تناولت الأسرة المكونة من 4 أفراد (زوجين وطفلين) وجبة العشاء، بعدما ردد الأب على مسامع الأسرة: «هنتحر.. خلاص هنتحر وأستريح».. قالت له زوجته المُدرسة: «هون على نفسك مش كده». وبينما دخلت حجرتها استعدادًا للنوم والاستيقاظ مبكرًا لعملها وتوصيل طفليها لمدرستهما، كان زوجها، الموظف بإحدى شركات البترول، يخبئ سكين مطبخ خلف ظهره، فلاحظه ابنه الكبير وسأله: «هتعمل إيه يا بابا؟»، ثوانٍ وتوجه الرجل إلى حجرة النوم وانهال على زوجته طعنًا بالسكين ولم يكتف بتقطيع رئتها، بل ضرب رأسها بـ«شومة» وجرح طفليه وهما يهرولان لشقة خالهما يخبرانه بما تعرضت له والدتهما، إلا أن الأحداث انقلبت رأسًا على عقب بعدما قفز الزوج من شرفة شقته بالطابق الرابع منتحرًا قبل أن ينطق الشهادتين، ليترك الحادث مشاعر حزن بالغة في منطقة الوراق بالجيزة.
بمستشفى حكومى، ترقد «إيمان سعيد»- في العقد الثالث من العمر- بغرفة العناية المركزة، يتدلى من جسدها الهزيل الخراطيم والأنابيب بعد إجراء عملية جراحية استغرقت نحو 12 ساعة، إذ طالت رئتها طعنات الزوج المنتحر.
والدة «إيمان»، سيدة مُسنة، هرولت من منزلها حافية القدمين بملابس النوم إلى المستشفى مع ابنتها المجنى عليها بسيارة الإسعاف، لم تذق عيناها النوم منذ وقوع الحادث.
يوم الواقعة كانت الأمور على ما يُرام، لا يوجد ما يعكر صفو زوج ابنتها «على»، الشاب الأربعينى، لكنها تقول إن زوج ابنتها قبل نحو أسبوعين أصيب بمرض العصب السابع، وأخبره الأطباء بأن ميكروبًا بأذنه اليسرى من المحتمل أن ينتقل إلى الأخرى، ما قد يفقده السمع ويصاب أيضا بمرض السكرى.
منذ سماع الزوج «على» كلام الأطباء وهو في حالة عصبية أدت به إلى أن أخبر زوجته «إيمان» برغبته في الانتحار.
أم المجنى عليها تروى أن ابنتها كانت تصبر وتتحمل زوجها رغم خلافاتهما المتكررة، وأن الزوج- مسقط رأسه طنطا- كان يؤجر شققًا بالمدة، وخلال الفترة الأخيرة حضر إلى العقار محل سكنهم ليقطن بالطابق الأخير.
«بنتى كانت بتسيب عيالها معايا وتروح للدكاترة مع زوجها».. قالتها والدة «إيمان» والدموع تسبق كلامها قبل أن تضيف: «عمرها ما قصرت معاه في حاجة، وكانت بعد شغلها في المدرسة بتجيب العيال وتوديهم الدروس وبعدين تروح للعيادات مع زوجها».
الطفلان «محمد»، و«يوسف»، أكبرهما 10 سنوات، تلقيا العلاج بأحد المستشفيات، وخرجا للعيش مع خالهما وخالتهما.
جدتهما تقول إن الطفلين حالتهما النفسية سيئة للغاية: «قاعدين يبكوا ليل نهار على أمهم وأبوهم ومأساتهما».
الطفلان قاوما والدهما واعتداءه على أمهما بالسكين والشومة وأصيبا بجروح وكدمات، أحدهما هرول إلى خاله يخبره: «الحق يا خالو بابا بيموت ماما»، وحينها فوجئ الخال وجيرانه بصعود الزوج إلى شرفة شقته وهو يردد الشهادتين ويقول: «ضربتها علشان أقتلها وهموت نفسى».
وبصعود الجميع لشقة «إيمان» وجدوها غارقة في دمائها، فنقلوها وطفليها إلى المستشفى في مشهد مأساوى أبكى الجميع، بينما وصلت سيارة إسعاف لنقل جثة المنتحر إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.
الجيران بالشارع محل الواقعة يحكوا أن «على» كان يجلس إليهم قبل الحادثة بنحو الساعة ويوصيهم بطفليه: «خلوا بالكم من (محمد) و(يوسف)!».
كاميرات المراقبة بالمنطقة لم تلتقط صورًا لواقعة انتحار الموظف كونها كانت معطلة، وطلبت جهات التحقيق تحريات تكميلية لأجهزة الأمن لكشف ملابسات الواقعة
واستدعاء شقيق الزوجة، المجنى عليها، واستمعت لأقواله والطفلين المجنى عليهما.
قد يهمك أيضا:
مصدر في «السكة الحديد» يكشف عن تحليل مخدرات مفاجئ لـ30 ألف عامل والبداية بالسائقين
ًحبس محامٍ سرق هاتف مستشار داخل وزارة العدل المصرية
أرسل تعليقك