يسود توتر في القطاعين الشمالي والشمالي الغربي من ريف حلب، بين كبرى الفصائل العاملة في المنطقة، نتيجة اقتحام مجموعة مسلحة، وقالت مصادر متقاطعة أنها تابعة لهيئة تحرير الشام، لمقر تابع للجبهة الوطنية للتحرير، في بلدة كفر حمرة، والاستيلاء على محتويات المقر، واعتقال عناصر كانوا في المقر، بالتزامن مع محاصرة الهيئة لمقر آخر للجبهة الوطنية للتحرير في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى إثارة التوتر بين الجانبين، وسط استنفار تشهده المنطقة.
ويأتي هذا التوتر بالتزامن مع مخاوف من تصاعد الخلاف بين الطرفين وتحوله إلى اقتتال بينهما، وفي أعقاب تنفيذ الطرفين عمليات متزامنة ضد العشرات من الخلايا التابعة لتنظيم "داعش" وعشرات المتهمين بـ "التخابر مع النظام للتوصل لمصالحات".
عملية توحد
ويشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد في الأول من آب / أغسطس الجاري، عملية توحد من قبل 5 تشكيلات عسكرية، عاملة في الشمال السورية ومهجرة إليه، تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، بعد لقاءات ومشاورات جمعت بين ممثلين وقادة عن كل من جبهة تحرير سورية، وألوية صقور الشام، وجيش الأحرار، وتجمع دمشق، معلنة عن ذاتها "كنواة لجيش الثورة المقبل".
ويأتي هذا التوحد، فيما أعلن الفصيل عن هيكليته العسكرية الكاملة، ويأتي هذا الاندماج ، بعد أكثر من شهرين على اندماج سابق بنفس المسمى، حيث كان رصد لرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في أواخر أيار /مايو الماضي، من العام الجاري 2018، إعلان 11 فصيلًا عن تشكيل "الجبهة الوطنية للتحرير".
وأعلن كل من فيلق الشام، الفرقة الساحلية الأولى، الفرقة الساحلية الثانية، الفرقة الأولى مشاة، جيش إدلب الحر، جيش النصر، جيش النخبة، الجيش الثاني، شهداء الإسلام داريا، لواء الحرية، الفرقة 23، عن تشكيل هذا الجيش في بيان واحد يعلن انطلاقة التجمع الجديد.
وجاء في البيان "انطلاقًا من واجبنا في السعي لجمع كلمة الفصائل المقاتلة، واستشعارًا منّا بالمخاطر التي ألمت بساحة الشام من جراء تفرق هذه الفصائل،
واستدراكًا لما فات من تقصير، وسعيًا للتعاون مع إخواننا، في ما هو آت من مسؤوليات، فقد سعت الفصائل الموقِّعة على هذا البيان، إلى تشكيل جديد تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، وإننا إذ نعلن ولادة هذا التشكيل الجديد، نسأل الله تعالى أن يكون مشروعًا جامعًا لكل المكونات الثورية التي تؤمن بأهداف ثورتنا والتمسك بثوابتها وتسعى لتحقيقها”.
دوي انفجارات في درعا
وسمع دوي انفجارات في حوض اليرموك، بالريف الغربي لدرعا، ناجمة عن انفجار ألغام في منطقة محور خربة يبلا، في جنوب بلدة سحم الجولان، كما انفجرت ألغام أخرى بمنطقة قريبة من الموقع آنف الذكر، كان زرعها جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “داعش”، ما تسبب بإصابة 4 أطفال بجراح.
استمرار استهداف مطار حميميم العسكري لليوم الخامس على التوالي
هزت انفجارات لليوم الخامس على التوالي ريف جبلة الواقعة في ريف مدينة اللاذقية، أكدت مصادر متقاطعة أنها ناجمة عن عملية استهداف جديدة من قبل الدفاعات الجوية للطائرات المسيرة، التي عادت من جديد لمهاجمة قاعدة حميميم العسكرية، والتي تعتبر القاعدة الرئيسية للقوات الروسية في سوريا، فيما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد والسبت والجمعة والخميس، استهدافات مماثلة للطائرات المسيرة خلال محاولتها استهداف المطار.
وكان المرصد السوري نشر الأسبوع الماضي، أنه بين زيارة أحد أبرز رعاة القتل في سوريا، وبين مؤتمر سوتشي، الذي يكمل سلسلة لقاءات آستانة، جولات من الاستنفار، ومن الهجمات الجوية، التي يعقبها الهدوء المخيم على قاعدة حميميم العسكرية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية الساحلية.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هدوءًا يسود منطقة مطار حميميم العسكري، بالتزامن مع جولة "آستانة 10"، والتي تجري مدينة سوتشي الروسية، بين وفدي المعارضة والنظام وبحضور الروس والإيرانيين والأتراك، والذي يعد استمراراً للهدوء المخيم على المنطقة منذ الـ 29 من تموز / يوليو الماضي من العام الجاري 2018، تاريخ آخر هجوم جوي على قاعدة حميميم.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 17 هجومًا، جرى تنفيذها، عبر طائرات مسيرة، تمكن بعضها من استهداف المطار، وإحداث أضرار مادية ودمار في معدات ضمنه، فيما فشلت هجمات أخرى، نتيجة استهدافها من قبل الدفاعات الجوية المسؤولة عن حماية المطار وأمنه، ومن ضمن المجموع العام للهجمات، 13 هجومًا على الأقل استهدف المطار خلال شهر تموز / يوليو الماضي من العام الجاري 2018.
وكانت باكورة الاستهدافات في الـ 6 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، فيما كانت جرت عملية استهداف صاروخي لمنطقة المطار في أواخر ديسمبر / كانون الأول من العام الماضي 2017، بعد زيارة بوتين للمنطقة، في الـ 11 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2017، إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في ريف جبلة في محافظة اللاذقية، التقى خلالها الضباط الروس المشرفين على العمليات العسكرية في سوريا، إضافة لالتقائه بالرئيس السوري، وحضورهما لعرض عسكري داخل القاعدة العسكرية.
كما أن مصادر رجحت أن الهدوء الذي يجري فيما يتعلق بمطار حميميم، مرتبط بعملية دفع روسيا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتأمين مناخ تفاوضي بشروط أفضل، على الرغم من أن الفصائل المعارضة لم تتبنى أياً من عمليات الهجوم الجوي، بالرغم من اتهامات روسية لفصائل المعارضة في إدلب وجبال اللاذقية، بتنفيذ هذا النوع من الهجمات، لزعزعة القوات الروسية وتشتيتها وإنهاكاها بالاستنفارات المتتالية ضمن منطقة المطار، ومناطق تواجد القوات الروسية في مناطق أخرى.
عمليات قصف مستمرة على بادية ريف دمشق
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الحكومية السورية عمليات قصفها لمناطق تحت سيطرة تنظيم "داعش" في بادية ريف دمشق، بالتزامن مع اشتباكات بين عناصر من التنظيم من جهة، والقوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة تلول الصفا، في محاولة من القوات الحكومية السورية التقدم في هذه المنطقة، حيث تسمع أصوات إطلاق النار والقذائف، وسط مقتل المزيد من عناصر الطرفين، حيث ارتفع إلى 16 على الأقل من القوات الحكومية السورية.
كما ارتفع إلى 36 على الأقل عدد عناصر التنظيم ممن قتلوا منذ الـ 5 من شهر آب / أغسطس الجاري، كذلك جاءت عملية التقدم عقب وصول تعزيزات عسكرية من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها إلى ريف السويداء.
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه تتزامن عملية التقدم هذه مع المعلومات التي كانت وردت للمرصد بشأن قيام القوات الحكومية السورية بتسهيل مرور عناصر تنظيم “داعش”، من البادية السورية في أطراف ريف دمشق، نحو محافظة حمص، مقابل الإفراج عن مختطفات ومختطفي السويداء، الذين تصاعدت المخاوف عليهم بشدة، بعد تردي أوضاع بعض المختطفات صحيًا، منذ اختطافهن واحتجازهن في الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام 2018، حيث جرت المفاوضات خلال الأيام الفائتة بين النظام ووجهاء من السويداء وعناصر تنظيم “داعش”، لإجراء صفقة ينتقل التنظيم بموجبها إلى بادية حمص مقابل إطلاق سراح المختطفين والمختطفات.
ونشر المرصد السوري أيضًا أنه تشهد مناطق في محافظة السويداء عمليات مداهمة واعتقال نفذتها القوات الحكومية السورية، لمن قالت مصادر متقاطعة أنهم “مطلوبون” لالقوات الحكومية السورية، بعد اعتقال 5 أشخاص من البدو في الريف الشرقي والتحقيق معهم، حيث تجري عمليات البحث عن متهمين بـ "التعامل مع تنظيم داعش"، الذي هاجم في الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2018، وقتل وأعدم نحو 260 شخصاً بينهم 142 مدنيًا من ضمنهم 38 طفلًا ومواطنة، واختطف نحو 30 آخرين، لا يزال يحتجزهم لديه بعد أن أعدم فتى ووفاة مواطنة مختطفة بظروف غامضة.
كما كان نشر المرصد السوري ما حصل عليه معلومات من مصادر متقاطعة، عن قيام القوات الحكومية السورية بتسهيل مرور عناصر تنظيم “داعش”، من البادية السورية في أطراف ريف دمشق، نحو محافظة حمص، مقابل الإفراج عن مختطفات ومختطفي السويداء، الذين تصاعدت المخاوف عليهم بشدة، بعد تردي أوضاع بعض المختطفات صحيًا، منذ اختطافهن واحتجازهن في الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام 2018.
وجرت المفاوضات خلال الأيام الماضية بين النظام ووجهاء من السويداء وعناصر تنظيم "داعش"، لإجراء صفقة ينتقل التنظيم بموجبها إلى بادية حمص مقابل إطلاق سراح المختطفين والمختطفات، في حين لا تزال القوات الحكومية السورية تمشط مناطق بادية السويداء، للتأكد من خلوها من أي عناصر متوارين من التنظيم في مناطق الباديتين الشرقية والشمالية الشرقية من ريف السويداء.
القوات الحكومية السورية تواصل عمليات قصفها للشمال الحموي
وهزت انفجارات مجددًا مناطق في القطاع الشمالي من الريف الحموي، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفًا من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في القطاع بلدة كفرزيتا وقرية حصرايا، وقرية الجنابرة "البانة" وتل عثمان، ومناطق أخرى من الريف ذاته، ما تسبب بمزيد من الأضرار المادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، ليرتفع إلى 2044 على الأقل عدد القذائف المدفعية والصاروخية التي أطلقتها القوات الحكومية السورية مستهدفة مناطق في القطاع الشمالي من ريف حماة والقطاعين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي، خلال الأيام الـ 37 الأخيرة، حيث طالت عمليات القصف الصاروخي والمدفعي قرى وبلدات الريف الحموي الشمالي مثل اللطامنة وكفرزيتا وحصرايا والزكاة والجنابرة “البانة” ومعركبة والصياد وتل عثمان وهواش وعدة مناطق أخرى من هذا الأرياف.
ويُذكر أن عمليات القصف هذه التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان تسببت في وقوع عدد من الشهداء والجرحى، في المناطق التي تعرضت للقصف المدفعي والصاروخي، كما تسبب القصف المكثف، والمتفاوت بين اليوم والآخر، في إحداث المزيد من الدمار في القرى والبلدات آنفة الذكر، والتي شهدت سابقاً عمليات قصف مماثلة وبوتيرة أعنف من ذلك، متسببة دمارًا كبيرًا وأضرارًا مادية جسيمة في ممتلكات مواطنين والبنى التحتية والمرافق العامة والخاصة، وموقعة كذلك المئات من الشهداء والجرحى، حيث كانت عمليات القصف تزداد وتيرتها، في الأوقات التي تندلع فيها معارك عنيفة أو هجمات كبيرة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، والفصائل المقاتلة والإسلامية.
انفجار سيارة محملة بذخيرة في مدينة إدلب
ورصد المرصد دوي انفجار عنيف في مدينة إدلب، حيث أكدت مصادر متقاطعة أنه ناجم عن انفجار سيارة تحمل الذخيرة، وتتبع لهيئة تحرير الشام، ما تسبب بأضرار مادية، ومعلومات عن خسائر بشرية جراء الانفجار، حيث يأتي هذا الانفجار في أعقاب نحو 42 ساعة على انفجار مستودع للأسلحة في بلدة سرمدا، الواقعة في القطاع الشمالي من ريف إدلب، والقريبة من الحدود السورية – التركية، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه يزال الاستياء يسود في أوساط المهجرين وسكان بلدة سرمدا وأجزاء أخرى من محافظة إدلب، من التفجير الدامي الذي تسبب بمجزرة كبرى، أودت بحياة عشرات الأشخاص.
ووثق المرصد اتهام بعض من ذوي الشهداء، الأطراف العسكرية المسيطرة على بلدة سرمدا، بـ “التسيب والإهمال والعجز عن محاسبة التجار والمتعاملين بالسلاح”، فيما تعدى الأمر عند أهالي بعض الضحايا، إلى اتهام بعض الأطراف بافتعال التفجير الذي طال مستودع تخزين الأسلحة، وإيهام الرأي العام بأنه انفجار عرضي في مستودع ذخيرة، وعزا المواطنون الأمر إلى أن الانفجار حصل في مستودع لتخزين الذخيرة، في ساعة مبكرة من فجر يوم الأحد الـ 12 من آب / أغسطس الجاري، ولم يكن انفجاراً في مصنع للأسلحة، وطالبوا بالكشف عن حيثيات الانفجار أو التفجير، وإطلاع الرأي العام وذوي الضحايا عليها.
ونشر المرصد صباح الاثنين أنه رصد تصاعد حصيلة الخسائر البشرية لمجزرة سرمدا، بشكل كبير، بعد مفارقة مزيد من المدنيين للحياة وانتشال مزيد من الجثامين، حيث ارتفع إلى 69 على الأقل عدد من قضى واستشهد ووثقه المرصد السوري، بينهم 52 مدنيًا من ضمنهم 17 طفلًا وفتى و14 مواطنة، فيما معظم البقية هم عناصر في فصائل مقاتلة وإسلامية والقسم الأكبر ممن قضوا واستشهدوا هم من مهجري محافظة حمص، فيما لا تزال أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطرة.
كما أن هذا التصاعد الكبير في الخسائر البشرية، رفع من استياء المواطنين من هذا التسيب لدى الفصائل المسيطرة على المنطقة، وسماحها بتخزين أسلحة في أسفل مبنى سكني دون الاكتراث لمصير المواطنين، وتعالت أصوات مواطنين بأنه "ألا يكفينا الموت بالقذائف الآتية من الجو حتى تأتينا الانفجارات من أسفل مساكننا"، في حين يشار إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح يوم الأحد الـ 12 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، أن غالبية قاطني المبنى الذي انفجر المستودع أسفله، هم من مهجري محافظة حمص، حيث أشارت المعلومات أنه مستودع ذخيرة لتاجر سلاح يعمل مع هيئة تحرير الشام، وذلك في أسفل مبنى سكني في منطقة ساحة باب الهوى داخل البلدة، الأمر الذي تسبب بانهيار مبنى سكني، على رؤوس ساكنيه.
أرسل تعليقك