شنّت قوات سورية الديمقراطية قصفًا صاروخيًا، على مواقع تابعة لتنظيم "داعش"، ويشهد الجيب الأخير المتبقي للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، استمرار العمليات العسكرية لقوات سورية الديمقراطية وقوات التحالف الدولي بغية إنهاء تواجد عناصر التنظيم في الجيب الأخير هذا، وتتواصل الاشتباكات بين الطرفين على محاور في منطقة الباغوز الفوقاني.
استمرار الاشتباكات على الضفاف الشرقية لنهر الفرات
ونشر المرصد السوري ، أنه لا تزال الاشتباكات مستمرة بوتيرة عنيفة ضمن الجيب الأخير المتبقي لتنظيم "داعش" على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، بين عناصر التنظيم من جهة، وقوات سورية الديمقراطية مدعمة بقوات التحالف الدولي من جهة أخرى، وسط تنفيذ طائرات التحالف الدولي لمزيد من الضربات الجوية على مواقع التنظيم في المنطقة.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هجومًا معاكسًا ينفذه عناصر التنظيم منذ صباح الأربعاء على مواقع قسد في منطقة الباغوز الفوقاني، وسط دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن تفجير التنظيم لعربتين مفخختين على الأقل استهلت بهما هجومها المعاكس، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، على صعيد متصل علم المرصد السوري أنه لا يزال قسم من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية من أبناء بلدة هجين، يرفض التوجه لقتال التنظيم على جبهات الباغوز والسوسة، احتجاجًا منهم على توقف العمليات العسكرية نحو بلدتهم هجين، بينما انخرط القسم الآخر من أبناء هجين في قتال التنظيم على الجبهات الأخرى.
وحصل المرصد السوري على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت للمرصد السوري أن رتلان للتحالف الدولي أحدهما يضم 5 كاسحات ألغام، وآخر يضم 9 عربات همر أميركية، توجهوا صباح الثلاثاء من العام 2018، وبعد ظهر اليوم، إلى خطوط التماس مع تنظيم "داعش"، في الجيب الأخير الخاضع لسيطرته في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات مستمرة بعنف بين قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، على محاور في الجيب الواقع عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتترافق الاشتباكات العنيفة مع عمليات قصف متجددة من قبل التحالف الدولي وقسد، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الأخير والتنظيم، كذلك رصد المرصد السوري تحليقاً مستمراً لطائرات التحالف الدولي واستهدافها بين الحين والآخر لمناطق سيطرة التنظيم ومواقعه في الجيب ذاته.
المعركة تشهد صعوبات بسبب كثرة الأنفاق التي يعتمد عليها "داعش"
كما أن المصادر الموثوقة كانت أكدت للمرصد السوري أن القتال لا يزال عنيفاً والمعركة تشهد صعوبات نتيجة كثرة الأنفاق التي يعتمد تنظيم "داعش" عليها، والتي كان حفرها خلال الفترة التي سبقت العمليات العسكرية في هذا الجيب، كما أن قوات سورية الديمقراطية تعتمد على عمليات التقدم خلال النهار وتراوح مكانها ليلاً أو تضطر إلى التراجع خشية الهجمات المعاكسة التي تتم بآليات مفخخة وانتحاريين، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم شوهد وهو يستقدم تعزيزات عسكرية ومعدات من غرب نهر الفرات وينقلها إلى الجيب الأخير له في شرق الفرات، فيما أكدت المصادر أنه تعمد طائرات التحالف الدولي لتأخير تنفيذ ضرباتها خشية تنفيذ مجازر بحق المدنيين المتبقين في الجيب الأخير لتنظيم "داعش" بشرق نهر الفرات، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عمليات قصف مدفعي من قبل التحالف الدولي بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، والتي تسبب بمزيد من الأضرار والدمار في البنى التحتية، كذلك نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد خلال الـ 48 ساعة الأخيرة تمكن القوات الحكومية السورية من تحقيق تقدم داخل بلدة الباغوز بالتزامن مع هجومها وتقدمها في منطقة السوسة في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وترافقت الاشتباكات مع تفجير عناصر من تنظيم "داعش" لأنفسهم باحزمة ناسفة وآليات مفخخة، وسط قصف مكثف من قبل التحالف والقوات الفرنسية وقوات سوريا الديمقراطية على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه.
ورصد المرصد السوري نقل قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي لعشرات الأشخاص والعوائل إلى مخيم البحرة المؤلف من أكثر من مئة خيمة، في ريف بلدة هجين، والذي أنشأته قسد والتحالف، بغرض إيواء العوائل النازحة وعوائل عناصر تنظيم "داعش"، حيث من المرتقب أن يجري استقبال النازحين في المخيم خلال الأيام القليلة المقبلة، كما كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن ما يزيد عن 100 من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردي "الآسايش"، توجهوا إلى بلدة هجين ومحيطها، بغرض تثبيت نقاط سيطرة بعد تقدم قوات سورية الديمقراطية في المنطقة، فيما كان نشر المرصد السوري قبل 72 ساعة من الآن، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت للمرصد السوري أن تنظيم "داعش" يعتمد في عملياته العسكرية في الجيب الخاضع لسيطرته عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والذي يشهد هجومًا من قبل قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي، يعتمد على 3 عناصر رئيسية في صد الهجوم هذا، ألا وهي الأنفاق التي جرى حفرها من قبل تنظيم "داعش"، في أسفل بلدات المنطقة، والتي تربطها ببعضها، كما تصلهم بخط الجبهة ولمناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية في محيط الجيب، ما يتيح لهم حرية الحركة دون التعرض لقصف من الطائرات الحربية التابعة للتحالف أو لاستهداف من القوات البرية العاملة في المنطقة، بالإضافة للاعتماد على شبكة ألغام كثيفة جرى زراعتها قبل انطلاقة العملية العسكرية في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018.
ويعتمد التنظيم على الهجمات المعاكسة، التي تجري ضد قوات سورية الديمقراطية العاملة في المنطقة، في محاولة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، أيضاً كانت وردت معلومات للمرصد السوري من عدة مصادر، تحدثت عن قيام عناصر من تنظيم "داعش"، بالتسلل عبر نهر الفرات، إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات، حيث مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن العناصر يعمدون للانتقال بعدها إلى بادية دير الزور، حيث مناطق تواجد التنظيم وسيطرته، على غرار ما جرى قبل في حزيران/يونيو ونيسان/إبريل الماضيين من العام الجاري 2018، من قيام نحو 400 مقاتل من تنظيم "داعش" من جنسيات سورية وغير سورية، عبرت من الجيب الواقع في شرق الفرات، والمطوق من قبل قوات سورية الديمقراطية المدعمة من قبل التحالف الدولي، إلى غرب نهر الفرات، على شكل مجموعات، حيث جرى العبور من منطقة الشعفة، بعد عمليات قصف مكثفة من قبل تنظيم "داعش" على مناطق سيطرة النظام والمسلحين الموالين لها في غرب نهر الفرات.
الهدوء الحذر يسيطر على مناطق الهدنة الروسية – التركية
يتواصل الهدوء الحذر ضمن مناطق الهدنة الروسية – التركية في كل من حلب وحماة وإدلب واللاذقية، حيث يسود الهدوء الحذر منذ بعد ظهر الأربعاء وحتى اللحظة، بعد سلسلة من الخروقات منذ ما بعد منتصف ليل أمس متمثلة بعمليات قصف واشتباكات بالريف الحلبي، وقصف صاروخي من قبل القوات الحكومية السورية استهدف الريف الحموي، حيث كان المرصد السوري نشر خلال الساعات الماضية، أنه تعرضت أماكن في بلدة اللطامنة وأطرافها بالريف الشمالي الحموي، لقصف صاروخي نفذته القوات الحكومية السورية بعد ظهر الأربعاء، دون معلومات عن خسائر بشرية، لتسجل خرقًا جديدًا ضمن مناطق الهدنة الروسية – التركية في المحافظات الأربع حماة وإدلب وحلب واللاذقية، دون حراك مع الضامنين لها، في ضبطها وإرساء قواعدها، فيما دون ذلك يتواصل الهدوء الحذر في عموم مناطق الهدنة.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم أنه رصد تصاعد الخروقات بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء ضمن الهدنة الروسية – التركية في كل من حلب وحماة وإدلب واللاذقية، حيث شهدت محاور ومناطق في الريف الحلبي عمليات قصف واشتباكات واستهدافات جرت بعد منتصف الليل، إذ رصد المرصد السوري اشتباكات جرت على محوري المنصورة والراشدين غرب مدينة حلب، وبيانون وتل مصيبين والملاح شمال حلب، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، كذلك قصفت القوات الحكومية السورية بعد منتصف ليل الثلاثاء أماكن في بلدة حيان بريف حلب الشمالي وأماكن أخرى بالريف الشمالي الغربي لحلب، ما أسفر عن سقوط جرحى في حيان، فيما استهدفت الفصائل مواقع سيطرة القوات الحكومية السورية في منطقة باشمرا بالريف الشمالي الغربي لحلب، ولا معلومات حتى الآن عن خسائر بشرية، وفي الريف الحموي، جددت القوات الحكومية السورية قصفها الصاروخي، مستهدفة بلدة اللطامنة بالريف الشمالي.
وأعلن المرصد السوري في الأسابيع الأخيرة تصاعد وتيرة تحضيرات النظام بشكل أكبر، لبدء معركة إدلب الكبرى، إذ علم المرصد السوري من مصادر متقاطعة، أن القوات الحكومية السورية حشدت غالبية قواتها التي خاضت معارك سابقة ضد الفصائل وتنظيم "داعش"، ونقلتها إلى خطوط التماس وجبهات القتال في أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، بغية كسب ورقة رابحة في المعركة، التي حشدت لها أكثر من 2000 مدرعة لحد الآن، واستدعت لذلك عشرات آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، مع استدعاء ضباطها وقادة عملياتها وعلى رأسهم العميد في قواتها سهيل الحسن والمعروف بلقب “النمر”.
واتبعت القوات الحكومية السورية تكتيك القصف المتبعثر، عبر نقل محور القصف بين اليوم والآخر، وتركيز القصف في كل مرة على منطقة دون الأخرى، لتشتيت المقاتلين في الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل العاملة في مناطق سيطرة الفصائل، شمال وشرق وغرب خط التماس بين القوات الحكومية السورية والفصائل الممتد من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً لريف حلب الجنوبي مروراً بسهل الغاب وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، فيما شهدت مناطق سيطرة الفصائل من الفصائل المقاتلة والإسلامية والجبهة الوطنية للتحرير والحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، تحضرًا هي الأخرى لمواجهة هذه الحشود الكبيرة في حال انطلقت المعركة، فعمدت لحفر الأنفاق والخنادق وتقوية نقاط تمركزها، وزيادة محارسها وأعداد مقاتليها على الجبهات.
وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قيادة لواء الدفاع الجوي في مدينة بانياس في الساحل السوري أقدمت على استدعاء 5 ضباط من الدفاع الجوي بريف بانياس ممن شاركوا في محاولة صد الهجمات الإسرائيلية التي جرت مساء الاثنين، وأضافت المصادر أن الاستدعاء هذا جاء بغية التحقيق في قضية إسقاط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري من قبل الدفاعات الجوية التابعة للنظام في اللواء 23 بريف بانياس، هذا وأبقت قيادة اللواء على اثنين من الضباط في القوات الحكومية السورية قيد التحقيق فيما سمحت للـ 3 الآخرين الذهاب، كما أبلغت المصادر المرصد السوري أن التحقيق جرى بوجود ضابط روسي.
الصواريخ التي أسقطت الطائرة الروسية أطلقتها الدفاعات الجوية السورية
وكان المرصد السوري نشر الثلاثاء، أنه أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الصواريخ التي أسقطت الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري، أطلقتها الدفاعات الجوية التابعة للنظام في اللواء 23 بريف بانياس، حيث أكدت المصادر الموثوقة أن الصواريخ خرجت من هذه المنطقة واستهدفت الطائرة الروسية في المنطقة الواقعة بعرض البحر قبالة المنطقة الواقعة بين جبلة وبانياس، إذ ظهرت على الرادارات بأن هدفاً معادياً يتواجد في توقيت الضربات الصاروخية الإسرائيلية التي طالت مستودعات في المؤسسة التقانية الواقعة في الضواحي الشرقية لمدينة اللاذقية، حيث تقع هذه المؤسسة التابعة لوزارة الصناعة في منطقة صناعية تضم معامل ومصانع، في منطقة تعد مدنية وليست منطقة عسكرية.
والمصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الصواريخ الإسرائيلية، التي أطلقت ريف بانياس بمحافظة طرطوس الساحلية، كانت تحاول استهداف بطاريات الدفاع الجوي التي كانت تطلق صواريخها لاعتراض القصف الإسرائيلي، وكان المرصد السوري وثق مقتل اثنين من العسكريين لم تعرف هويتهما حتى اللحظة، خلال الضربات الصاروخية الإسرائيلية المكثفة لمستودعات ضمن مؤسسة الصناعات التقنية الواقعة في الضواحي الشرقية لمدينة اللاذقية، حيث تم العثور على الجثتين بعد إخماد الحرائق التي تسبب بها الاستهداف، فيما كان الاستهداف قد أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 10 عسكريين هم 7 سوريين فيما لم تعرف هوية الـ 3 الآخرين، مما يرشح ارتفاع في أعداد القتلى.
وفي حين كان نشر المرصد السوري أنه هزت انفجارات المنطقة الساحلية في سورية، في القسم الغربي من البلاد، ناجمة عن عمليات قصف صاروخي طالت مناطق في اللاذقية، وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الصواريخ التي لا يعلم ما إذا كانت إسرائيلية أم تابعة للتحالف الدولي، استهدفت مستودعات تابعة للمؤسسة التقنية في الضواحي الشرقية لمدينة اللاذقية، حيث شوهد وميض بشكل متكرر يلمع في سماء اللاذقية وطرطوس وبانياس ناجمة عن استهدافات الدفاعات الجوية التابعة للنظام لهذه الصواريخ واعتراض مسارها، كما شهدت المنطقة انقطاعاً للتيار الكهربائي، فيما لم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية أو المادية نتيجة هذا الاستهداف.
أرسل تعليقك