شدّد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، على ضرورة إبداء جماعة الحوثيين حُسن النية قبل بدء أي مشاورات مقبلة، وذلك من خلال إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين في السجون الحوثية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كل المتضررين في عموم محافظات البلاد.
ولفت بن دغر إلى أن الحكومة اليمنية تؤكد السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه شعبنا وفقًا للمرجعيات، والتزام الميليشيا الحوثية الإيرانية بالانسحاب الكامل من العاصمة صنعاء والمدن، وتسليم السلاح للدولة، وعودة السلطة الشرعية.
وسلم رئيس الوزراء اليمني المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث ردود الحكومة اليمنية بشأن مقترحاته المتعلقة بالوضع في مدينة الحديدة، التي سبق أن وضعها أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة، في زيارته إلى عدن الأسبوع قبل الماضي.
وجاء ذلك لدى استقبال بن دغر، المبعوث الأممي لدى اليمن والفريق المرافق له في الرياض، لبحث آفاق عملية السلام ووجهات النظر إزاء الوضع في مدينة الحديدة، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وأشاد رئيس الحكومة اليمنية بمساعي المبعوث لتحقيق السلام المرتكز على المرجعيات الثلاث، والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار الأممي 2216.
وقال الدكتور بن دغر إن الشعب اليمني يتطلع إلى السلام بعد أن دمرت الميليشيا الحوثية النظام والمؤسسات، وانتهكت حياة اليمنيين منذ انقلابها على الدولة.
وأضاف: "أن أسباب الأزمة الحالية في اليمن واضحة ولا تحتاج إلى تأويل أو تفسير، وهو الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثيين على الحكومة الشرعية والدولة، لافتًا إلى أن الحكومة الشرعية طرف معتدى عليه من قِبل ميليشيا الحوثيين.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تؤكد السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه شعبنا وفقاً للمرجعيات الملزمة لجميع الأطراف، وهي الضامن للسلام الدائم والشامل... قائلاً إنه من الصعوبة الوصول إلى الحل في اليمن دون تنفيذ المرجعيات، مشددًا بالقول "إن على الأمم المتحدة رفض الانقلاب في اليمن"، وإلا فإنها "ستضطر للتعامل مع أي عملية انقلاب على السلطات الشرعية المنتخبة، في أي مكان آخر بالعالم".
وجدد تأكيده أن الحكومة اليمنية تقدم المساعدة الكاملة لجهود الأمم المتحدة في وقف الحرب باليمن، وقدمت التنازلات منذ جولتي مشاورات السلام في جنيف والكويت، لكن الميليشيا الانقلابية ومن ورائها إيران، دأبت على المراوغة والتعنت، ووصل الأمر إلى إفشال مساعي المبعوث الأممي السابق.
وأكد أن ميليشيات الحوثيين الانقلابية، لم تكن يومًا جادة في الجنوح للسلم، واعتادت على المراوغة في تنفيذ الاتفاقيات ونقض العهود والمواثيق، وآخرها رفضها الانسحاب من مدينة الحديدة، وتجنيب المدنيين الحرب.
وزاد الدكتور بن دغر أن قرار الميليشيا أصبح مرهونًا بيد داعميها في إيران التي تقامر بحياة ودماء اليمنيين لابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي، ومحاولتها اليائسة في إطار مشروعها التوسعي السيطرة على مضيق باب المندب، لتهديد أمن وسلامة الملاحة العالمية.
وجدد رئيس الوزراء اليمني دعوته للأمم المتحدة بالضغط على إيران، من أجل وقف تدخلاتها في الشأن اليمني، ومنع تهريبها الأسلحة لميليشيا الحوثي الانقلابية، بما فيها الصواريخ الباليستية، وإلزامها بالقوانين الدولية.
كما وضع المبعوث الأممي أمام المعاناة المستمرة للمدنيين في محافظة الحديدة، جراء ممارسات الميليشيا الحوثية الإيرانية، بعد أن عبثت بالمساعدات الإنسانية وتهريبها الأسلحة الإيرانية، وتكريس موارد الميناء لإطالة أمد الحرب على الشعب اليمني.
من جانبه، عبّر المبعوث الأممي عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء، مشيدًا بجهود الحكومة في دعم عملية السلام، ونياتها الصادقة نحو التوصل إلى حل سياسي، انطلاقًا من مسؤولياتها تجاه اليمن والشعب اليمني.
وعبّر غريفيث عن ارتياحه للأفكار التي طرحها بن دغر على صعيد التوصل إلى استئناف مفاوضات السلام.
وقال إن الأمم المتحدة ستعمل خلال الأيام المقبلة، على التشاور مع مختلف الأطراف، لبلورة الرؤى والأفكار الممكنة المتسقة مع مرجعيات السلام، بالإضافة إلى التأكيد على الجوانب الإنسانية لليمنيين المتضررين
أرسل تعليقك