القاهرة - محمود حساني
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة ، ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية ، أحمد قطان، أن العلاقات بين المملكة ومصر وصلت إلى مستوى متميز من التعاون والتنسيق على كافة المستويات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وتشهد تطوراً كبيراً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، مشيرا إلي أن البلدين هما جناحا الأمة العربية، وعليهما يقع العبء الأكبر لحفظ أمن واستقرار المنطقة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السفير السعودي أمس الجمعة خلال الاحتفال الذي أقامه بمناسبة الذكرى الـ 86 لليوم الوطني للمملكة، لأول مرة في قصر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود "المقر السابق للقنصلية السعودية في غاردن سيتي"، وهو القصر الذي تمت إقامته في آذار/ مارس ١٩٠٩ ويُعَدُ أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية التاريخية في مصر.
ونوّه قطان في الكلمة التي ألقاها بهذا الحفل بمسيرة توحيد شبه الجزيرة العربية وإعلان تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود-مبرزاً الإنجازات الحضارية والتنموية التي بدأت منذ عهد الملك المؤسس، واستمرت من بعده في عهد أبنائه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ،وشملت تنمية وتطوير المملكة وإدارتها وتحديث أنظمتها في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة في العالم، وأصبح المواطن السعودي والمقيم الزائر ينعم بالازدهار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية، وأضاف قائلا:"لقد حبا الله المملكة بمورد اقتصادي كبير وشريان الحياة للاقتصاد العالمي وهو النفط، وتبوأت بسياساتها الاقتصادية والمالية مركزاً اقتصادياً ومالياً عالمياً مرموقاً مكّنها من أن تصبح ضمن دول مجموعة العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم، ولعبت دورا هاما في الاستقرار الاقتصادي والمالي الدولي، وقدمت مساعدات اقتصادية ومالية كبيرة للدول النامية والأقل نمواً".
وأكد أن المملكة لم تدخر جهداً لنصرة القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لها الأولوية الأولى إلى أن يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه المسلوبة ويقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف، وعقب ذلك شاهد الحضور عرضاً يتضمن صوراً من تاريخ وتراث المملكة ومسيرة التطور والتنمية التي شهدتها في جميع المجالات، وأوجه النهضة العمرانية والحضارية التي عمت أرجاء المملكة
حضر الحفل عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين ورجال الأعمال ولفيف من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر وأعضاء سفارة المملكة ومديرو ومنسوبو المكاتب السعودية بالقاهرة وعدد من المواطنين السعوديين المتواجدين في مصر ومجموعة من رجال السياسة والمثقفين والإعلاميين، وتحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في 23 أيلول/ سبتمبر من كل عام وذلك تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله الذي أعلن قيام المملكة العربية السعودية عام 1351 هـ 1932م، وتعد العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية علاقات تاريخية متميزة نظراً للمكانة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.فعلى الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية أن الرياض والقاهرة هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وفي المجال الاقتصادي تضاعفت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عدة مرات خلال فترة الثمانينات والتسعينات والسنوات الأربع الأولى من القرن الحالي، وتم التوقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين، كما تشهد العلاقات العسكرية بين البلدين تعاوناً كبيراً حيث تتم العديد من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين، وقد قامت المناورات التدريبية المشتركة لجيشي البلدين مثل مناورات "تبوك" للقوات البرية ومناورات "فيصل" للقوات الجوية ومناورات "مرجان" للقوات البحرية.
أرسل تعليقك