لا تزال التحضيرات مستمرة من قبل "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي، لبدء عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" في جيبه الأخير عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، فيما تواصل طائرات التحالف الدولي تنفيذ ضرباتها الجوية مستهدفة مناطق في هذا الجيب. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الساعات الاخيرة تنفيذ طائرات التحالف غارات طالت مناطق في بلدة هجين ومحيطها، ما تسبب بسقوط مزيد من الخسائر البشرية.
وأفاد المرصد عن استشهاد ومقتل 11 شخصاً على الأقل من ضمنهم ما لا يقل عن 4 مدنيين، فيما لا تزال هوية البقية مجهولة إلى الآن، حيث لم يعلم ما إذا كانوا مدنيين أم من عناصر التنظيم، وبذلك يرتفع إلى 279 على الأقل تعداد المدنيين والمقاتلين الذين استشهدوا وقضوا وقتلوا في الضربات الجوية للتحالف الدولي والاشتباكات والاستهدافات والتفجيرات منذ الـ 23 من تشرين الثاني / نوفمبر وحت يوم أمس السبت.
واوضح أن القتلى هم 7 أشخاص مجهولي الهوية قضوا بضربات التحالف الدولي، و66 مواطناً بينهم 22 طفلاً و12 مواطنة، ممن استشهدوا جراء غارات للتحالف الدولي على جيب التنظيم، و102 على الأقل تعداد عناصر تنظيم "داعش" الذين قتلوا في القصف الجوي والهجوم الذي نفذه التنظيم منذ ووثق المرصد السوري في الفترة ذاتها. كما وثق المرصد السوري ما لا يقل عن 104 تعداد مقاتلي قوات سورية الديمقراطية الذين قضوا في الهجوم، بينهم 5 سجناء قضوا في قصف على سجن للتنظيم، كما تسببت الاشتباكات بين المتقاتلين في وقوع عشرات الجرحى، بالإضافة لوقوع جرحى من المدنيين وتدمير ممتلكات مواطنين وأملاك عامة وخاصة وبنى تحتية، في القصف المكثف الذي طال المنطقة ونتيجة تفجير المفخخات والاستهدافات المتبادلة.
تنظيم "داعش" يعدم شخصاً آخر في دير الزور
وفي محافظة دير الزور، علم المرصد السوري أن تنظيم "داعش"، نفذ إعداماً بحق شخص في بلدة الشعفة الواقعة ضمن مناطق سيطرته في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن الإعدام جرى ظهر أمس السبت بتهمة "تهريب المسلمين إلى بلاد الكفر"، وجاء الإعدام عقب فرار نحو 90 شخصاً على الأقل منا منقط سيطرة التنظيم في الجيب الأخير له بشرق الفرات، وتمكنهم من الوصول لمناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، ليرتفع إلى 5491 من المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم "داعش"، ممن أعدمهم التنظيم في مناطق سيطرته منذ احتلاله أراضي سورية.
ومن ضمن المجموع العام لمن جرى إعدامهم، 3085 مواطناً مدنياً بينهم 128 طفلاً و180 مواطنة عدد الذين أعدمهم تنظيم "داعش" رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، من ضمنهم 3 مجازر نفذها التنظيم في محافظات دير الزور وحلب وحماة، بينهم الناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان سامي جودت الرباح “أبو إسلام”، كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الاسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار من قبل عناصر تنظيم “داعش”، و85 بينهم 10 أطفال و8 مواطنات، من عوائل مسلحين موالين للنظام وقوات الدفاع الوطني أعدمهم التنظيم في منطقة البغيلية بمدينة دير الزور.
القوات الحكومية تعزز مناطق انتشارها في إدلب ومحيطها بالجنود
وفي ريف إدلب، سجَّل المرصد السوري المزيد من الخروقات التي طالت مناطق سريان الهدنة الروسية التركية، حيث استهدفت القوات الحكومية أماكن في منطقة كبانة ومناطق أخرى من جبل الأكراد في الريف الشمالي للاذقية، كما استهدفت تلك القوات أماكن في الأراضي المحيطة ببلدة اللطامنة، في الريف الشمالي الحموي. ويأتي هذا القصف بالتزامن مع إرسال القوات الحكومية تعزيزات عسكرية مؤلفة من مئات العناصر وعشرات الآليات إلى مناطق انتشارها ضمن محافظة إدلب والمنطقة منزوعة السلاح ومحيطها.
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد قصفاً من قبل القوات الحكومية، طال مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا ومحيطهما، وأماكن في قرية الصخر، كما رصد المرصد السوري استهدفات من قبل الفصائل لإحدى تمركزات تلك القوات في منطقة زلين، بريف حماة الشمالي، ومعلومات أولية عن مقتل عنصر من القوات الحكومية، في حين رصد المرصد السوري استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محور السرمانية على الحدود الإدارية بين إدلب وحماة، وعلم المرصد السوري أن القصف الذي طال موقعاً للجبهة الوطنية للتحرير في منطقة كفرزيتا، تسبب بقتل مقاتل من فوج تابعة للجبهة الوطنية للتحرير، وأنباء عن إصابات في القصف، كذلك رصد المرصد السوري استهداف القوات الحكومية لمناطق في بلدتي الخوين والفرجة وقرية سكيك الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، ومناطق أخرى في محاور خربة الناقوس والسرمانية في سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي لحماة ، دون أنباء عن إصابات
وكان المرصد السوري أعلن أن مناطق في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، شهدت في الساعات الماضية قصفاً مكثفاً من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأضرار مادية كبيرة، في المناطق التي تعرضت للقصف، الذي يستهدف المناطق المندرجة ضمن هدنة مفترضة بين الروس والأتراك.
ويواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد الحالات الإنسانية المرافقة لعمليات القصف من تهجير ومآسي للمواطنين، إذ شهدت بلدات وقرى جرجناز وأم جلال والتمانعة والخوين وسكيك وسكيات الواقعة في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من إدلب، منذ مطلع شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، نزوحاً متدرجاً بلغ ذروته في الرابع والعشرين من الشهر ذاته، جراء تصعيد القصف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والتي حصل المرصد السوري على معلومات مؤكدة من مصادر متقاطعة، أن أغلب عمليات القصف تأتي من قبل المسلحين الموالين للقوات الحكومية من الموالين للعضو في البرلمان السوري أحمد الدرويش المبارك، والمعروف بمواقفه المؤيدة لدمشق وتشكيله ميلشيات مسلحة داعمة للقوات الحكومية، شاركت بقوة وبشكل أساسي في المعارك الأخيرة، في استعادة القوات السورية سيطرتها على مناطق شاسعة من ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع ترويج القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، والمؤيدين لها، عن مواصلة القصف حتى سيطرة قوات النظام على المناطق، التي تقع شرقي الطريق العام الواصل بين مدينتي خان شيخون وسراقب مروراً بمعرة النعمان.
ومع استمرار عمليات القصف نزح نحو 8000 من المناطق المذكورة غالبيتهم توجهوا نحو مدينتي معرة النعمان وخان شيخون غرباً وآخرون آثروا الابتعاد عن مناطق العمليات، واتجهو نحو المناطق الحدودية في الشمال من محافظة إدلب، غالبيتهم خرجوا تحت القصف دون اصطحاب أدنى مقومات العيش الأساسية معهم، ما زاد من مأساتهم، حيث تعاني أغلب المناطق التي نزحوا لها من ظروف إنسانية صعبة، بالإضافة لدخول فصل الشتاء ببرده القارس على المنطقة، الامر الذي أدى لتفاقم الأحوال المأساوية، في ظل عدم اكتراث من قبل المنظمات المعنية بأمور النازحين، وعدم تقديم المساعدات الإغاثية والخدمات الطبية، إلا بالشيء اليسير ما ينذر بكارثة إنسانية من جميع النواحي.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 123 على الأقل تعداد الشهداء المدنيين ومن قضى من المقاتلين وقتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ الـ 17 من أيلول / سبتمبر من العام الجاري 2018، تاريخ تطبيق اتفاق بوتين أردوغان حول المنطقة العازلة، حيث وثق المرصد السوري استشهاد طفلة بقصف مدفعي على بلدة جرجناز واستشهاد 9 مواطنين هم مواطنتان و6 أطفال، في القصف الصاروخي من قبل القوات الحكومية على بلدة جرجناز في ريف إدلب، وسيدة وطفلها استشهدا في قصف على قرية قطرة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وطفل استشهد في قصف على قرية بابولين بريف إدلب، و9 أشخاص استشهدوا جراء القصف على بلدة جرجناز ومحيطها، و7 مواطنين على الأقل بينهم 3 أطفال و3 مواطنات، جراء القصف الذي طال قرية الرفة، وطفلة استشهدت بقصف على كفرحمرة في الـ 24 من شهر تشرين الأول الفائت، كما استشهد 3 مواطنين في قصف من قبل الفصائل على مناطق في أطراف المنطقة منزوعة السلاح ضمن مدينة حلب.
أيضاً وثق المرصد السوري 41 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين أردوغان، من ضمنهم 8 مقاتلين "جهاديين"، و23 مقاتلاً من "جيش العزة" قضوا خلال الكمائن والاشتباكات بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات للقوات الحكومية بريف حماة الشمالي، و49 من تلك القوات والمسلحين الموالين لها.
أرسل تعليقك