزة مثل تلك التي وقعت يوم الجمعة.

حماس تصر على المقاومة
وتحول هذا الاحتكاك إلى تصاعد في تبادل إطلاق قذائف الهاون والصواريخ الفلسطينية ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية والمجتمعات الحدودية المدنية، وموجات من الضربات الجوية الإسرائيلية، ولقد تناور كل جانب لمحاولة استعادة توازن الردع ضد الآخر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أثناء زيارة إلى منطقة الحدود مع غزة الجمعة "رأينا جميعًا في الصحف بأنك لا تذهب إلى الحرب بسبب الطائرات الورقية والحرائق، نحن نعمل بمسؤولية وضبط النفس، على الرغم من أن المشكلة الحقيقية هي تآكل الردع، وتغيير المعادلة وبالطبع في الشعور بالأمن، وهو أمر لا يقل أهمية عن الأمن نفسه".

وقبل فترة وجيزة من سريان مفعول وقف إطلاق النار الأخير، أصر فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، على حق جماعته في مواصلة المقاومة، على حد تعبيره، "للدفاع عن شعب غزة"، وقال "من واجب المقاومة الوطني أن يردع الاحتلال الإسرائيلي عن فرض قواعد الاشتباك الخاصة به على المدنيين الأبرياء".

قال غسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، قال: "أعتقد بأن المصيدة هنا هو أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار، يجب أن ينفجر بطريقة أو بأخرى، وتحاول حماس إدارة الوضع بطرق مختلفة، بما في ذلك محاولة توجيه الغضب إلى الخارج".

ومن التعقيدات الأخرى الحجة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس ومصر ومجتمع المانحين الدوليين حول كيفية الحصول على مساعدات ضخمة ومشاريع إنمائية إلى غزة.

وتريد إسرائيل أن تمر جميع المساعدات عبر السلطة الفلسطينية، وفي مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس، جادل كوشنر وجيسون غرينبلات وديفيد فريدمان، من فريق إدارة ترامب الأول الذي يتعامل مع النزاع، بأن الوضع بالنسبة لسكان غزة سيتحسن بشكل كبير إذا قامت حماس بتغيير مسارها بشكل كبير.

ورفض سامي أبو زهري، وهو متحدث آخر باسم حماس، اقتراح الثلاثة باعتبارهم قد تبنوا الرواية الإسرائيلية ووصف الإدارة الأميركية بأنها سخيفة.
وتساءل غابي سيبوني، مدير برنامج الشؤون العسكرية والاستراتيجية في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، "هل معضلة إسرائيل هي ما يحدث في غزة من دون حماس؟ إذا حطمت إسرائيل نظام حماس، فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ كل بديل سيأتي سيكون سيئا".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حركة حماس وإسرائيل صراعٌ أبدي لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة حركة حماس وإسرائيل صراعٌ أبدي لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon