أعلنت وزارة الداخلية المصرية، السبت، إحباط مخطط لاستهداف كنائس بواسطة انتحاريين خلال أيام عيد الفطر، بينما شهدت البلاد حالة من الاستنفار الأمني الشديد لمنع العناصر المتشددة وأنصار جماعة الإخوان الإرهابية، من استغلال صلاة العيد في التحريض ضد السلطة الحالية، وقال مصدر في وزارة الأوقاف: إن "السلطات سوف تلاحق كل من يخالف التعليمات والضوابط، التي وضعتها الوزارة، عقب منح مفتشي الأوقاف الضبطية القضائية لتوقيف من يخرج عن المألوف أو من يصعد لخطبة العيد من الدعاة المتشددين المحرضين على العنف".
وقالت وزارة الداخلية: إن معلومات الأجهزة الأمنية كشفت عن 6 عناصر كونوا خلية عنقودية لتنفيذ عمليات عدائية عدة تزامنا مع احتفالات العيد، ومرور أربعة أعوام على ثورة 30 يونيو (حزيران)، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان؛ بهدف ترويع المواطنين وإفساد بهجتهم ومحاولة شق الصف الوطني.
وأضافت الداخلية في بيان لها، أنه تم التعامل مع تلك المعلومات ووضع خطة متكاملة، لملاحقة عناصر تلك الخلية، باستخدام الوسائل التكنولوجية والتقنيات الحديثة، والتي أكدت نتائجها سابقة تورطهم بالمشاركة، في تنفيذ حادث محاولة تفجير محل تجاري مملوك لأحد المسيحيين في محافظة دمياط خلال أبريل (نيسان) الماضي، وقيامهم برصد الكثير من الأهداف المهمة والحيوية في البلاد، والبدء في اتخاذ الإجراءات الفعلية لتنفيذ عمل عدائي، يستهدف إحدى الكنائس في محافظة الإسكندرية.
وتابع البيان: "كشفت المعلومات شروع تلك العناصر في تنفيذ مخططهم العدائي، باستخدام التفجير الانتحاري المزدوج بواسطة عنصرين، يقوم أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف في الكنيسة، يعقبها قيام الثاني بتفجير نفسه عقب تجمع عناصر أجهزة الأمن، وأعداد كبيرة من المواطنين نتيجة للحادث بهدف إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية".
مضيفًا: "أسفرت عمليات تتبع عناصر تلك الخلية عن رصد اختبائهم بإحدى الشقق السكنية، في منطقة العوايد في الإسكندرية للإعداد لتنفيذ مخططهم؛ فتم مداهمتها، عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا وضبط ستة من كوادر الخلية، من بينهم الانتحاريان المكلفان تنفيذ الحادث، في غضون ذلك، شهدت الساعات الأخيرة قبل حلول موعد صلاة عيد الفطر، محاولة لأنصار جماعة الإخوان، للبحث على ساحات وشوارع في الأماكن التي ينتشر فيها مؤيدوها، وبخاصة في أحياء بـ"شرق وجنوب القاهرة"، لإقامة صلاة العيد، بعيدًا عن الساحات الرسمية التي حددتها السلطات.
ودائما ما تشهد صلاة عيد الفطر سباقًا محمومًا بين الأوقاف، التي خاضت معارك كثيرة منذ عزل جماعة الإخوان الإرهابية، عن السلطة لإحكام سيطرتها على منابر التحريض والعنف، وبين الدعوة السلفية من جهة أخرى، والجماعة الإسلامية وعناصر موالية لـ"الإخوان" الإرهابية من جهة ثالثة، للسيطرة على الساحات والميادين.
وبينما رفعت وزارة الداخلية أقصى درجات اليقظة لرصد أي محاولات الكيانات الإرهابية، التي تسعى لتنفيذ مخططاتها العدائية والتآمرية ضد الوطن، وتكثيف الانتشار الأمني في الميادين والشوارع الرئيسية، منعت "الأوقاف"، صلاة العيد في الطرقات أو الزوايا أو المصليات والشوارع أو الحواري في ربوع البلاد، حيث اعتاد المصريون أن يفترشوا الشوارع والأرصفة خارج المساجد في الأعياد، وقرر الدكتور محمد مختار جمعة قصر الصلاة على الساحات المقررة بالخلاء والمساجد الجامعة. وأوضح المصدر في الأوقاف، أن "مفتشي الوزارة سوف يتواجدون في المناطق التي كانت تشهد انتشارا للدعاة المتشددين في القاهرة والمحافظات... وستتم مواجهة أي حشد لهم لإمامة المصلين في الساحات والصعود للخطبة بقوة".
في غضون ذلك، حذرت "الأوقاف"، من استغلال ساحات عيد الفطر سياسيا واستخدامها في نشر الأفكار الهدامة، من قبل الدعاة المتشددين، وقال المصدر في الوزارة: إنه "تم منع أي إمام غير أزهري من الخطابة في صلاة العيد، كما تم التنبيه على جميع الأئمة بعدم تناول أي أمور سياسية، وفي التحريض على إثارة الفوضى ضد الحكومة المصرية".
وأعلنت وزارة الأوقاف تخصيص 5020 ساحة لصلاة العيد في ربوع البلاد، مؤكدة أن "كل ساحة تحتوي على خطيب أساسي وآخر احتياطي"، لافتة إلى أنه من يقيم ساحة للصلاة عنوة بالقوة بعيدًا عن الطرق القانونية المعروفة يتعدى على حق الدولة"، المصدر نفسه كشف عن "تخوفات لدى الحكومة من قيام العناصر المتطرفة بتنفيذ أعمال تخريبية أو إرهابية تزامنا مع العيد، لتعكير صفو فرحة المصريين، حيث إن هذه الجماعات اعتادت على تنفيذ مخططات لها في الأعياد:.
وتتجه الدعوة السلفية للصلاة في ساحات تابعة لها، وبخاصة في الإسكندرية، وأن عددا من شيوخها غير الرسميين سوف يخطبون ويؤمون المصلين، وقال قيادي بالدعوة السلفية: إن "الدعوة ستقيم صلاة العيد في مناطق الزيتون، والجيزة، وشبرا، والمعادي، ومدينة نصر، والهرم في القاهرة، بينما يخطب نائب رئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي، بالإسكندرية التي تعد المعقل الأكبر للسلفيين، فضلا عن مساجد بمحافظات، كفر الشيخ، والغربية، والدقهلية".
مراقبون أكدوا، أن ساحات الأعياد دائمًا ما تمثل أزمات بين الأوقاف والدعاة غير الرسمين من التيارات الإسلامية، وأن مشايخ السلفيين والجماعة الإسلامية وعناصر من "الإخوان"، سيسيطرون على الساحات بالفعل، ويخطبون ويؤمون المصلين، ضاربين بقرارات الأوقاف بمنعهم "عرض الحائط".
ويُشار إلى أن هناك ساحات ثابتة للدعوة السلفية تقيم فيها صلاة العيد من كل عام، وبخاصة في الإسكندرية، مركز تجمعها، ترفع فيها لافتات بأسماء الدعوة السلفية، ويخطب فيها دعاه وأئمة الدعوة... ويقبل عليها المئات من مؤيدي الفكر السلفي بالإسكندرية وتخصص ساحات كبيرة للنساء وتقدم هدايا وجوائز للأطفال لتشجيعهم على الصلاة.
أرسل تعليقك