قدّمت إلهام محمود، نموذجًا للمرأة الناجحة التي استطاعت أن تثبت نفسها في المناصب التي تقلّدتها، لتؤكّد أنّ المرأة يمكنها أن تحقّق الإنجازات إذا ما وُضعت في موقع المسؤولية، حيث كانت أول امرأة تتولى منصب وكيل وزارة الكهرباء، والسيدة المصرية الوحيدة التى تقلّدت منصب مفوّض الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي، خلال الفترة من 25 أبريل/نيسان 2008وحتى 15 مارس/آذار 2017.
وفي السطور التالية تحدّثت محمود عن جوانب عدّة من حياتها العملية، حيث أوضحت أنّ المرة الوحيدة التى تحدث فيها الإعلام عنها ببعض التفاصيل كانت أثناء استقبال للرئيس السيسى لها أثناء حضوره القمة الأفريقية، وعن ذلك قال : بحكم المنصب يقوم مفوضو الاتحاد الأفريقى وعددهم ثمانية مفوضين باستقبال الرؤساء المشاركين بالقمم الأفريقية، ومن الطبيعى أن يتم اختيارى لاستقبال الرئيس المصري، وكان ذلك فى القمة التى شارك بها فى غينيا الاستوائية، وهذه ليست المرة الأولى التى استقبل فيها رئيسا مصريا، فأنا فى المنصب منذ عام 2008 منذ عصر مبارك.
وأضافت : مبارك لم يكن مهتما بالقدر الكافى بأفريقيا، ومعاملته للمحيطين به “عادية” لا تستطيع أن تضع لها وصفا محددا، أما الرئيس السيسى فهو ملم بالتفاصيل، يجمع فى تعامله مع الآخرين بين التواضع ووقار المنصب، ويعطى افريقيا اهتماما كبيرا أتصور أنه سيعود علينا بالنفع فى أن يكون لمصر دور كبير فى مشروع البنية التحتية بالقارة الافريقية، وهو مشروع ضخم اعتمده رؤساء افريقيا ومستمر حتى 2040 ويضم مجالات المياه المشتركة، الاتصالات ونظم المعلومات، الطاقة، وسائل النقل البرى والجوى والبحري.
مقومات المنصب
وتابعت أن هناك هناك خمسة مقومات، أهلتها للمنصب أولها المؤهلات العلمية، الخبرة الوطنية والإقليمية، إجادة اللغة الإنجليزية، سيرة ذاتية مليئة بالإنجازات، وأخيرا ترشيح الدولة، فهذا المنصب يمكن أن يترشح له مسئولون من وزارات الكهرباء أو البترول أو النقل أو الاتصالات، وترسل كل هذه الوزارات إلى وزارة الخارجية التى تقوم بدورها باختيار أحد المرشحين، وقد تقلدت المنصب لمدة 8 سنوات بدءا من أبريل عام 2008 وحتى مارس 2017.
وواصلت أن "منصب المفوض فى الاتحاد الافريقى يحتاج إلى شخصية قيادية وإدارية.. فلست مطالبا كمفوض بالإلمام بكل التفاصيل الفنية، ولكنك مطالب بدراسة كل الملفات من خلال مساعديك فى كل تخصص لاتخاذ القرار، ونحن كمهندسين ليس صعبا علينا ذلك، لأن الهندسة بشكل عام بعيدا عن التخصص تدربنا على التفكير العلمي، وهذا جعلنى قادرة على الإلمام بكل المجالات التى لها علاقة بالمنصب دون أن أتعمق فيها فنيا، ولذلك أعتقد أن المنصب أضاف لى كثيرا، كما أننى أضفت له من خبرتي".
وقالت محمود أنها حققت بعض الإنجازات، موضحة : الحمد لله هناك بصمات كثيرة منها، وضع أجندة أفريقيا 2063، وأشعر بسعادة بالغة عندما اسمع مسئولين الآن يتحدثون عنها بجدية واهتمام، وهو ما يعكس اهتمام مصر فى الوقت الراهن بالقارة الأفريقية، وأذكر أننى قبل ذلك كنت اتحدث مع وزير مصرى عن هذه الأجندة فقال لى ساخرا: احنا فين و2063 فين..ومن البصمات التى أعتز بها أيضا هى برنامج تنمية البنية التحتية فى أفريقيا (PIDA - بيدا) الذى أقره زعماء القارة الأفريقية، وقيمة هذا البرنامج أنه يحدد أولويات القارة الأفريقية، لأنه فيما مضى كانت الجهات الدولية الممولة تدعم المشروعات فى كل دولة وفقا لأهوائها، وليس وفقا لمتطلبات القارة بشكل عام، وهذا البرنامج يحدد لتلك الجهات مثل البنك الدولى والبنك الأفريقى ما تحتاجه القارة.
وبشأن مشروع إطلاق منصة خاصة بأفريقيا على الانترنت ، قالت :هو من المشروعات التى أعتز بها، وسيكون عنوان المنصة متوافرا على الانترنت قريبا، كما أن هناك فى الإنترنت” دوت أورج “ و” دوت نت “ و” دوت فرانس “ وما إلى ذلك، سيكون هناك دوت أفريقيا، وهذا سيعطى هوية رقمية للقارة الافريقية، وسيدر دخلا بمليارات الدولارات على القارة من الإعلانات التى تنشر على هذه المنصة.
و تواصل الحديث قائلة: ومن المشروعات فى مجال الاتصالات أيضا، والتى أعتز بأنى لى بصمة فى انجازها هو انشاء نقاط تجميع للبريد الإلكترونى داخل القارة، فبدلا من ان يذهب “ الإيميل” إلى أمريكا قبل أن يصل لاى مواطن فى افريقيا، أصبحت هناك نقاط تجميع فى القارة الافريقية يذهب “الإيميل” إلى احداها قبل أن يصل إلى الشخص، فمثلا هناك نقاط تجميع لدول غرب افريقيا، واخرى لشرق وغرب وجنوب أفريقيا، ومن المنتظر اكتمال هذا المشروع لتكون هناك نقطة تجميع خاصة بالقارة الأفريقية، وهذا المشروع يساعد على تبادل الإيميلات بشكل أسرع، ويوفر ذلك فى الوقت، ويساعد على انجاز بعض الأعمال التى تعتمد على الايميلات المتبادلة، كما انه يحفظ سرية وخصوصية الإيميلات، التى كان ينبغى وصولها لأمريكا أولا، قبل أن تصل لأى مواطن داخل القارة الأفريقية.
وأضافت : هناك مشروع آخر تم تنفيذه على مستوى 4 دول فى شرق افريقيا، وهى كينيا ورواندا وأوغندا وجنوب السودان، ويتعلق باستخدام نفس شريحة الهاتف فى تلك الدول، وكانت شركات الاتصالات تحاول اجهاض هذا المشروع خشية أن يؤثر على دخلها المادي، ولكن وجدوا لاحقا أن هذا الأمر دفع الناس لمزيد من الاتصالات وحققوا دخلا كبيرا.
ولفتت بقولها: قضيت 8 سنوات فى المنصب، لذلك وفقت والحمد لله للعديد من الإنجازات، ومن الإنجازات التى أعتز بها كانت فى مجال النقل البحري، حيث تم اعتماد ميثاق النقل البحرى الذى ينظم التعاون وحركة الملاحة بين الدول، وتم تنفيذ مشروع ميكنة النقل البحري، بحيث تنتقل بيانات السفينة من الميناء الذى توجد فيه إلى الميناء الذى سيستقبلها بشكل آلي.
وتابعت: وفى مجال النقل الجوى سعينا إلى تنفيذ مشروع السماوات المفتوحة، واشتركت 14 دولة حتى الآن فى هذا المشروع، ليكون هناك طيران مباشر بين هذه الدول، حيث كان المسافر من دولة مثل رواندا ويريد السفر للسنغال يتعين عليه السفر لباريس، ومنها إلى السنغال لعدم وجود طيران مباشر.
وأارت بقولها :تحمست مصر فى البداية، ثم جاء وزير طيران ولم يبد نفس القدر من التحمس، وهذا أثار ضيقى وقتها لأن الأمور يجب أن تسير وفق النظام، وليس وفق أهواء الشخص، والمعروف أن الرئيس السيسى مهتم بأفريقيا بشكل كبير، وهذا ما أكدتيه أنت بنفسك فى بداية الحوار، فهل يمكن أن يكون الرئيس متحمسا، ولا يكون نفس الحماس عند من يعمل معه من الوزراء، ولكن هذا الكلام كان قبل تولى الرئيس السيسى المسئولية، ولكن مع تولى الرئيس السيسى أصبحت مصر أكثر انفتاحا على افريقيا.
وقد يهمك ايضـــــــــــــــــــًا
راضي يكشف تفاصيل اجتماعات السيسي مع الوفدين السوداني والنرويجي
الرئيس السيسي يفتتح المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي
أرسل تعليقك