كشفت شركة "بي بي" عن مساعيها الاستثمار في مصر بمبلغ 1.8 مليار دولار، خلال عام 2019، كما أعلنت شركة "مبادلة" للاستثمار التابعة لحكومة أبو ظبي، أنها توصلت لاتفاق مع شركة "إيني" الإيطالية تشتري بموجبه حصة 20% في امتياز حقل "نور" البحري للغاز.
وفي استطلاع لـ "مصر اليوم"، رأى عدد من الخبراء والمتخصصين، أن ضخ المزيد من الاستثمارات في مجال البترول، خطوة إيجابية لتشجيع باقي الشركات الكبرى العاملة بقطاع البترول على الاستثمار في مصر.
بداية قال المهندس طارق الحديدي، رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول السابق، إن استحواذ شركة "مبادلة" الإماراتية على 20% من امتياز حقل "نور" البحري، رسالة إيجابية لجذب استثمارات أجنبية ضخمة خلال السنوات المقبلة لقطاع البترول، عبر طرح المزايدات على الشركات الأجنبية العالمية.
وأضاف الحديدي، أن اكتشافات مصر في مجال البترول، بحاجة إلى استثمارات ضخمة من جانب الشركاء الأجانب، كما أن بعض الحقول غير المكتشفة حتى الآن، ستزيد من إنتاجنا المحلي الذي يضمن إمكانية سداد مديونيات الشركاء الأجانب نهائيًا قبل نهاية عام 2019، لافتًا إلى أن منطقة البحر الأحمر مليئة بالبترول والغاز الطبيعي وتضم ثروات تعدينية، ولكن تكلفة حفر أي بئر استكشافية جديدة في المياه العميقة سواء في منطقتي البحر المتوسط أو البحر الأحمر لا تقل عن 10 مليارات دولار، موضحا أن استخراج أي كميات جديدة من البترول والغاز الطبيعي من الحقول التي تمتلكها مصر، سيساهم في اقتراب تحول مصر لمركز إقليمي لتداول الطاقة بالمنطقة، ودعم الاقتصاد القومي.
وبدوره أكد رمضان أبو العلا، الخبير البترولي، أن هذه الاستثمارات ستقود إلى اكتشافات ضخمة لحقول الغاز الطبيعي في مصر، موضحًا أن مثل هذه الخطوات ستساهم في تشجيع بقية الشركات الكبرى العاملة في مجال البترول على الاتجاه إلى مصر، مما يحقق مزيد من الاكتشافات التي تسرع بتحقيق الأهداف المصرية، وزيادة المخزون الاستراتيجي مع توفير العملة الصعبة.
وأوضح أبو العلا، أن تخصيص مثل هذه الاستثمارات للتوسع في مصر، كافيًا لتنمية الحقول المكتشفة بالفعل وضمان استمراريتها، مع اكتشاف حقوق أخرى وزيادة الإنتاج، مما يعود إيجابًا على مركز مصر بين الدول، لافتًا إلى أن قرار شركة "بي بي" بالاستثمار في مصر، جاء بعد عدة نجاحات أبرزها الاستقرار السياسي، وسداد الحكومة جزء كبير من الديون المتأخرة عليها لشركات البترول الأجنبية، مما أعطاهم دفعة ثقة في الأوضاع المصرية، فضلا عن الاكتشافات الضخمة التي تم الإعلان عنها في الفترة الأخيرة التي تمثل عامل جذب للعديد من الأطراف للاستثمار في مصر.
يذكر أن بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي" أكد على أن شركته تخطط لاستثمار 1.8 مليار دولار في مصر خلال العام المقبل، في إطار خطة أكبر لتوسعة عملياتها بالشرق الأوسط، مضيفًا في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية أن الشركة البريطانية أنفقت ما يصل إلى 6.8 مليار دولار في مصر في العامين الماضيين.
وقال رئيس شركة "بي بي" إن شركته تنمو بشكل سريع للغاية في سلطنة عمان من خلال التوسع في تطوير حقل "خزان" للغاز وتحديث المصفاة مع شركة البترول الكويتية، وكذلك في مصر أيضًا، وتخطط الشركة لاستثمار نحو مليار دولار أخرى في أبو ظبي في إطار خططها التوسعية بمنطقة الشرق الأوسط العام المقبل.
ومن ناحية أخرى، قالت شركة "مبادلة" للاستثمار التابعة لحكومة أبو ظبي، في بيان لها نقلته "آرابيان بيزنيس"، إن شركتها التابعة "مبادلة" للبترول توصلت إلى اتفاق مع شركة إيني الإيطالية تشتري بموجبه حصة 20% في امتياز "نور" البحري للغاز الطبيعي بشمال سيناء، ولم يفصح البيان عن قيمة الصفقة التي يخضع إتمامها إلى مجموعة من الشروط، والتي تشمل الحصول على الموافقات التنظيمية من الهيئات الحكومية المعنية في مصر.
وفي أغسطس/آب الماضي، وقّعت "إيني" اتفاقًا لبدء حفر بئرين بمنطقة نور في البحر المتوسط باستثمارات قيمتها 105 ملايين دولار، وتعد شركة "إيني" المشغل لمنطقة امتياز "نور" وذلك من خلال شركة "أيوك" التابعة لها، وتمتلك "إيني" في هذا الامتياز الذي تشارك فيه الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية حصة نسبتها 85% بالشراكة مع شركة "ثروة للبترول" التي تمتلك حصة نسبتها 15%.
وتعد هذه هي الصفقة الثانية من نوعها لـ "مبادلة" في مصر، بعد أن استحوذت في يونيو/حزيران الماضي على حصة تبلغ 10% من امتياز "شروق" الذي يضم حقل ظهر العملاق للغاز الطبيعي من شركة إيني الإيطالية في صفقة بلغت قيمتها 934 مليون دولار.
أرسل تعليقك