دمشق ـ نور خوام
شنَّت الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي، غارات جديدة مساء الثلاثاء استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" على خطوط التماس مع "قوات سورية الديمقراطية"، عند أطراف الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور، فيما لم ترد معلومات عن إصابات حتى الآن، بالتزامن مع التحضيرات المتواصلة من قبل التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية لبدء العملية العسكرية الأخيرة ضد التنظيم في المنطقة، والتي تستهدف إنهاء وجوده فيها.
ويأتي استمرار التحضير في أعقاب وصول 100 عنصر على الأقل من مقاتلي قوات "قسد"، إذ دخلوا إلى منطقة الجبهة المحيطة بجيب التنظيم عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، عقب دخول 500 مقاتل من قوات المهام الخاصة في وحدات حماية الشعب الكردي، وانتشار أكثر من ألفي مقاتل من أبناء عشيرة الشعيطات، مع مئات المقاتلين الآخرين في محيط الجيب الأخير للتنظيم، ضمن التحضيرات المستمرة لبدء العملية العسكرية التي من شأنها إنهاء وجود التنظيم في المنطقة، وفرض سيطرة كاملة على منطقة شرق الفرات، وريف دير الزور الشرقي، كما علم المرصد السوري أن عناصر من تنظيم "داعش" نفذوا هجوماً مستهدفين نقاط سيطرة قوات سورية الديمقراطية في بادية ريف دير الزور، على مقربة من خطوط التماس مع التنظيم، ما دفع طائرات التحالف لقصف المنطقة وقتل ما يزيد عن 9 من عناصر التنظيم، بضرباتها الجوية، بعد أن دارت اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى،
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات، أن التحضيرات لا تزال جارية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، لبدء العملية العسكرية من قبل التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هدوءاً يسود محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والممتدة من هجين إلى الحدود السورية العراقية، حيث أكدت عدة مصادر متقاطعة دوي انفجارات في الساعات الأخيرة بالجيب ذاته، ناجمة عن ضربات متتالية للتحالف الدولي استهدفت منطقة الشعفة الخاضعة لسيطرة التنظيم، ما تسبب بأضرار مادية، فيما لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن، كذلك رصد المرصد السوري حركة مكثفة للطائرات المروحية في المنطقة الممتدة بين حقل العمر وخطوط التماس مع التنظيم، حيث رجحت المصادر للمرصد السوري أن عملية التنقل المكثفة للمروحيات، هي عملية نقل للذخيرة والمعدات العسكرية واللوجستية، لانطلاق المعركة التي تتسارع وتيرة التحضير لها، مع وصول مئات المقاتلين من القوات الخاصة الكردية منذ يوم الأحد إلى الآن، بالتزامن مع انتشار لآلاف المقاتلين في الخطوط المقابلة للبلدات الرئيسية وعلى طول الشريط الحدودي
وأكدت مصادر مطلعة للمرصد السوري أن السيارة التي جرى نقل العناصر الأربعة في صفوف تنظيم "داعش" على متنها نحو الجيب الأخير للتنظيم، عادت دون معرفة من بداخلها، ورجحت المصادر أن عملية الإفراج عن الأسرى الأربعة لدى "قسد" أمس، جرت مقابل الإفراج عن أسرى ومختطفين لدى تنظيم "داعش"، كما أن قوات سورية الديمقراطية تعمدت إدخال مقاتلين ذوي خبرات عالية في القتال كان قد سبق لهم وخاضوا معارك شرسة مع التنظيم إبان معارك الرقة وعين العرب وغيرها، في محاولة للتسريع بإنهاء تواجد التنظيم في المنطقة.
وكان نشر المرصد السوري مساء الاثنين، أنه رصد مرور رتل لقوات سورية الديمقراطية إلى محاور التماس مع تنظيم "داعش" ضمن الجيب الأخير للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وأبلغت مصادر المرصد السوري أن 4 أسرى من التنظيم ممن أسرتهم "قسد" في وقت سابق خلال العمليات العسكرية في المنطقة، تواجدوا ضمن آليات الرتل وهم معصوبو العينين ومكبلو الأيدي، حيث من المرجح أن تتم عملية مبادلة بين التنظيم وقسد في المنطقة، على صعيد متصل لا تزال التحضيرات متواصل من قبل قوات سورية الديمقراطية عبر حشد قواتها وتنظيم صفوفها بهدف البدء بعملية عسكرية شاملة ونهائية ضد تنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية من نهر الفرات، لإنهاء تواجد التنظيم هناك.
من جهة ثانية، حصلت عملية اغتيال جديدة طالت عنصراً من قوات سورية الديمقراطية، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور. وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن مسلحين مجهولين يرجح أنهم من خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، اغتالوا قيادياً محلياً من بلدة الشحيل، بإطلاق النار عليه في منطقة ذيبان، ما تسبب بمفارقته للحياة، فيما رصد المرصد السوري مداهمة نفذتها قوات سورية الديمقراطية لمنزل في قرية حريزة التابعة لبلدة البصيرة، أسفرت عن اعتقال نحو 10 عناصر من خلايا تابعة للتنظيم أحدهم من الجنسية السورية، والبقية من جنسيات مختلفة غير سورية.
أرسل تعليقك