دمشق - سليم الفارا
تتوالى المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، وفصائل مسلحة موالية لتركيا في المنطقة. إلا أن جبهات المواجهة بين الطرفين اتسعت مع دخول تل تمر في الحسكة على خط النار ونفذ اليوم الاثنين، المقاتلين الأكراد، ٣ هجمات باتجاه أرياف مدينة "سريه كانيه" وقتلوا ٤ من مقاتلي الفصائل.
كما فتحوا طريقا لمقاتلين سوريين وأسرهم من الراغبين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية .
واستمرت الاشتباكات في ريف منبج قرب بلدة ابو قلقل وقرى قريبة من سد تشرين وجسر "قره قوزاق".
فيما قصفت تركيا براجمات الصواريخ عدة قرى في ريف "كوباني"، عين العرب الجنوبي ومناطق سيطرة قوات قسد .
كما طال القصف منطقة في بلدة "سلوك" شمال سوريا.
وتدعم الولايات المتحدة قسد في سوريا ضمن مهمتها لمواجهة عودة تنظيم داعش.
في حين تعتبر تركيا تلك القوات ذات الأغلبية الكردية تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه إرهابياً. وقد أكدت أكثر من مرة أنها لن تقبل بما وصفتها بالمجموعات الإرهابية على حدودها.
كما دعت المقتلين الأكراد في سوريا إلى إلقاء السلاح، مهددة ومتوعدة.
أما أحمد الشرع الذي يرأس حالياً الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، فأكد أن القوات الكردية ستنضم إلى وزارة الدفاع والقوات المسلحة الحكومية لاحقا، في اقتراح لم تعارضه قسد بل رحبت به.
وفي السياق ذاته قال القائد أحمد الشرع إن إجراء انتخابات في سوريا قد يستغرق فترة تصل إلى أربع سنوات، وهي المرة الأولى التي يشير فيها إلى جدول زمني محتمل للانتخابات منذ الإطاحة ببشار الأسد في الثامن من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وذكر الشرع في مقابلة مع قناة العربية السعودية، يوم الأحد، أن عملية كتابة الدستور قد تستغرق نحو ثلاث سنوات، مضيفا أن سوريا تحتاج نحو عام ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية.
وتأتي تصريحات الشرع في وقت تحاول فيه الإدارة الجديدة في دمشق طمأنة دول الجوار بأنها تنصلت من جذورها المرتبطة بجماعات إسلامية متشددة.
وأنهت الحملة العسكرية الخاطفة التي قادتها هيئة تحرير الشام حربا أهلية في سوريا استمرت 13 عاما لكنها أثارت أيضا تساؤلات عدة عن مستقبل البلاد التي تضم عدة طوائف، حيث تحظى دول أجنبية منها تركيا وروسيا بمصالح كبيرة وربما متعارضة.
وبينما رحبت معظم القوى الغربية بنهاية حكم عائلة الأسد في سوريا، لم يتضح بعد ما إذا كانت هيئة تحرير الشام ستفرض حكما إسلاميا متشددا أم ستبدي مرونة وتتحرك نحو الديمقراطية.
وقال الشرع إن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقا بجبهة النصرة، ستُحل في مؤتمر للحوار الوطني.
وعندما سئل عن حل الجماعة، قال الشرع "بالتأكيد، لا يصلح أن تدار الدولة بعقلية الجماعات والفصائل".
وكانت هيئة تحرير الشام مرتبطة في السابق بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية المتشددين لكنها نأت بنفسها عنهما وسعت لإظهار نفسها في صورة جماعة معتدلة.
وتعهدت هيئة تحرير الشام مرارا بحماية الأقليات التي تخشى من فرض الحكام الجدد حكما يطبق تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية، وحذرت من محاولات لبث الفرقة الطائفية.
وذكر الشرع أن مؤتمر الحوار الوطني سيشهد مشاركة واسعة من أطياف المجتمع السوري مع طرح قضايا للتصويت مثل حل البرلمان والدستور.
وفيما يتعلق بالوضع في شمال شرق سوريا، قال الشرع إن محادثات تجري مع جميع الأطراف لحل باقي الخلافات ومنها القضايا الخلافية مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وأضاف "نرفض أن تكون سوريا منصة لهجمات العمال الكردستاني ضد تركيا".
وذكر أن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط، مضيفا أن وزارة الدفاع سترحب بمن تكون لديه القدرة على الالتحاق بالجيش.
وقال الشرع في المقابلة إن سوريا لها مصالح استراتيجية مع روسيا في تكرار لمؤشرات تصالحية صدرت عن الإدارة الجديدة من قبل.
وقال الشرع في وقت سابق من هذا الشهر إن علاقات سوريا مع روسيا يجب أن تخدم المصالح المشتركة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وضع القاعدتين العسكريتين الروسيتين سيكون محل تفاوض مع الإدارة الجديدة في دمشق.
وأضاف في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية نشرت يوم الأحد "الأمر لا يتعلق فقط بالحفاظ على قاعدتينا أو مواقع وجودنا، بل يتعلق أيضا بظروف التشغيل والصيانة والمؤن والتفاعل مع الجانب المحلي".
كما قال الشرع خلال المقابلة مع قناة العربية إنه يتمنى من الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن ترفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال دبلوماسيون أمريكيون كبار زاروا دمشق هذا الشهر إن الشرع يبدو رجلا عمليا وإن واشنطن قررت إلغاء مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار كانت رصدتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على زعيم هيئة تحرير الشام.
وردا على سؤال عن مخاوف دول الجوار من الجماعات الإسلامية، قال الشرع "نريد إدارة المرحلة بعقلية الدولة وليس عقلية الثورة"، مؤكدا أنهم حريصون على إقامة علاقات استراتيجية مع كافة دول المنطقة.
قد يهمك أيضــــاً:
الجيش الأميركي يعتقل أحد قادة داعش الهاربين من مركز إحتجاز في الرقة بسوريا
اشتباكات بين «جيش العشائر» و«قسد» في ريف دير الزور السوري
أرسل تعليقك