خرجت رسائل عدة بها زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمصر والتي استمرت لمدة ثلاث أيام حيث تطرقت للشأن السياسي والاقتصادي والديني وحتى الثقافي، البداية جاءت بعقد السيسي وابن سلمان جلسة مباحثات، أعقبها التوقيع على عدة اتفاقات، إحداها لتأسيس صندوق استثماري بـ 16 مليار دولار، لضخ استثمارات سعودية في مشاريع في عدد من المحافظات المصرية، ثم في اليوم التالي تفقد السيسي وابن سلمان مشاريع قناة السويس القومية.
وكان التساؤل لماذا يتفقد الرئيس السيسي وولي العهد السعودي مشاريع تنمية سيناء ومحور قناة السويس، الإجابة تكمن في الخطة التكاملية بين مشروع " نيوم " السعودي ومحور القناة والمشروع المصري لتنمية سيناء وربطهم عبر جسر الملك سلمان ، لكل من مصر والسعودية لديهم رؤية نحو 2030 والآن تسعى الدولتان إلى تحقيق رؤية كل دولة على حدى بما يسهم في إيجاد تكامل اقتصادي عربي بين الأشقاء، حيث يدعم هذا أيضًا توقيع اتفاق لإنشاء صندوق مصري سعودي للاستثمار ومذكرة تفاهم من أجل تفعيل الصندوق السعودي المصرى للاستثمار.
ويرى مراقبون أنه من المتوقع أن تنضم الأردن والإمارات لهذا التكتل الاقتصادي الذي يترجم التحالف الاستراتيجي بين هذه الدول ويحقق قوة اقتصادية إقليمية تحقق السلام والرخاء في المنطقة.وأوضح ابن سلمان في تصريح للصحافيين أن بلاده تستهدف دخول مصر والأردن في مشروع "نيوم"، وهو عبارة عن منطقة اقتصادية ضخمة ستنشأ في شمال غرب السعودية باستثمارات أكثر من 500 مليار دولار.
وتابع أن المشروع سيكون ممتدًا بنحو 1000 كيلو متر داخل "محافظة" جنوب سيناء المصرية.. لإحداث نوع من التكامل مع الدول العربية الشقيقة"، وأشار إلى أن مشروع جسر الملك سلمان سيرى النور قريبًا، وسنبدأ في دراسة خطط إنشائه.
وتطرقت الزيارة إلى التطورات الإقليمية في المنطقة حيث ناقشت كل القضايا بداية من القضية الفلسطينية وحتى الأزمة السورية والتطورات في اليمن ومواجهة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في المنطقة.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبد المتعال إن الزيارة ركزت بشكل كبير على القضية الفلسطينية خصوصًا بعد التصعيد الأميركي للأزمة بإعلان واشنطن نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس في مايو/أيار المقبل، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية لاعتبارات كثيرة متعلقة بالتحديات والمخاطر التى تواجه البلدين، وأيضًا ملف مكافحة الإرهاب".
وأوضح عبد المتعال لـ"مصر اليوم" أن التحديات الإقليمية في مسألة إيران، والأزمة القطرية كان لها نصيب من المناقشات وأكد ذلك تصريحات ولي العهد السعودي للصحافيين، وأكد أن حل الأزمة القطرية ستكون على طريقة تعامل كوبا مع الولايات المتحدة الأميركية.
وتطرقت الزيارة أيضًا إلى لافتة تاريخية وهي زيارة الكنيسة المرقسية ولقاء البابا تواضروس الثاني لأول مرة وهي إشارة مهمة للغاية تؤكد على سير المملكة السعودية في سياسة الانفتاح والوسطية ودعم ذلك زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للتأكيد على تلك المفاهيم والرسائل.وعقب ذلك حضر ولي العهد السعودي العرض المسرحي "سلم نفسك" والذي يؤكد على دور الثقافة المصرية في تعزيز الوعي السياسي لدى المواطنين وأن مصر رائدة في ذلك وتعتمد على الثقافة والفن في الانفتاح وتعزيز توعية المواطنين وهو أمر لا يمكن الاستغناء عنه.
وأكد وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل، أن زيارة ولي العهد السعودي تمهد لتحقيق نقلة نوعية للتعاون الاقتصادي المشترك من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى التي تحقق مصالح الشعبين".
وأوضح في بيان عقب لقائه نظيره السعودي ماجد القصبي، أن مصر والسعودية تمثلان حاليًا شطري معادلة التوازن الإقليمي ومحور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، والزيارات المتبادلة للقيادة السياسية في البلدين ركيزة أساسية لتطوير العلاقات الاقتصادية ".
وتعرض هذه النقاط مدى قوة العلاقات بين مصر والسعودية:
- حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.6 مليار دولار خلال 2017
- 4309 شركة سعودية مؤسسة في مصر تعمل فى المجالات الاستثمارية المختلفة.
- 1043 مشروعًا مصريًا على أرض السعودية باستثمارات 1.1 مليار دولار.
- حجم الاستثمارات السعودية حاليًا في مصر 6.1 مليار دولار وفق آخر إحصاء في 2017.
- السعودية ترتيبها الأول بين الدول العربية المستثمرة في مصر.
- 11% من حجم الاستثمارات الأجنبية الموجودة في مصر هي سعودية.
- 20 مليار دولار استثمارات عربية فى مصر منها 27 % للمملكة.
-السعودية ضمن أكبر 10 دول مستوردة من مصر.
أرسل تعليقك