طهران ـ مصر اليوم
بعدما أعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي، الحداد الوطني العام في البلاد لخمسة أيام، إثر مقتل الرئيس، إبراهيم رئيسي، مع وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، في حادث تحطم مروحية بشمال غربي البلاد، كلّف النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد مخبر، بتولي مهام الرئاسة.
وقال خامنئي، اليوم الاثنين، "التزاماً بالمادة الـ131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية"، لافتاً إلا أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسَي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، "في مهلة أقصاها 50 يوماً".
وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، طحان نظيف، أعلن بدوره بوقت سابق أن المساعد الأول لرئيسي سيتولى حسب الدستور مسؤولياته.
فيما عقد مخبر، الذي بات الرئيس المؤقت، اجتماعا استثنائيا، مع رئيسَي السلطتين التشريعية والقضائية، عقب تأكيد مقتل رئيسي ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، بحادث تحطم مروحية كانت تقلهما مع 7 آخرين، بشمال غربي البلاد. وجرى خلال الاجتماع مع رئيسَي السلطتين التشريعية والقضائية "التأكيد على الاستمرار في التعاون فيما بينهما وتقديم الخدمات للشعب"، وفق ما نقلت وكالة تسنيم.
كما أكد رئيسا السلطتين التشريعية والقضائية بدورهما "على التعاون التام" مع مخبر للقيام بمهام السلطة التنفيذية.
كما طفا إلى الواجهة ثانية اسم مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، علي باقري كني، الذي كان قد لعب دوراً بارزاً قبل أكثر من سنتين خلال مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب.
فقد أشار العديد من المراقبين إلى أن مساعد وزير الخارجية الراحل للشؤون السياسية، علي باقري كني، الذي شغل منصب المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، من أبرز المرشحين لخلافة عبد اللهيان.
لتعلن الحكومة الإيرانية رسمياً في وقت لاحق، اليوم الاثنين، تعيين باقري كني خلفاً لعبد اللهيان، في وزارة الخارجية.
فالدبلوماسي البالغ من العمر 57 عاماً، (مواليد أكتوبر 1967) شغل منصب النائب السياسي في الوزارة منذ سبتمبر 2021.
كما شغل سابقا أيضا منصب نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من عام 2007 إلى 2013.
كذلك ترأس الحملة الرئاسية لسعيد جليلي في الانتخابات الرئاسية سنة 2013.
وهو نجل محمد باقر باقري، العضو السابق في مجلس الخبراء وابن شقيق محمد رضا مهدوي كني.
إلى ذلك، عمل كمفاوض رئيسي في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة من أجل إتمام صفقة إطلاق سراح سجناء أميركيين.
وكان من المتوقع أن يلتقي باقري كني في جنيف يوم الأربعاء المقبل مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، عقب الاجتماع غير المباشر الذي عقد في سلطنة عمان الأسبوع الماضي بين وفد أميركي وإيراني، حسب ما أفاد مراسل "وول ستريت جورنال".
إلا أن هذا الاجتماع ألغي الآن بطبيعة الحالي، على ضوء مقتل رئيسي وعبد اللهيان، فضلا عن 7 من مرافقيهما.
وكان الهلال الأحمر الإيراني أعلن بوقت سابق اليوم الاثنين انتشال جثث ضحايا تحطم المروحية بمن فيهم رئيسي وعبد اللهيان، و7 أشخاص آخرين كانوا في المروحية التي تحطمت أمس الأحد في شمال غربي البلاد. فيما أوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند عبر التلفزيون الرسمي أن الجثث نقلت إلى مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية حيث وقع الحادث، إثر سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف.
يذكر أن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي توفي عن عمر ناهز الــ 60 كان واجه الغرب بينما كان يشرف أيضا على المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج بلاده النووي. ومثل التحول المتشدد في طهران بعد انهيار مفاوضات الاتفاق النووي في أعقاب انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه بشكل من جانب واحد.
كما ظل قريبا من الحرس الثوري، وأشاد ذات مرة بقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي قتلته غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد عام 2020، معتبرا أن "سليماني ساهم في السلام والأمن العالميين".
إلى ذلك، دعم موقف الحكومة، مع الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد عام 2022 بسبب وفاة مهسا أميني، وهي شابة اعتقلت قبل وفاتها على يد الشرطة بزعم عدم ارتدائها الحجاب بطريقة ملائمة.
كما هدد بالانتقام من إسرائيل، وأشاد بالهجوم الذي شنته بلاده عليها في أبريل/ نيسان الماضي.
قد يهمك أيضــــاً:
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين
تركيا تتابع تطورات البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وترسل فريقاً للمساعدة
أرسل تعليقك